لم تكتفِ المملكة العربية السعودية بجذب كبار رجال الأعمال والمستثمرين والشركات العالمية للاستثمار على أراضيها، بل عملت أيضاً على تعزيز دور رأس المال السعودي في دعم الاقتصاد الوطني، كما ساعدت “رؤية 2030” على إبراز دور رائدات الأعمال السعوديات في نقل صورة حقيقية عن التقدم الذي تحققه المملكة في مختلف المجالات إلى العالم، ولعلّ أبرز الأسماء النسائية التي برزت خلال السنوات الماضية هي نورة آل الشيخ.
ومنذ بداياتها عام 2012، استطاعت رائدة الأعمال السعودية نورة آل الشيخ أن تثبت نفسها في مجال تصميم الأزياء، معتمدة في أفكارها على التاريخ والثقافة والحضارة السعودية، لتصبح الشيخ من أشهر رائدات الأعمال، ليس فقط على مستوى المملكة، وإنما على مستوى العالم.
نشأة الإبداع
عام 1991، ولدت نورة آل الشيخ في مدينة الرياض، وخلال طفولتها لاحظت عائلتها الموهبة التي تملكها نورة أثناء التعامل مع الأقمشة والألوان ورسم التصاميم البسيطة، فما كان من عائلتها إلا أن دعمتها لثقل موهبتها، وخاصّة والدها الذي دعمها معنوياً ومالياً.
تحولت الهواية لدى آل الشيخ إلى شغف كامل، وسرعان ما أصبح مهنة، خلال السنوات اللاحقة لتحفر اسمها بين كبار المصممين والمصممات في عالم الموضة والأزياء.
حصلت نورة على الدرجة الأولى في إدارة الأعمال من جامعة الملك سعود في عام 2007، قبل أن تلحق عام 2008 بمعهد الفنون والمهارات بالرياض، الذي قدم أول عرض أزياء من نوعه في المملكة العربية السعودية.
عام 2012، أطلقت نورة آل الشيخ علامتها التجارية الخاصّة في مجال الأزياء والموضة، وشملت العلامة كل من: العطور والإكسسوارات والملابس للنساء والرجال. ولاحقاً، باتت نورة آل الشيخ أول مصممة سعودية تعرض أعمالها في لوس أنجلوس الأميركية، بسبب ما تملكه من فلسفة عصرية في التصميم والإبداع.
حلم آل الشيخ
تملك المصممة السعودية مجموعة من الأحلام التي تسعى لتحقيقها، لكنها تؤكد أنها تهدف دائماً لصنع ملابس عصرية ذات تصميم جميل يمكن أن يجذب النساء في جميع أنحاء العالم.
وفي الوقت نفسه، تريد آل الشيخ أن تضع تراثها السعودي في القطع التي تصممها، ولكن بطريقة خفية للغاية، وينعكس هذا في نسب الفستان أو مجموعة ألوان محددة، فالموضة حسب رأيها هي أداة قوية بشكل لا يصدق لمد جسر الثقافات، وكونها مصممة سعودية فهذا الأمر أعطاها الفرصة للتواصل مع النساء من جميع أنحاء العالم.
وتقول آل الشيخ: “النساء السعوديات قويات ومتعلمات ولديهن أهداف وتطلعات، وفي نهاية المطاف، تُعتبر العباية أيضًا شكلًا من أشكال التعبير الثقافي يشبه الساري الهندي أو الكيمونو الياباني، وبصفتي مصممة، أحب تحديثها إلى ثوب عصري يمكن ارتداؤه في سياق آخر”. وفي سعيها لتحقيق أحلامها، ترى المصممة السعودية أن النجاح هو القدرة على الاستمرار، مع العمل في صناعة الأزياء لتغيير القواعد نحو الأفضل.
اقرأ أيضاً: كيفية حجز موعد رخصة قيادة للنساء
إنجازات عديدة
نجحت نورة آل الشيخ من العرض الأول عام 2012، من تحقيق نجاحات عديدة داخل وخارج المملكة، سواء من خلال التصاميم الباهرة التي قدّمتها، أو عبر العروض التي أقامتها في عدد من المدن الأوروبية والأميركية، مثل باريس وروما ونيويورك ولوس أنجلوس.
وأكدت آل الشيخ أنها تريد أن تكوّن علامة تجارية مقرّها السعودية، تتنافس مع العلامات الكُبرى على مستوى العالم. كما أصبحت علامة المصممة السعودية مقصداً للنساء حول العالم، بسبب ما تقدمه من أسلوب فريد يجمع الحداثة والاصالة في آن واحد.
ولا تكتفي نورة آل الشيخ بهذا القدر من التميّز والإبداع، فهي تطمح أيضاً من خلال تصماميها لنقل صورة إيجابية عن النساء السعوديات إلى العالم، مستفيدة من الدعم الذي تتلقاه داخل المملكة على مختلف الأصعدة، لتكون بذلك سفيرة المملكة إلى عروض الأزياء الدولية.
اقرأ أيضاً: أشهر 10 رواد ورائدات أعمال في السعودية لعام 2024