بمساحة جغرافية واسعة من الخليج العربي شرقاً إلى البحر الأحمر غرباً، ومن العراق والأردن شمالاً نحو اليمن وعُمان جنوباً، تضم السعودية عشرات المناطق السياحية والأماكن الأثرية التي باتت تحظى بإقبال كبير من السيّاح العرب والأجانب، في ظل الدعم الحكومي الكبير والمشاريع الاستثمارية التي تنفذها المملكة، إضافة إلى التسهيلات الكبيرة الممنوحة للزائرين القادمين لاستكشاف الأماكن الساحرة في السعودية.
وتعد شواطئ البحر الأحمر إحدى الوجهات الجديدة في السعودية، نظراً لما تتميز به من وجود الشعب المرجانية التي تجذب السيّاح حول العالم، وقد عملت المملكة مؤخراً على إضافة العديد من الشواطئ مع تأسيس مدينة نيوم الساحلية التي تعد أحد أكبر الإنشاءات الجديدة في البلاد.
وقد دشنت وزارة السياحة في المملكة قبل 3 سنوات الهيئة السعودية للبحر الأحمر المعنية بوضع آلية لحماية البيئة البحرية، وجذب الاستثمار في الأنشطة الملاحية والبحرية السياحية، وتقديم الدعم لهم، بالإضافة إلى تأهيل الكفاءات الوطنية، وتحديد المواقع والمسارات لمزاولة تلك الأنشطة، مع تشجيع وتسويق ممارسة الأنشطة الملاحية والبحرية السياحية.
جدة عروس البحر الأحمر
وعلى البحر الأحمر تقع مدينة جدة إحدى أشهر المدن في المملكة، والتي توصف بعروس البحر الأحمر، بما تمتلكه من مقومات سياحية كبيرة، ولعلّ أهم معالم المدينة هي البلدة التاريخية التي تضم مجموعة من الأزقة والأسواق القديمة والمباني التقليدية، وعلى الجانب الآخر، يقدم كورنيش جدة تجربة حديثة على الواجهة البحرية بإطلالة رائعة على نافورة الملك فهد الشهيرة
وشكّلت الكثبان الرملية الصحراوية الشاسعة تاريخ وثقافة جدة، حيث تزخر الكثبان بالفرص المفاجئة والممتعة، وتوفر للسائح الاستمتاع برحلة في أحضان الصحراء، كما تمتلك جدة العديد من المتاحف التاريخية، كمتحف عبد الرؤوف خليل ومتحف قصر خزام.
وإلى جانبي جدة في الشمال والجنوب، تمتد الوجهة الساحرة للبحر الأحمر البالغة مساحتها 28 ألف كيلومتر مربع، على طول الساحل الغربي للمملكة، وتضم مجموعة من الأراضي والبحيرات، وأكثر من 90 جزيرة، وشواطئ صافية، كما أنها غنية بمجموعة من عجائب الطبيعة الساحرة، بما في ذلك البراكين الخامدة، والكثبان الرملية، والجبال الخلابة.
خطة طموحة ضمن رؤية 2030
لا تعد منطقة البحر الأحمر مجرد مكان ساحر يستهوي الباحثين عن السياحة فقط، بل إنها تكتنز مواقع تاريخية وثقافية خفية لم تكتشف بعد، ولذلك فقد وضعت وزارة السياحة السعودية خطة شاملة لاستثمار المنطقة تحت مسمى “وجهة البحر الأحمر”.
وستضم الخطة عند إنجاز جميع مراحلها عام 2030 نحو 50 منتجعاً توفر 8000 غرفة فندقية إضافة إلى أكثر من 1000 عقار سكني.
وتهدف الخطة إلى إظهار كنوز منطقة الأحمر الطبيعية الساحرة، وتقديم تجارب مثيرة لا مثيل لها للسيّاح، لتكون واحدة من أبرز أماكن الجذب السياحي في المملكة.
السياحة ضمن رؤية 2030
تمكنت المملكة العربية السعودية ضمن رؤية 2030، من تحقيق هدفها بالوصول إلى أكثر من 100 مليون زائر في 2023، إلا أن ميزانية عام 2025 تستهدف الوصول إلى 127 مليون سائح على مستوى المملكة، وتحقيق 346.6 مليار ريال كحجم إنفاق سياحي، وذلك بما يزيد بـ27 مليوناً عن الهدف الموضوع في العام 2030 لعدد السيّاح.
وبحسب تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للسياحة نقلته صحيفة الوطن السعودية، فإن المملكة احتلت خلال عام 2024، المركز الـ3 عالمياً من حيث أعلى معدلات نمو أعداد السيّاح الدوليين خلال الأشهر التسعة الأولى من العام، وسجلت نسبة نمو بلغت 61% مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2019.
كما تقدمت السعودية في ترتيب دول العالم من حيث إنفاق السيّاح الدوليين، متقدمة 15 مركزاً لتحقق المركز الثاني عشر عالمياً في عام 2023 مقارنة بعام 2019، كما تصدرت دول مجموعة العشرين في نمو أعداد السيّاح خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2024 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019.
ومنذ العام 2016، نجحت السعودية برفع مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي من 3% إلى 5%، وهي تستهدف الوصول إلى 10% بحلول عام 2030.
اقرأ أيضاً: السعودية كمركز مالي عالمي.. هل يتحول الطموح إلى واقع؟