حاورتها: هلا عبدالكريم يوسف
في عالم الإعلام المتسارع تشق الإعلاميات السعوديات طريقهن بكل عزم وإصرار على تمكين كلمتهن وإيصال أفكارهن لعالمنا العربي ليثبتن بكل جدارة قدرة المرأة السعودية على التأثير برغم كل التحديات، وخلال هذه الرحلة المليئة بالتحديات تظهر الإعلامية روان الحميدي في صفوف الصحفيات صاحبات الرأي والصوت المسموع ضمن جمهور قرائها. فمقالات الرأي التي تكتبها تلامس واقع يعيشه أغلبنا، ومواضيع تهمنا جميعاً كمقال “التنمر الإلكتروني، هوس السوشيال ميديا، زر البلوك يشفي غليل المشاهير”، وغيرها من المقالات التي لاقت رواجاً بين القراء.
وخلال مقابلتنا معها، حاولنا قدر المستطاع استكشاف هذه الموهبة التي تتميّز بها، والتعرف على آرائها في العديد من القضايا التي تخص الإعلام والمرأة السعودية، والمقالات وعلاقتها بمواقع التواصل الاجتماعي.
- بدأت مشوارك الإعلامي عام 2017 كيف تصفين تلك البداية، وأين كانت نقطة التحول؟
بداية مشواري الإعلامي في 2017 كانت محفزة ومليئة بالطموح، حيث قادتني نحو التميز في المجال الأدبي والثقافي والإعلامي في السعودية، ونقطة التحول كانت انضمامي إلى مجموعة من الكتاب البارزين في صحف و مجلات رائدة محلياً، مما مكنني من بناء جمهور واسع وتعزيز حضوري الإعلامي، ولتفاعل القراء ودعمهم كان له الأثر الكبير في تشجيعي على الاستمرار والتطور.”
- توجهت إلى كتابة المقالات الاجتماعية، لماذا اخترت هذا القسم من المقالات وهل يتقاطع مع شخصيتكم؟
اخترت كتابة المقالات الاجتماعية لتتيح لي فرصة الخوض في صميم مجتمعي العربي، واستكشاف مشكلاته وطرح أفكار وحلول في شكل مقالات غالبا ما أجد مواضيع مهمة ومثيرة للاهتمام، وأحب مشاركة أراني فيها. أجد نفسي في هذا النوع من الكتابة لأنه يتيح لي التعبير عن آرائي وملامسة مشاعر الناس. هذا النوع من الكتابة يتقاطع مع شخصيتي لأنني أهتم بطرح قضايا اجتماعية تلامس المجتمع وتساهم في تسليط الضوء على المشكلات وإيجاد حلول جماعية. يسرني أن القراء يشاركونني أراءهم وحلولهم عبر منصات التواصل الاجتماعي، وهذا يشجعني على الاستمرار.”
- لاحظت أن جميع مقالاتك مستلهمة من الواقع ومواقف حياتية تحدث معنا جميعاً. هل تعتقدين أن الإعلامي | بشكل عام، والإعلامي السعودي بشكل خاص، يجب أن يكون قادر على عكس الواقع في مجتمعه ؟
أرى أن دور الإعلامي في السعودية، كما في كل مكان هو أن يكون مرأة تعكس واقع المجتمع وتسلط الضوء على قضاياه الاجتماعية الهامة من خلال ذلك، يمكن أن تسهم في تعزيز الوعي المجتمعي | وتحفيز المسؤولين والجمهور على العمل سويا لحل هذه القضايا ومع الوقت يمكن أن نلمس التحسن في هذه القضايا بفضل الوعي المتزايد والتفاعل الإيجابي”.
- مقالات الرأي غالباً ما تنقل وجهة نظر كاتبها. كيف تتعامل الإعلامية روان مع هذا الأمر لتحقيق التوازن في مقالاتها بين آرائها والرأي المخالف لها؟
في كتاباتي لمقالات الرأي، أسعى دائما لتحقيق التوازن بين طرح آرائي الشخصية وتقديم وجهات نظر متنوعة أحاول أن أكون موضوعية ومنصفة، وأن أقدم ادلة تدعم أراني. كما أحاول أن أستمع إلى وجهات النظر المخالفة وأقدمها بشكل عادل، بهدف إثراء النقاش وتشجيع الحوار البناء أرى أن هذا النهج يساهم في بناء جسور من الثقة مع القراء ويعزز من مصداقية الكتابة.”
- أسلوب مقالاتك يعتمد المباشرة في التوجه إلى القارى، هل هناك من استلهمت منه تجربتك في هذا المجال. أم أن تجربتك هذه هي التي صقلت توجهاتك؟
وفي كتاباتي، أحاول أن أكون مباشرة وواضحة في مخاطبة القارئ، وهذا يعود إلى تأثري بالعديد من الكتاب السعوديين والعرب الذين استطاعوا إيصال أفكارهم بشكل مباشر ومؤثر من بينهم الكاتب السعودي غازي القصيبي، الذي تميز بأسلوبه الواضح والبليغ تجربتي في الكتابة صقلت أسلوبي وأعطتني الثقة في مخاطبة القراء بشكل مباشر وصريح، وهذا ما أسعى إليه في مقالاتي.”
- في إحدى مقابلاتك تطرقت إلى فكرة أن الترابط الأسري أصبح أقل من السنوات السابقة. برأيك، هل للإعلام – بوسائله المختلفة – دور في قلة التواصل بين العائلات وتفكك الروابط الأسرية؟ وما الذي يجب على الإعلام فعله للمساهمة في معالجة هذه المشكلة؟
أحد الأسباب الرئيسية في تراجع الروابط الأسرية هو انتشار استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يقضي الأفراد ساعات طويلة على هذه المواقع، مما يؤدي إلى انخفاض التواصل الحقيقي بين أفراد الأسرة. كما أن المحتوى الإعلامي الذي يركز على الفردية والاهتمام الشخصي يمكن أن يسهم في تعزيز العزلة الاجتماعية.
للمساهمة في معالجة هذه المشكلة، يجب على الإعلام أن يلعب دوراً إيجابيا في تعزيز قيم التواصل الأسري والعلاقات الاجتماعية. يمكن أن يتم ذلك من خلال زيادة في إنتاج محتوى يركز على أهمية التواصل الأسري ويعزز القيم الاجتماعية الإيجابية. كما يمكن للإعلام أن يلعب دورا في توعية الأسر بأخطار الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي وتقديم نصائح حول كيفية تحقيق توازن صحي بين استخدام التكنولوجيا والتواصل الحقيقي.”
- تعد منصة X أكثر المنصات استخداماً في السعودية. كيف تستغلين هذه المنصة لتحقيق انتشار إعلامي الأرائك وإيصال صوت مقالاتك أوسع من المعتاد والتقليدي؟
“أنا أستخدم منصة X بشكل فعال لنشر أرائي ومقالاتي، حيث أجدها وسيلة مهمة للوصول إلى جمهور واسع في السعودية. أحاول أن أكون نشطة ومستمرة في نشر المحتوى، وأن أتفاعل مع المتابعين من خلال الرد على تعليقاتهم واستفساراتهم. كما استخدم الهاشتاجات ذات الصلة لزيادة انتشار المحتوى وجذب انتباه جمهور أوسع. بالإضافة إلى ذلك، أحاول أن أكون مبدعة في صياغة المحتوى، وأن أقدم أفكارًا جديدة ومثيرة للاهتمام، مما يساعد على زيادة التفاعل والمشاركة بهذه الطريقة، أستطيع أن أوصل صوتي الإعلامي إلى جمهور أوسع وأزيد من تأثير مقالاتي.”
- برأيك ما هو الدور الذي يجب على الإعلامي لعبه في ظل هيمنة الإعلام الرقمي المتنوع، الذي ينقل أحياناً أنماط حياة تختلف عن بيئة المتلقي؟ وما هي مسؤولية الإعلاميين السعوديين في هذا المجال؟
” في ظل الهيمنة الإعلامية الرقمية، أعتقد أن دور الإعلامي السعودي يجب أن يكون أكثر أهمية وتأثيراً. يجب على الإعلاميين أن يكونوا واعين بالبيئة الثقافية والاجتماعية السعودية، وأن يقدموا محتوى يراعي خصوصية المجتمع ويعزز من قيمه وتقاليده كما يجب عليهم أن يكونوا قادرين على التمييز بين المحتوى الإيجابي والسلبي، وأن يساهموا في نشر الوعي والمعرفة التي تخدم المجتمع.
ومسؤولية الإعلاميين السعوديين في هذا المجال كبيرة، حيث يجب عليهم أن يكونوا قدوة حسنة في تقديم المحتوى الإعلامي، وأن يساهموا في تعزيز الهوية الوطنية والثقافية السعودية. كما يجب عليهم أن يكونوا مستعدين لمواجهة التحديات التي تطرحها الإعلام الرقمي، وأن يسعوا إلى تقديم محتوى إعلامي هادف ومؤثر يلبي احتياجات المجتمع السعودي.
- منتدى الإعلام السعودي أحد أكبر المنتديات الإعلامية في السعودية هل شاركت فيها وبرأيك، كيف تضيف هذه المنتديات للواقع الإعلامي السعودي؟
لم يسبق لي المشاركة في منتدى الإعلام السعودي، لكنني حضرت بعض الفعاليات وأعتقد أن هذه المنتديات تضيف قيمة كبيرة للواقع الإعلامي السعودي. تعد هذه المنتديات منصة هامة للحوار والنقاش حول القضايا الإعلامية الحيوية، وتعزز التواصل والتعاون بين الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية في المملكة.
بالإضافة إلى ذلك، توفر هذه المنتديات فرصاً مميزة للتعلم والتطوير المهني من خلال ورش العمل والجلسات النقاشية، وتدعم الابتكار والتجديد في مجال الإعلام من خلال تبادل الأفكار والرؤى المتنوعة بشكل عام تساهم هذه المنتديات في تعزيز جودة الإعلام السعودي وتحسين أدائه، مما يعكس إيجاباً على المشهد الإعلامي في المملكة.”
- وفقاً لإحصاءات نشرة الثقافة والترفيه الأسري لعام 2024، هناك 38.2% من السعوديين فقط يقرؤون الصحف، سواء الورقية أو الإلكترونية هل ترين أن هذه النتيجة مرضية وبرأيك كيف يمكن زيادة عدد القراء؟
“لا أعتقد أن نسبة 38.2% من السعوديين الذين يقرؤون الصحف مرضية، لذلك يجب العمل على زيادة هذه النسبة من خلال تشجيع القراءة وتعزيز الاهتمام بالصحافة.
يمكن زيادة عدد القراء بتطوير المحتوى الصحفى ليكون أكثر جاذبية وإثارة للاهتمام، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي للترويج للصحف. كما يمكن تنظيم فعاليات وأنشطة ثقافية تعزز من أهمية القراءة وتوفير محتوى رقمي يلبي احتياجات القراء ويكون سهل الوصول إليه.
“رؤية 2030 تحدث تأثيراً إيجابياً كبيراً على الإعلام في المملكة العربية السعودية، حيث تعمل على تعزيز دور المرأة وتمكينها في مختلف المجالات، بما في ذلك الإعلام. لقد شهدنا العديد من السيدات السعوديات الناجحات يبرزن في مختلف القطاعات، وستساهم الرؤية في توفير دعم قوي للمرأة السعودية في مجال الإعلام، وتعزيز مشاركتها في صنع القرار الإعلامي.
والتحديات التي تواجه الإعلاميات السعوديات تتضمن الحاجة إلى مزيد من الدعم والتدريب لتعزيز مهاراتهن الإعلامية، والتغلب على التحديات الاجتماعية والثقافية التي قد تواجهين. كما أن هناك تحديات تقنية وابتكارية تتطلب مهارات متقدمة في مجال الإعلام الرقمي.
بشكل عام، رؤية 2030 تفتح آفاقا جديدة ومشرقة للمرأة السعودية في مجال الإعلام، وتساهم في تعزيز دورها وتمكينها في المجتمع، مما يعكس إيجاباً على المشهد الإعلامي السعودي.”
أقول للنساء السعوديات لا تترددن في السعي وراء أحلامكن وطموحاتكن المرأة السعودية قادرة على تحقيق التميز والإنجاز في مختلف المجالات، مثل الإعلام، الطب الهندسة الفن والتعليم المملكة العربية السعودية حريصة دائماً على تمكين المرأة وتمييزها في جميع المجالات.
للفتيات المقبلات على اتخاذ الصحافة كمهنة، أوصيهن بالعمل الجاد والمثابرة، والاستمرار في التعلم والتطوير. يجب أن تكونن مستعدات لمواجهة التحديات في بداية مشواركن مثل رفض نشر مقالة حرة كتبت بكل شغف من رئيس التحرير – وهذا يحصل كثيراً – ولكن استمروا في الكتابة ولا تتوقفن. كما يجب أن تواجهن التعليقات السلبية بكل برود من الجمهور، والاستفادة من الفرص التي تطرأ في هذا المجال. لا تترددن في التعبير عن آرائكن ووجهات نظر كن، واعملن على بناء صوت إعلامي قوي ومؤثر.
أخيراً، أقول لهن أنتن قادرات على تغيير العالم من خلال كلماتكن وقصصكن، فلا تترددن في أن تكونن جزءاً من هذا التغيير”.
مهمات كبيرة تقع على عاتق الإعلاميات السعوديات في ظل التطور الكبير الذي يشهده الإعلام السعودي، والخليجي عموماً، ويحتاج المجتمع السعودي إلى شخصيات إعلامية كالأستاذة روان الحميدي لتشكيل الرؤية الخاصة بالمرأة السعودية في هذا المجال، وفتح آفاق جديدة لهن في ظل رؤية المملكة 2030.
اقرأ أيضاً: جمانا الراشد أيقونة صناعة الإعلام في السعودية