كشفت مجلة الدفاع الجوي في العدد 37 عن أحدث الأنظمة التي دخلت للخدمة حديثاً ومنها Pantisr-S1M لتعزيز قدرات قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي.
وتم تسليط الضوء على أحدث الأنظمة التي انضمت إلى منظومة الدفاع الجوي الملكي السعودي لتعزيز قدراته، تضمنت هذه الأنظمة تقنيات متقدمة تهدف إلى زيادة دقة وسرعة الاستجابة أمام التهديدات الجوية، بما في ذلك الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية والموجهة.
تركزت الإضافات الجديدة على أنظمة رادارية متطورة ذات قدرات كشف بعيدة المدى، بالإضافة إلى أنظمة اعتراض تعمل ضمن شبكة متكاملة للتحكم والسيطرة في الأجواء، تعزيز هذه الأنظمة يعكس جهود المملكة في تطوير قدراتها الدفاعية الجوية ضمن رؤية استراتيجية تهدف إلى حماية أجوائها وضمان أعلى مستويات الأمان.
من بين الأنظمة الحديثة التي دخلت الخدمة في قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي توجد منظومة بانتسير إس – 1 ام (Pantsir-S1M)، وهي نسخة مطورة من منظومة بانتسير الروسية الشهيرة، تتميز هذه النسخة بقدرات محسنة، تشمل زيادة مدى الصواريخ، وتحسين دقة الرادار والقدرة على اعتراض أهداف متعددة في وقت واحد، مما يجعلها مناسبة لمواجهة الطائرات المسيرة والصواريخ قصيرة المدى بشكل فعال.
بعد اكتشاف التهديدات الحديثة والنواقص في النسخ السابقة، قرر مكتب التصميم الروسي KBP إنشاء جيل جديد من نظام الصواريخ / المدفعية قصير المدى للدفاع الجوي Pantsir-S1M وتلبي الحلول الهندسية المنفذة جميع المتطلبات الحالية والمستقبلية لمواجهة التهديدات الجوية الحديثة وتتفوق على نظيراتها الحالية.
بالمقارنة بنظام Pantsir-S1 الأصلي، يستخدم Pantsir S1M الجديد صواريخ أرض – جو عالية السرعة بمدى اشتباك يصل إلى 30 كم وارتفاع يصل إلى 18 كم مع رأس حربي يدفع سحابة من الشظايا عالية الكثافة أمام الهدف، إدخال بانتسير إس – 1 إم يعزز الدفاعات الجوية السعودية كونه يوفر حماية قريبة للمنشآت الحيوية ويعمل كخط دفاع إضافي ضد الهجمات الجوية، خاصة في ظل تزايد التهديدات في المنطقة.
منظومة بانتسير إس – 1 إم (Pantsir-S1M) تمثل تطويرا لمنظومة بانتسير الأصلية، وقد جاءت بتحديثات تقنية لتعزيز قدراتها القتالية ضد مختلف أنواع التهديدات الجوية، وتتميز بمواصفات ومزايا متقدمة ومنها مدى صواريخ يصل إلى 30 كيلومترا تقريبا، مقارنة بالنسخة السابقة التي يبلغ مداها حوالي 20 كيلومتراً، وقدرة أكبر على اعتراض الأهداف على ارتفاعات تصل إلى 15 كيلومتراً، ما يمنحها فعالية أكبر ضد الطائرات والصواريخ قصيرة المدى، ومنظومة الرادار في بانتسير إس – 1 إم تمتاز بقدرة أكبر على كشف الأهداف على مسافات بعيدة، تصل إلى 75 كيلومتراً، مع تحسينات في دقة التعقب لتحديد مواقع الأهداف بشكل أسرع وأكثر دقة، وتحسين قدرة الرادار على تتبع أهداف متعددة في وقت واحد، مما يسمح بالتعامل مع ما يصل إلى 4 أهداف في وقت واحد.
كما تمتلك المنظومة تقنيات متخصصة للتعامل مع الطائرات المسيرة، إذ يمكنها كشف و اعتراض الطائرات ذات الحجم الصغير بسرعة وفعالية، خاصةً تلك التي تحلق على ارتفاعات منخفضة وتستخدم للتجسس أو الهجمات الانتحارية، وأيضاً تعتمد بانتسير إس – 1 إم على دمج بين مدفع رشاش ثنائي عيار 30 ملم مع صواريخ أرض – جو، مما يوفر حماية متكاملة عبر تدمير الأهداف القريبة باستخدام المدافع، والأهداف البعيدة بالصواريخ، وصممت هذه النسخة لتتكامل بسهولة ضمن شبكة الدفاع الجوي الوطنية، مما يسمح بمشاركة المعلومات الحية مع بقية الأنظمة الدفاعية وتبادل البيانات بشكل مباشر، مما يرفع من كفاءة الأداء ويساعد على سرعة الاستجابة.
بفضل هذه التحسينات، تمثل بانتسير إس – 1 إم إضافة مهمة للدفاعات الجوية، خاصةً لمواجهة التهديدات غير التقليدية مثل الطائرات المسيرة والصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى وتوفير حماية متقدمة للمنشآت الحيوية والبنية التحتية.
والجدير بالذكر أن السعودية كانت قد تراجعت عن شراء نظام الدفاع الجوي إس 400 من روسيا بعد اقتراب توقيع عقد ب21 مليار دولار وذلك عام 2021، وهو نظام متنقل للدفاع الجوي قادر على كشف الأهداف الجوية على بعد 400 كم والتصدي لـ 80 هدفا منها في وقت واحد عنن طريق توجيه صاروخين ارض جو لكل هدف، وهو شبيه بنظام باتريوت الامريكي للدفاع الجوي الذي تمتلكها لعديد من الدول الغربية، وسبق تركيا والسعودية كل من الهند والصين في التعاقد على شراء هذا النظام بينما أبدت عدة دول اهتمامها به مثل مصر و فيتنام وایران.
يبقى السؤال الأهم لماذا أعلنت المملكة العربية السعودية عن هذه المنظومة الآن؟ هل تعد إشارة إلى قوتها ومكانتها في إحداث التوازن في المنطقة فقط؟ أم أن هناك ما يهددها فتلوح له بقواعدها الجوية المتطورة.
اقرأ أيضاً:الإسعاف الجوي في السعودية استثمار واعد