السياحة الرياضية في المملكة أحد أبرز العناصر الجاذبة للسياح من كافة أنحاء العالم، تتنوع الفعاليات والمناسبات الرياضية بين السباقات الدولية والفعاليات الكبرى الجامعة بين التشويق والترفيه. تمتلك السعودية بنية تحتية حديثة لاستضافة الأحداث العالمية، مثل: سباقات الفورمولا Formula 1 – ورالي داكار – Dakar Rally، إلى جانب بطولات الجولف وكرة القدم. كما قدمت تجارب فريدة ومتنوعة لمحبي المغامرات، كالتسلق ورحلات السفاري. هذه الجهود، جعلت المملكة وجهة مثالية لعشاق الرياضة، ما يعزز مكانتها كأبرز الوجهات السياحية في الشرق الأوسط والعالم.
التعريف بالسياحة الرياضية
في عالم دائم التجدد والتنوع، لم تعد السياحة تقليدية تقتصر على زيارة المعالم التاريخية والأثرية، بل امتدّت لتشمل نشاطات وفعاليات تُلبّي شغف المغامرة والحيوية، فظهرت السياحة الرياضية كأحد أبرز عوامل الجذب السياحي بالعالم. وهي سياحة المغامرات، مفاهيمها متعددة بحسب طبيعة النشاط الرياضي والبيئة المُستضيفة. نشطت بفضل الأحداث العالمية الكبرى مثل كأس العالم والأولمبياد، التي حوّلت المدن المضيفة إلى وجهات سياحية بامتياز.
اقتصادياً، تُسهم السياحة الرياضية في دفع عجلة الصناعات المرتبطة بها، من أدوات رياضية وخدمات نقلٍ وسياحةٍ وترفيه، مع دعم قطاعات الفنادق والمطاعم. على الصعيد الاجتماعي، تعزّز تبادل الثقافات وتقوي الروابط الإنسانية، وتشحن الطاقة الجسدية والنفسية من خلال توظيف المكان والزمان بطرقٍ إبداعية.
من بين الأنشطة الأكثر رواجاً، رياضات المشي لمسافات طويلة والجري في المناطق الريفية أو الشواطئ الهادئة، أما تسلّق الجبال يبرز كرياضة تحدي للقدرات البدنية، تحديداً في مناطق مثل “بيكوس دي يوروبا-Picos de Europa” الإسبانية. كذلك تتنوع الرياضات المائية بين ركوب الأمواج الشتوي والإبحار الصيفي، في حين تبقى الرياضات الشتوية مثل التزلج محصورة في المناطق الثلجية كجبال الألب والبرانس، حيث غدت ثلوج المدن وجهات عالمية بشكل سنوي. تحتل أوروبا الصدارة في السياحة الرياضية، حيث حققت 119مليار دولار في عام2020. ومن المتوقع أن تشهد المنطقة نمواً مستمراً، لتصل إلى 624,1مليار دولار بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 15,7%. من المتوقع أن يشهد قطاع السياحة الرياضية نمو ضخم، ضمن المرجح أن يصل حجمه إلى 1,8 تريليون دولار بحلول عام 2030. شعبية الرياضة المتزايدة، مع الاستثمارات الاستراتيجية ووجود بنية تحتية متطورة، تضع السياحة الرياضية كمكون حيوي لصناعة السياحة العالمية.
اقرأ أيضاً: “نستطيع استضافة 64 منتخباً في كأس العالم 2034” وزير الرياضة السعودي يوضح!
أفضل أماكنها في المملكة
الرياضة في المملكة تحولت إلى صناعة ناشطة وجاذبة للاستثمار، باتت لفعاليات الرياضية والترفيهية جزءاً أساسياً من الاقتصاد الوطني. وتبرز “السياحة الرياضية” كقطاع متنامي واعد، حيث تستقطب عالمياً ما بين12 إلى 15مليون سائح سنوياً، بإيرادات تصل إلى 800 مليار دولار، وفقاً لمنظمة السياحة العالمية. المملكة تسير بثبات بهدف تعزيز وتنمية هذا القطاع، جسدت ذلك في “كأس السعودية 2023” للفروسية، التي بلغت جوائزها 35,35 مليون دولار، مع تغطية إعلامية وصلت لنصف مليار مشاهد globally. وأكد الأمير بندر بن خالد الفيصل أن البطولة حققت حضوراً عالمياً غير مسبوق.
كما يوجد منتزه الطيران الشراعي يقع بالرياض يُقدم تجربة لا مثيل لها مليئة بالعديد من المغامرات مع متعه المشاهدة للمعالم الرائعة لمدينة الرياض فوق بالرمال الذهبية ومزارع الثمامة ومزرعة الأثرية والاستمتاع بالهواء وتجربة الطيران من ارتفاع 15كم. نادي الفروسية في الرياض يستقبل الزائرين من كل العالم، ويعتبر النادي وجهة للاستجمام والهروب من مشهد المدينة المزدحم.
يعتبر نادي الجولف بالرياض بصمه رياضية تقدم تجربة عالمية على بعد 20 دقيقة من العاصمة. قامت بتصميمه شركة RGC لتمزج الفخامة بالطبيعة، فحولت الصحراء إلى ملعب أولمبي أخضر. يضم النادي ملاعب بمواصفات عالية وفنادق فاخرة، ومطاعم راقية، ومرافق ترفيهية تتصف بأنها متكاملة.
اقرأ أيضاً: رالي حائل 2025: كيف نجحت المملكة العربية السعودية بتنظيم هذه الرياضة!
السياحة والتنمية المستدامة
الرياضة تساهم حالياً بنحو 2%من الناتج المحلي الإجمالي، بينما تستهدف رؤية 2030 رفع هذه النسبة إلى 6% إلى جانب زيادة مساهمة السياحة إلى 10%. تعتبر التجارب العالمية، مثل إسبانيا التي جذبت 10 ملايين سائح رياضي بإيرادات 12 مليار دولار، نموذجاً تُحاكيه السعودية وتقاربه بخطوات ثابتة طموحة.
كل مواطن سعودي مهتم بالشأن الرياضي يفخر بإنجازات وزارة الرياضة في المملكة التي أحدثت تحولًا جذرياً في الواقع الرياضي الوطني، لقد نجحت في جذب حراك سياحي لافت. فقد كشف سمو وزير الرياضة أن المملكة استضافت خلال 4 سنوات 80 فعالية عالمية، وقامت بجذب مليونين ونصف المليون سائح، مثل سباق الفورمولا 1 في جدة الذي شهد حضور 160 جنسية، ووفر 20 ألف فرصة عمل، وحقق أثر اقتصادي ضخم بلغ 900 مليون ريال.
كما حقق الدوري السعودي انتشاراً حول العالم، فقد جرى بثه في 160 دولة، ومنصة “نافس” أسهمت في ترخيص 2000 أكاديمية و500 نادي، مع تحول أندية إلى شركات لتعزيز استدامتها. ويبرز مفهوم “السياحة الرياضية” كأحد الركائز الأساسية التي تعزز مكانة المملكة، ليس فقط على المستوى الرياضي، بل على المستوى الاقتصادي والإعلامي. فهذه السياحة تدعم الاقتصاد عبر توفير فرص العمل، وتطوير البنية التحتية من فنادق ومواصلات، فضلاً عن تعزيز التبادل الثقافي بين الزوار والمواطنين، مما يجعل الرياضة رافد مهم لرؤية 2030.
ختاماً ،نجاح المملكة في السياحة الرياضية. أثبت أن الرياضة ليست مجرد منافسات، بل ترقى لتكون محرك اقتصادي وثقافي وأن تكون انعكاس لهوية الوطن بوابه لتحقيق رؤيته المستقبلية.
اقرأ أيضاً: جبال الهدا «سويسرا السعودية» لوحة طبيعية وتاريخ عريق
