في إطار جهود المملكة العربية السعودية للتجهيز بأفضل شكل ممكن لبطولة كأس العالم 2034 التي ستستضيفها بشكل منفرد، أعلن نائب وزير الرياضة السيد بدر القاضي عن بدأ تعاون مثمر مع عدة شركات بريطانية رائدة في مجال تصميم الملاعب المونديالية، تحضيراً لهذا الحدث الضخم التي ستشهده المملكة لأول مرة في تاريخها.
وأكد القاضي في تصريحاته أن التعاون مع هذه الشركات الرائدة سيكون له أثر كبير بتقديم أفضل صورة ممكنة استعداداً لهذا الحدث الرياضي الضخم. كما أكد أن هذه الشركات المعروفة بتاريخها الكبير بتطوير ملاعب كأس العالم ستساهم بشكل كبير بتطوير البنية التحتية لملاعب البطولة لتكون مناسبة لاستقبال هذا الحدث الرياضي الضخم.
التكاليف النهائية لاستضافة كأس العالم 2034
كشفت التقارير الصحفية أن المملكة العربية السعودية ضخت مبالغ مالية طائلة لاستضافة هذا العرس الكروي، وبحسب مدير استثمارات قطاع الرياضة في وزارة الاستثمار السعودية باسم إبراهيم، المبالغ التي من المقدر أن تصرفها السعودية على هذه البطولة حتى نهايتها من المقدر أن تصل إلى 100 مليار ريال سعودي، كما أكد باسم إبراهيم أن التمويل الكامل لهذا المشروع كان من الجهات الحكومية المعنية بهذا التمويل.
أكد باسم عبر برنامج “كرة المال” بحواره مع “راديو الشرق مع بلومبرغ” أن معظم المشروعات الرياضية تقوم على الاستثمار الحكومي بشكل كامل في ظل الضعف الكبير لدعم القطاع الخاص، كما أشار باسم أن شركة أرامكو وصندوق الاستثمارات السعودية العامة هم أكثر جهتان تساهمان بدعم المشاريع الرياضية في البلد، ونوه إبراهيم أن الدعم الحكومي مستمر حتى إنهاء المشروع بقيمة 60 مليون ريال سنوياً.
اقرأ أيضاً: آمال المنتخبات العربية للوصول إلى كأس العالم!
ملاعب جديدة للبطولة: خطوة إضافية!
تعهدت المملكة العربية السعودية ببناء 11 ملعباً جديداً من أصل 15 ملعباً مخصصين لاستضافة البطولة، السعة الإجمالية للملاعب ستصل إلى 775 ألف مقعداً وهو واحد من أضخم الأرقام في تاريخ البطولة الممتد لأكثر من 100 عام. الملاعب تم توزيعها لتكون 8 في العاصمة الرياض، 4 ملاعب في جدة، وملعب واحد في كل من أبها، نيوم، والخبر أيضاً.
ملعب الملك سلمان، سيكون الملعب الأضخم بين الملاعب الخمسة عشر سيتم البدء بإنشائه بداية من العام القادم على لان يكون جاهزاً مع نهاية عام 2029. ستصل سعة الملعب إلى 92 ألف متفرج ومن المخطط أنه سيستضيف المباراة الافتتاحية والمباراة الختامية أيضاً. من المخطط أن تتلقى المدن المستضيفة للبطولة دعماً كبيراً من المدن الأخرى في المملكة بحيث تخفف الضغط عليها باستضافة معسكرات البطولة قبل انطلاقتها، وهي 10 مدن: الباحة وجازان والطائف والمدينة المنورة وأملج والعلا وتبوك وحائل والأحساء وبريدة.
اقرأ أيضاً: موقف السعودية من شرب الخمور في كأس العالم 2034
مليار ونصف المليار لتدعيم منشآت التدريب
بعد أن تم تحديد السعودية بأنها البلد التي ستستضيف نسخة 2034، تم الكشف عن أكثر من 130 منشأة تدريبية ستستخدمها المنتخبات الـ 48 المشاركة بالبطولة، وأشار باسم إبراهيم أنه لا يوجد أي تكلفة نهائية لتطوير المنشآت التدريبية التي ستستخدمها المنشآت لكنه أشار أن التكلفة التطويرية لكل مركز تدريبي لتتوافق مع معايير الفيفا الدولية ستكون من 8 إلى 10 ملايين ريال، علماً أنه سيكون هناك تكاليف إضافية للأراضي التي ستقام عليها هذه المنشآت.
الفائدة التي ستجنيها السعودية من استضافة كأس العالم
بينما تستعد المملكة العربية السعودية لاستضافة كأس العالم 2034، يتساءل الكثيرون: ما الذي يمكن أن يتحقق خلال أحد عشر عاماً؟ الإجابة تكمن في المشاريع العملاقة التي أطلقتها المملكة، والتي ستجعلها واحدة من أكبر أسواق البناء عالميًا بحلول عام 2028.
لا يبدو تعليق أمين عام الاتحاد السعودي لكرة القدم، إبراهيم القاسم، مبالغاً فيه عندما قال: “الكثير قد يحدث في 11 عاماً”. فالمملكة تعمل حالياً على تنفيذ سلسلة من المشاريع الضخمة الممتدة حتى عام 2030، مما يجعل استضافتها لكأس العالم 2034 امتداداً طبيعياً لرؤيتها التنموية الشاملة.
تتضمن خطة السعودية لاستضافة المونديال بناء 11 ملعباً جديداً من أصل 15 ملعباً معتمداً، بالإضافة إلى توفير 230 ألف غرفة فندقية تلبي معايير الفيفا في المدن المضيفة. وهذا يعني إضافة نحو 175 ألف غرفة جديدة، مما يعكس نموًا هائلًا في قطاع الضيافة.
ولا تقتصر الاستثمارات على البنى التحتية الرياضية، بل تمتد إلى القطاع العقاري، حيث تستهدف “رؤية 2030” إنشاء أكثر من 660 ألف وحدة سكنية و320 ألف غرفة فندقية بحلول نهاية العقد. وتشير التقديرات إلى أن القيمة الإجمالية لاستثمارات المملكة في هذه القطاعات قد تصل إلى 181.5 مليار دولار، مما يعني أنها قد تحقق أهدافها قبل الموعد المحدد.
على الرغم من عدم الإفصاح عن التكلفة الإجمالية لمشاريع كأس العالم، فإن حماد البلوي، رئيس وحدة ملف الترشح، أكد أن المملكة قادرة على تحمل هذه الاستثمارات. وتُظهر هذه الثقة مدى الجدية التي تتعامل بها السعودية مع هذا الحدث العالمي، ليس فقط كفرصة رياضية، بل أيضاً كقفزة تنموية شاملة.
اقرأ أيضاً: الملاعب الذكية خطوة نحو ريادة السعودية في الرياضة