في إطار سعيها لتقليل الاعتماد على القطاع النفطي، تعمل المملكة العربية السعودية على تنويع مصادر اقتصادها بهدف تحقيق توازن بين الأنشطة النفطية والأنشطة غير النفطية، ولعلّ أبرز محركات النمو الاقتصادي في المملكة قطاع السياحة.
وضمن رؤية السعودية 2030، فقد شهد القطاع السياحي السعودي تطوراً ملحوظاً منذ العام 2016 بهدف جعل السعودية وجهة سياحية رئيسية على مستوى العالم وليس على مستوى الشرق الأوسط فقط.
وبحسب إحصاءات وزارة السياحة السعودية، تصدرت المملكة دول مجموعة العشرين في معدل النمو بهذا القطاع بنسبة وصلت إلى 156% عام 2024 مقارنة بعام 2019، وذلك بفضل التسهيلات، والدعم الذي حظي به قطاع السياحة.
وتهدف وزارة السياحة السعودية إلى توفير أكثر من 1.8 مليون مقعد إضافي للرحلات الجوية التي ستنطلق للوجهات الصيفية في المملكة، بالإضافة لزيادة الطاقة الاستيعابية الفندقية بأكثر من 15 ألف غرفة جديدة.
كما عملت وزارة السياحة السعودية على تقديم تسهيلات كبيرة في تأشيرات الدخول إلى المملكة، حيث تصدر التأشيرات بشكل فوري من خلال الموقع الإلكتروني المخصص لذلك.
أما فيما يخصّ أسعار الليلة الفندقية، فتبدأ الأسعار من حدود 50 دولاراً في الليلة الواحدة، إضافة لوجود الفنادق ذات العلامة الدولية التي تصل الإقامة فيها إلى أكثر من 800 دولار في الليلة الواحدة.
اقرأ أيضاً: السعودية تطبق تقنيات الذكاء الاصطناعي في القطاع السياحي
عسير مقصد سياحي مميز
في الجنوب الغربي من المملكة تقع منطقة عسير، حيث تلتقي قمم الجبال مع لؤلؤ الشطآن الصافية، والرمال الذهبية مع الهضاب الخضراء.
تبلغ مساحة عسير 81 ألف كيلومتر وعاصمتها ومقر الإمارة فيها مدينة أبها، وأهم معالمها وادي الغيل الذي يقع في أعلى سهول تهامة بمحافظة المجاردة، وعلى بعد 170 كيلومتراً من مدينة أبها، وتضم عسبر قرية وادي الغيل بمبانيها القديمة، ومياها العذبة المنحدرة من قمم الجبال.
ومن وجهات عسير السياحية ممشى الضباب، في أعلى قمم مدينة أبها، حيث يحظى السائح بتجربة فريدة من حيث الأجواء الاستثنائية.
أما منتزه السودة، فيعد أبرز الأماكن السياحية في المنطقة، وهو مناسب لهواة المشي وتسلق الجبال، فضلاً عن وجود شلال الدهناء، وهو من أبرز المعالم الطبيعية في المنطقة، ويعد من الشلالات النادرة شبه الدائمة في المملكة.
اقرأ أيضاً: حائل تنادي المستثمرين بفرصها السياحية الاستثنائية
150 مليون سائح
ساعد امتلاك المملكة لطبيعة جغرافية واسعة على وجود أماكن سياحية عديدة ومتنوعة وفريدة على مستوى العالم، لذلك وضعت رؤية 2030 قطاع السياحة كأحد المرتكزات الأساسية لدعم الاقتصاد الوطني، ورغم أن السعودية نجحت بتحقيق هدف 100 مليون سائح خلال عام واحد، إلا أن الهدف الأساسي في الرؤية هو الوصول إلى 150 مليون سائح، وهو ما قد يتحقق قبل عام 2030.
كما تتجه السعودية نحو تحقيق رقم قياسي جديد في معدلات إنفاق السياح الأجانب، إذ زادت قيمته خلال عام 2024 إلى أكثر من 170 مليار ريال، بحسب تصريح وزير السياحة أحمد الخطيب، فيما بلغ إنفاق السياح الأجانب في عام 2023 بأكمله 141 مليار ريال.
اقرأ أيضاً: كيف نجحت السعودية بزيادة نموها الاقتصادي بعيداً عن الأنشطة النفطية؟