بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب – Donald Trump فرض رسوم جمركية على المملكة العربية السعودية بنسبة 10%، سجّلت البورصة السعودية أكبر تراجع لها منذ 5 سنوات في ختام تعاملات، الأحد، لتلحق بأسواق المال العالمية التي شهدت تضرراً كبيراً خلال الساعات الماضية، بفعل الرسوم الأميركية التي شملت معظم دول العالم، فكيف كان تأثير القرار على الأسواق السعودي؟
قالت قناة “الإخبارية” السعودية في منشور عبر حسابها الرسمي على منصة “إكس”: “إن سوق الأسهم السعودية (تاسي) تتبع الأسهم العالمية وتنهي تعاملاتها على تراجع بقيمة 7%، وتفقد أكثر من 800 نقطة، بعدما فقدت 614 نقطة في افتتاح الجلسة، وهو أكبر تراجع منذ 5 سنوات، متأثراً بقرار الرئيس الأميركي”.
وبحسب “الإخبارية” السعودية، فقد سجّل سهما “أرامكو” و”الراجحي” انخفاضاً بأكثر من 5%، في حين فقد سهم الأهلي 6% من قيمته في منتصف التعاملات.
وأغلق مؤشر الأسهم السعودية الرئيسي عند مستوى 11077.19 نقطة، وبلغت كمية الأسهم المتداولة، 450 مليون سهماً، سجلت فيها أسهم شركة واحدة فقط ارتفاعاً في قيمتها، فيما أغلقت أسهم 252 شركة على تراجع.
وحققت أسهم شركة نماء للكيماويات ارتفاعاً ملحوظاً، في حين كانت أسهم شركات كيمانول – Chemanol، وأسمنت الرياض، ووفرة، والأسماك، والشرقية للتنمية الأكثر انخفاضاً في التعاملات، وتراوحت نسب الارتفاع والانخفاض ما بين 0.50% و10.00%، بحسب وكالة الأنباء السعودية “واس”.
السعودية ثاني أكبر شريك تجاري
لم تستثنِ رسوم ترامب الجمركية الدول الصديقة والحليفة للولايات المتحدة، فعلى الرغم من أن السعودية هي ثاني أكبر شريك تجاري لأميركا في المنطقة العربية بعد دولة الإمارات، إلا أن ترامب فرض رسوماً عليها وصلت نسبتها إلى 10%، وهو ما يهدد بحدوث صدمات اقتصادية في الأسواق العربية والعالمية على حدٍ سواء.
ويبلغ إجمالي تجارة السلع الأميركية مع المملكة العربية السعودية نحو 25.9 مليار دولار في عام 2024.
وبلغت صادرات السلع الأميركية إلى المملكة عام 2024 قيمة 13.2 مليار دولار، بانخفاض قدره 4.8% عن عام 2023، بينما بلغ إجمالي واردات الولايات المتحدة من السعودية 12.7 مليار دولار في عام 2024، بانخفاض قدره 19.9% عن عام 2023.
كما بلغ فائض تجارة السلع الأميركية مع السعودية نحو 500 مليون دولار في عام 2024، بزيادة قدرها 121.6% عن عام 2023.
ورغم التبادل التجاري الكبير بين البلدين، واعتبار ترامب أن السعودية شريك استراتيجي في الشرق الأوسط للولايات المتحدة إلا أن ذلك لم يمنع من فرض رسوم جمركية على الواردات السعودية، ما قد يشكّل نقطة خلافية بين الطرفين خلال الزيارة المرتقبة لترامب إلى الرياض.
صفعة قبل الزيارة
تأتي الرسوم الجمركية التي أحدثت صدمة في الأسواق السعودية قبيل زيارة ترامب المرتقبة إلى المملكة، حيث أعلن الرئيس الأميركي بداية الشهر الحالي أن زيارته المقبلة إلى السعودية قد تتم في أيار أو بعده بقليل، لتكون بذلك أول محطة خارجية له خلال ولايته الرئاسية الثانية.
وقال ترامب إن الزيارة ستشهد توقيع اتفاقية استثمارية كبرى تتجاوز قيمتها تريليون دولار، وتشمل صفقات لشراء أسلحة ومعدات عسكرية أميركية الصنع
وأوضح الرئيس الأميركي أن زيارته إلى الرياض قد تفتح الباب لتفاهمات اقتصادية أوسع مع دول الخليج، كاشفاً عن وجود خطط لزيارة كل من قطر والإمارات بعد المحطة السعودية الأولى.
وكانت أول رحلة خارجية لترامب خلال ولايته الأولى إلى الرياض عام 2017، وتم الإعلان حينها عن استثمارات سعودية قُدّرت قيمتها بنحو 350 مليار دولار أميركي، لكن الزيارة الحالية تختلف من حيث الأوضاع السياسية والاقتصادية والعسكرية في المنطقة والعالم.
ترامب يواصل “حربه التجارية”
منذ وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بداية العام العام الحالي أعلن عن تدابير اقتصادية مشددة، كان هدفها المعلن بحسب ترامب “حماية الصناعة الأميركية من خلال فرض سلسلة من الضرائب والرسوم الجمركية الجديدة على الواردات من مختلف دول العالم بما فيها الدول الحليفة للولايات المتحدة”.
ولا تُظهر الحرب التجارية العالمية التي أشعلها ترامب أيّ علامة على التراجع، حيث أدت الرسوم الجمركية المتبادلة إلى حدوث هزّات الاقتصادات الكبرى، وتسببت في انهيار أسواق الأسهم وتقليص آفاق النمو.
وازدادت هذه الحرب حِدة في الثاني من شهر نيسان الجاري، الذي أطلق عليه ترامب “يوم التحرير”، حيث أعلن عن مجموعة من الرسوم الجمركية المتبادلة تستهدف جميع البلدان تقريباً التي تتعامل معها الولايات المتحدة، مما يشكّل ضربة قاسية للتجارة الحرة العالمية.
ودفعت “حرب ترامب التجارية”، بعض الدول إلى الرد بفرض رسوم مماثلة على الولايات المتحدة، وهو ما يهدد التجارة العالمية بتبعات خطيرة تنذر بأزمة مالية جديدة، فهل تكون الرسوم الأخيرة حاضرة على جدول أعمال ترامب في السعودية وتحصل المملكة على استثناء منها؟ أم أن ترامب سيواصل حربه المفتوحة على الأصدقاء قبل الأعداء؟
اقرأ أيضاً: اتفاق عسكري نوعي.. السعودية تقترب من اقتناء مقاتلات الجيل السادس