أعلنت «فيلم العلا» التابعة للهيئة الملكية لمحافظة العلا منذ أيام، عن توقيع شراكة استراتيجية مع «MBS MENA»، الذراع الإقليمي لمجموعة «إم بي إس» العالمية، وستتولى الشركة الكبرى بموجب هذه الاتفاقية إدارة وتشغيل استوديوهات العلا، في خطوة محورية نحو تطوير صناعة السينما في المملكة، وتحويل العلا إلى وجهة سينمائية بارزة في المنطقة.
اتفاقية الشراكة
ووفق الاتفاقية، ستعمل «إم بي إس مينا» على تطوير خط إنتاج قوي، رفع معدل الإشغال، تنظيم جداول الإنتاج بشكل فعال، وضمان تسهيل تأجير الاستوديوهات للمشاريع السينمائية المحلية والدولية.
وتعدّ هذه الشراكة بداية جديدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالنسبة لمجموعة لـ«إم بي إس»، حيث ستطبّق نفس المعايير العالمية التي تتبعها في استوديوهاتها الرائدة في الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، أوروبا وكندا.
ومن أشهر استوديوهات الشركة حول العالم: استوديوهات مانهاتن بيتش (Manhattan Beach Studios)، كولفر التابعة لأمازون (Culver Studios)، رالي التابعة لنتفليكس (Raleigh Studios)، رادفورد (Radford Studio Center)، كوفمان أستوريا (Kaufman Astoria Studios)، فانكوفر (Vancouver Film Studios)، إيستبروك في لندن (Eastbrook Studios)، أردمور في أيرلندا (Ardmore Studios).
وتؤكد هذه الشراكة، التي تعدّ الأولى من نوعها في المنطقة، أن العلا باتت اليوم مركزاً متميزاً للإنتاج السينمائي، فمجموعة إم بي إس تتمتع بخبرة فنية متعمقة في مجال تقنيات إضاءة LED والإنتاج، ومن خلال استوديوهات العلا، تتيح هذه الخبرة للمجموعة دمج أحدث الابتكارات التكنولوجية على مر الزمن، بما في ذلك إمكانيات المستقبل مثل المراحل الحجمية والبنية التحتية للإنتاج الافتراضي من الجيل التالي، ما يضمن بقاء المنشأة في طليعة التطورات التكنولوجية.
كما تعكس الشراكة التزام المجموعة بتطوير بيئة سينمائية مستدامة في العلا، من خلال خلق فرص اقتصادية حيوية وتوظيف القوى العاملة المحلية، ففي إطار مهمتها، ستولي الشركة الأولوية لتوظيف المواطنين السعوديين، وبخاصة أبناء العلا، لتشغيل الاستوديوهات والوظائف المساندة، كما ستوفر فرصاً تدريبية وتطويرية للمواهب المحلية، ما يسهم في تعزيز مهاراتهم في إدارة الاستوديوهات وخدمات الإنتاج.
اقرأ أيضاً: فيلم انصراف يفوز بجائزة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي
وفي هذا الصدد، قال جيسون هاريتون Jason Harriton، رئيس الاستوديوهات والعقارات في مجموعة إم بي إس: «نشعر بالامتنان لفرصة توسيع حضورنا الدولي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المتنامية… ونرى العلا وجهةً رائدةً لمبدعي المحتوى العالميين»، لافتاً إلى أن المدينة توفر قرباً من مناظر طبيعية خلابة وإقامة من الدرجة الأولى، إضافة إلى بعض من أفضل الحوافز المالية في هذا المجال لصانعي الأفلام.
ومن جهته، علّق زيد شاكر، المدير التنفيذي بالإنابة لمؤسسة فيلم العلا، بقوله: «إن الشراكة مع استوديوهات إم بي إس لتشغيل استوديوهات العلا هي قفزة إستراتيجية إلى الأمام في مهمتنا لجعل العلا مركز الإنتاج الرئيسي في المنطقة»، مضيفاً أن خبرتهم العالمية التي لا مثيل لها توفر التميز التشغيلي اللازم لترسيخ النمو الصناعي على المدى الطويل، وجذب الإنتاجات عالية الجودة، وبناء القدرات المحلية.
وتشكّل استوديوهات العلا المدعومة من إم بي إس، منشأة إنتاجية متكاملة ومتقدمة، إذ يحتوي المجمع على استوديوهين صوتيين عاليي التجهيز، كل منهما بمساحة تبلغ 25,828 قدماً مربعاً، مدعومين بمباني إنتاج مخصصة تمتد على مساحة 17,761 قدماً مربعاً.
وقد تم تصميم هذا المكان كمركز شامل للإنتاج، يضم ورشاً متخصصة للبناء، مكاتب تصوير، متاجر أدوات تصوير، أقساماً للملابس والأزياء، مرافق تموين، ومساحات خلفية شاسعة يتم استخدامها لبناء مواقع تصوير متنوعة ومخصصة.
إلى جانب ذلك، تشمل إمكانيات المجمع إمكانيات صوتية فائقة الجودة، وتتمثل في استوديو تسجيل احترافي قادر على استيعاب أوركسترا مكونة من 32 عازفاً، مع نظام معالجة صوتية متطور.
اقرأ أيضاً: «سيكو سيكو» يقتحم السينما السعودية.. مغامرة غير متوقعة ستشهدها دور العرض!
نبذة عن فيلم العلا
فيلم العلا هي وكالة سينمائية متخصصة في دعم وترويج الإنتاجات السينمائية والتلفزيونية على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، وقد تأسست في عام 1441هـ / 2020م، بمبادرة من الهيئة الملكية لمحافظة العلا في السعودية، وتغطي المنطقة التي تمثلها مساحة تقارب مساحة دولة بلجيكا، ما يمنحها تنوعاً طبيعياً وثقافياً يلهم صنّاع الأفلام.
حجزت فيلم العلا مكاناً لها كعضو رئيسي في الجمعية الدولية لهيئات السينما (AFCI)، والتزمت بتطبيق أفضل الممارسات والمعايير العالمية التي تضعها الجمعية، وبميثاق الهيئة الملكية لمحافظة العلا، ما يعزز مصداقيتها وريادتها في بناء بيئة سينمائية احترافية ومستدامة.
وتهدف “فيلم العلا” إلى تحويل العلا إلى مركز عالمي لصناعة الأفلام، وتنطلق من إيمان عميق بقدرة الفن على تحفيز التغيير، فتسعى إلى صقل المواهب المحلية وتمكينها وبناء صناعة سينمائية سعودية حديثة، تشكّل جزءاً من الاقتصاد الإبداعي المزدهر في المملكة.
اقرأ أيضاً: كيف خطّ المسرح السعودي مساره عبر الزمن؟
السينما في رؤية 2030
يشهد قطاع السينما في السعودية تحوّلاً مذهلاً تحت قيادة رؤية 2030 التي وضعت صناعة الأفلام ضمن أولوياتها التنموية، لتصبح المملكة خلال سنوات قليلة وجهة واعدة على خارطة الإنتاج السينمائي العالمي.
فمنذ بدء تنفيذ الرؤية، سارعت السعودية إلى تقديم حوافز تنافسية سخية، وفتح مواقع تصوير استثنائية أمام شركات الإنتاج العالمية، أبرزها منطقتا «العلا» و«نيوم»، اللتان أصبحتا مسرحاً ثوبه الطبيعة لعدد من إنتاجات هوليوود، بفضل تضاريسهما الخلابة وثرائهما التاريخي والثقافي.
وبين رمال الصحراء الذهبية والجبال الخالدة، تخطو السعودية بثقة وترسم خريطة السينما العالمية بطموحها المعتاد، فكل مشهد يُصوَّر على أرضها، هو خطوة نحو صناعة مستقبل سينمائي مبدع لا يهاب الحدود.