ينتظر الشعب السعودي بفارغ الصبر وصول الهدية التي قدمتها لهم رؤية المملكة لعام 2030 وهي شرف تنظيم بطولة كأس العالم. النسخة التي وصفتها الفيفا بأنها النسخة الأكبر من نوعها التي تنظم في دولة واحدة، وأن هذه النسخة لن تكون مجرد استضافة للحدث الرياضي للعظيم بل بالحقيقة هي إعادة تعريف لمفهوم البطولات العالمية، من حيث الشمول، الجاهزية المنتظرة، والتأثير من كل الجوانب أيضاً.
تسعى المملكة العربية السعودية لكتابة تاريخ جديد لهذه البطولة، فبعد تقديم الملف السعودي للفيفا حصل على تقييم فني بلغ 419.8 نقطة من أصل 500 نقطة ممكنة، وهو الرقم الأعلى في تاريخ الملفات المقدمة للفيفا لاستضافة بطولة كأس العالم، مما يعكس جدية المملكة العربية السعودية في جعل هذه النسخة مميزة عن كل النسخ الماضية.
أحداث البطولة من مباريات وفعاليات سيتم توزيعها على 15 ملعباً تتوزع في عدة مدن سعودية. أول مدينة هي العاصمة الرياض، ثمّ جدة، الخبر، أبها، ونيوم أيضاً. ركزت المملكة العربية السعودية على هذا التوزيع للملاعب لضمان إقامة البطولة في ظروف مناخية متنوعة وتجارب حضارية متباينة أيضاً سيحصل عليها الزوار والسياح بكل تأكيد.
لتعزيز جاهزية المدن التي ستستضيف البطولة، جهزت المملكة ما يزيد عن 230 ألف غرفة فندقية ومنشأة إضافية أيضاً، لتكون قادرة على استقبال عشرات الآلاف من الجماهير والوفود الرياضية القادمة من مختلف أنحاء العالم أيضاً. أما على المستوى الرياضي فتم تجهيز 134 منشأة تدريبية متكاملة بمواصفات عالمية لتكون بخدمة المنتخبات الـ 48 المشاركة طوال فترة البطولة. هذا الزخم سيتحول إلى قوة اقتصادية وسياحية وهو بالضبط ما تبحث عنه المملكة بالإضافة للجوانب الرياضية الأخرى، حيث تتطلع إلى تحويل زيارة السياح إلى تجربة حياتية متكاملة. تشمل هذه التجربة مشاهدة المباريات، زيارة المواقع الأثرية التاريخية، والتعرف على المواقع التراثية السعودية.
لن تكتفي نسخة 2034 بالملاعب الخمسة، بل ستشهد تفاعلاً واسعاً على مستوى عشر مدن سعودية تعمل على كداعم لوجستي وثقافي وسياحي، وبمشاركة 48 دولة من كل قارات العالم ستكون السعودية هي الملتقى العالمي الحقيقي للثقافات والأمم والشعوب، على أرض واحدة. ما يميز هذه النسخة ليس فقط عدد المنتخبات أو حجم البنية التحتية، بل التحول الذهني الذي تقوده السعودية نحو رؤية عالمية جديدة للرياضة بشكل عام، وجعلها وسيلة رئيسية لتقريب الشعوب أيضاً.
اقرأ أيضاً: السعودية تعلن خطة تطوير ملاعب كأس العالم 2034
الرؤية الرياضية للمملكة العربية السعودية 2030: نحو مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر
تُمثل الرياضة أحد الركائز الأساسية في رؤية المملكة 2030، حيث تسعى إلى تحويل المملكة إلى مركز رياضي إقليمي وعالمي من خلال استراتيجيات طموحة تعزز المشاركة المجتمعية، وتطور البنية التحتية، وترفع مستوى المنافسة الدولية.
أولاً، تهدف الرؤية إلى زيادة معدل ممارسة الرياضة بين المواطنين إلى 40%، عبر تشجيع نمط الحياة النشط ودعم الأندية المجتمعية. كما تعمل على اكتشاف المواهب السعودية وصقلها من خلال أكاديميات متخصصة، لصنع جيل من الأبطال القادرين على المنافسة عالمياً في كرة القدم والرياضات الأخرى.
ثانياً، تستثمر المملكة في تطوير المنشآت الرياضية الضخمة، مثل مشروع “قدية” و”مدينة الرياض الرياضية”، لاستضافة أحداث كبرى مثل كأس العالم 2034، والألعاب الآسيوية، وسباقات الفورمولا 1، مما يعزز السياحة الرياضية ويجذب الاستثمارات.
أخيراً، تُحول الرؤية الرياضة إلى صناعة اقتصادية مستدامة عبر الشراكة مع القطاع الخاص، وتمويل الأندية، وإطلاق دوريات محترفة، مما يسهم في تنويع الاقتصاد وخلق فرص عمل.
بهذه الرؤية الشاملة، تسير المملكة بثبات نحو تحقيق مكانة ريادية في العالم الرياضي، تعكس التطور والطموح الذي تقوده رؤية 2030.