استقبلت العاصمة السعودية الرياض أمس الأحد فعاليات المؤتمر الدولي للسلامة والصحة المهنية في نسخته السابعة، والذي يعقد تحت رعاية معالي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، رئيس المجلس الوطني للسلامة والصحة المهنية، المهندس أحمد بن سليمان الراجحي، بمشاركة نخبة من المتخصصين والخبراء في هذا المجال من داخل المملكة وخارجها.
يستمر المؤتمر حتى يوم غد الثلاثاء 6 مايو ويسعى إلى تبادل الخبرات بين الخبراء والمختصين المحليين والدوليين، ويشكل فرصة لتسليط الضوء على الجهود الوطنية الرامية لتحقيق رؤية المملكة 2030، وتطوير التشريعات والتنظيمات المتعلقة بالسلامة المهنية، ورفع مستوى الوعي بالسلامة المهنية، إضافة إلى تعزيز الثقافة الوقائية في مكان العمل.
ويرعى هذا الحدث ويشارك فيه العديد من الجهات البارزة، مثل المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية (GOSI) شريكاً مؤسساً، والهيئة السعودية للمياه راعياً بلاتينياً، و هيئة الرقابة النووية والإشعاعية شريكاً رئيسياً، كما يشارك كل من مؤسسة (IOSH) الجمعية الدولية للسلامة والصحة المهنية، الجمعية الأمريكية للصحة الصناعية (AIHA)، والشبكة الأوروبية لمنظمات مهنيي السلامة والصحة (ENSHPO) كشركاء معرفيين.
اقرأ أيضاً: السعودية تتألق في «معرض سوق السفر العربي» 2025
محاور المؤتمر الدولي للسلامة والصحة المهنية
وفي نسخته السابعة، يبحث المؤتمر عدة موضوعات محورية أبرزها السلوكيات الإنسانية وثقافة السلامة باعتبارها عوامل مؤثرة في بيئات العمل الحديثة، إستراتيجيات الاستدامة في بيئة العمل، الابتكارات التكنولوجية الحديثة في مجال السلامة، إلى جانب بحث الاقتصاديات المتعلقة بالسلامة المهنية وأهمية البحث والابتكار لمواكبة التحديات المستقبلية.
كما يتناول مجموعة شاملة من الموضوعات الفرعية التي تعالج قضايا جوهرية واستشرافية في المجال، مثل استراتيجيات الاستدامة في مكان العمل، التي تناقش كيف يمكن للمؤسسات دمج مبادئ الاستدامة ضمن ممارسات السلامة والصحة المهنية، إضافة إلى موضوع الرقمنة والتكنولوجيا الحديثة في السلامة والصحة المهنية، ويتم التركيز من خلاله على التحول الرقمي وكيفية تسخير التكنولوجيا في بناء بيئات عمل آمنة.
ويركز محور مستقبل البحث والابتكار في السلامة والصحة المهنية على أهمية البحث والتطوير في تحسين جودة معدات الوقاية، وتعزيز التعاون البحثي بين الأكاديميين والممارسين، ويستعرض تجارب التعاون الدولي والشراكة بين مراكز الأبحاث والقطاع الخاص.
اقرأ أيضاً: السعودية تتصدر مؤشر الأمان بين دول العشرين
فعاليات متنوعة
ولا يقتصر المؤتمر الدولي السابع للسلامة والصحة المهنية على الجلسات الحوارية، بل يستضيف مجموعة من الفعاليات المتنوعة التي تضيف قيمة كبيرة للحدث، مثل ورشات العمل المتخصصة التي تهدف إلى تعزيز المعرفة وتبادل الخبرات، كما يوجد معرض مصاحب يشارك فيه مجموعة من الجهات والقطاعات المتخصصة، ويتيح الفرصة للزوار للتعرف على أحدث الحلول التكنولوجية والابتكارات في مجال السلامة والصحة المهنية.
كما سيتم خلال المؤتمر توقيع مجموعة من الاتفاقيات النوعية بين جهات محلية ودولية، إضافة إلى إطلاق عدد من المبادرات الجديدة التي تهدف إلى تعزيز وتطوير منظومة السلامة المهنية في المملكة.
وبالفعل، أعلن وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية خلال افتتاح المؤتمر يوم أمس، عن مجموعة من المبادرات النوعية، أبرزها تدشين المعهد الوطني للسلامة والصحة المهنية، وإطلاق دليل معايير السلامة بالتعاون مع التأمينات الاجتماعية، إضافة إلى إطلاق برنامج الحوافز الوطني للامتثال والتميز، وجائزة المجلس الوطني للتميز في السلامة والصحة المهنية.
اقرأ أيضاً: تخصصات المستقبل في السعودية: احتياجات سوق العمل ورواتب عالية
هاكاثون عالمي مبتكر
يستضيف المؤتمر أيضاً “هاكاثون” عالمي مبتكر، وهو جزء بسيط من جهود المملكة لتحقيق رؤية 2030، التي تسعى إلى بناء اقتصاد مزدهر في بيئة إبداعية تحفّز الابتكار وريادة الأعمال.
يعد هذا الهاكاثون العالمي، الذي يقام تحت رعاية جامعة أم القرى، فرصة رائعة لتحويل الأفكار المبدعة إلى حلول قابلة للتطبيق اقتصادياً واجتماعياً، إذ يهدف إلى ابتكار حلول فعّالة للتحديات الكبيرة في مجالات السلامة والصحة المهنية، مثل الإجهاد الحراري، تحسين جودة الحياة في العمل، الحد من إرهاق العمل في الأنظمة المرهقة، والعمل في المرتفعات وغيرها.
ومن خلاله، يسعى المؤتمر إلى استقطاب المفكرين المبدعين، كما يتيح للطلاب من الجامعات الحكومية والخاصة والكليات التقنية، إضافة إلى الأفراد أصحاب الأفكار الإبداعية والشركات التي تواجه تحديات في هذا المجال، فرصة للتنافس على تقديم حلول جديدة وقابلة للتنفيذ.
وسيتم إعلان الفائزين في الهاكاثون يوم غد الثلاثاء، وستحصل الجهات الفائزة على جوائز مالية قيمتها 150,000 ريال سعودي، يتم توزيعها على خمسة فائزين، ويوجد جوائز عينية أيضاً.
ختاماً يعد المؤتمر الدولي للسلامة والصحة المهنية محطة هامة في مسيرة المملكة نحو تحسين بيئات العمل، ومن خلال فعالياته ونشاطاته، يسهم في تمكين الكفاءات الوطنية وتوطيد مكانة السعودية على الساحة الإقليمية والدولية.
اقرأ أيضاً: لوسيديا.. الريادة السعودية في تحليل تجربة العملاء وتمكين التحول الرقمي