في أجواء تعكس روح الأخوة والتعاون، اجتمع قادة دول مجلس التعاون الخليجي إلى جانب قادة مصر والأردن في لقاء ودي احتضنته العاصمة السعودية الرياض، وهذا اللقاء، الذي جاء بدعوة من الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء السعودي، شكل محطة جديدة في مسيرة التنسيق المشترك بين هذه الدول، مؤكداً على عمق العلاقات التاريخية التي تجمعها والرغبة المستمرة في تعزيز سبل التعاون في مختلف المجالات.
ضم هذا الاجتماع الرفيع كلاً من الشيخ مشعل الأحمد، أمير الكويت، والشيخ محمد بن زايد، رئيس دولة الإمارات، والشيخ تميم بن حمد، أمير قطر، والأمير سلمان بن حمد، ولي عهد البحرين ورئيس وزرائها، إلى جانب العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد الأردني، بالإضافة إلى الشيخ طحنون بن زايد، نائب حاكم إمارة أبو ظبي ومستشار الأمن الوطني الإماراتي.
وهذا الحضور الرفيع المستوى يعكس الأهمية الكبيرة لهذا النوع من الاجتماعات غير الرسمية التي ترسخ مبادئ التعاون العربي، وقد شارك بدر العساكر، مدير المكتب الخاص لولي العهد السعودي، لقطة فوتوغرافية من اللقاء عبر حسابه على منصة “إكس”، موضحاً أهمية هذا الاجتماع في إطار سلسلة اللقاءات الودية الدورية التي تُعقد بين قادة مجلس التعاون ومصر والأردن.
وأكد مصدر سعودي مسؤول أن هذه الاجتماعات الخاصة تعزز الشراكة الإقليمية وتسهم في دفع عجلة التنسيق الاستراتيجي بين هذه الدول.
وعلى صعيد القضايا الإقليمية والدولية، أشار المصدر إلى أن أي قرارات تتعلق بالعمل العربي المشترك ستُطرح على طاولة النقاش خلال القمة العربية الطارئة المقبلة، التي تستضيفها مصر في الرابع من مارس (آذار) القادم، وهذا التوجه يعكس حرص الدول المشاركة على توحيد مواقفها إزاء التحديات المشتركة التي تواجه المنطقة، وخصوصاً في ظل الأوضاع المتغيرة التي تشهدها الساحة الدولية.
اقرا أيضاً: تركي آل الشيخ: هؤلاء يزرعون الفتنة بين السعودية ومصر والإمارات!
وفي لفتة تعكس الامتنان والتقدير، بعث الشيخ مشعل الأحمد ببرقية شكر إلى الأمير محمد بن سلمان، معبراً فيها عن تقديره لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة الذي حظي به والوفد المرافق له، كما أثنى على الدور المحوري الذي تضطلع به السعودية إقليمياً ودولياً، خصوصاً في ظل التحديات الكبيرة التي تشهدها المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية وما يمر به الشعب الفلسطيني من أوضاع مأساوية، وأكد على أهمية توحيد الرؤى والمواقف لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة وضمان مستقبل أكثر إشراقاً لشعوبها.
من جانبه، حرص الشيخ محمد بن زايد على الإعراب عن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده، عبر منشور له على منصة “إكس”، مشيراً إلى أهمية هذا اللقاء في تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول الشقيقة، بما يخدم مصالح شعوبها ويضمن استقرار المنطقة في ظل التحديات المتزايدة.
وهذه اللقاءات الودية التي تُعقد بين القادة العرب تعكس توجهاً واضحاً نحو تعزيز الحوار والتكامل في مواجهة التحديات المشتركة، بعيداً عن الأطر الرسمية التقليدية، ما يتيح فرصة أوسع لتبادل وجهات النظر وتقريب المسافات بين الدول، فالعالم العربي يواجه اليوم مجموعة من التحديات المعقدة التي تتطلب أعلى درجات التنسيق والتفاهم، وهو ما تؤكده هذه الاجتماعات التي تعزز اللحمة العربية وتؤسس لمستقبل أكثر ترابطاً بين دول المنطقة.
اقرأ أيضاً: «مجلس تنسيق أعلى» ما بين السعودية ومصر