تحت شعار “معاً نولد طاقة المستقبل”، انطلقت منذ أيام في المملكة العربية السعودية فعاليات أولمبياد الفيزياء الآسيوي (APhO)، والتي تستضيفها جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بمدينة الظهران.
فما هو هذا الأولمبياد؟
هو حدث سنوي دولي مرموق يستهدف نخبة طلاب المرحلة الثانوية الموهوبين في الفيزياء من دول العالم المختلفة، وتشارك كل دولة بفريق مكون من ثمانية طلاب يتنافسون في اختبارين رئيسيين أحدهما عملي والثاني نظري، يستغرق كل منهما خمس ساعات كاملة.
ويتم إعداد هذه الاختبارات وفق معايير علمية صارمة، يشرف على صياغتها وتقييمها المجلس الدولي للأولمبياد، وقد تُرجِمت أسئلة الاختبار العملي لهذا العام إلى لغات الدول المشاركة، تحت إشراف ومشاركة 110 من المتخصصين الدوليين في الفيزياء، لضمان دقة النسخ النهائية قبل تسليمها إلى الطلاب المتنافسين.
وتشهد هذه النسخة من أولمبياد الفيزياء الآسيوي مشاركة 30 دولة، هي: أستراليا، الصين، هونغ كونغ، روسيا، السعودية، عُمان، الكويت، قطر، الإمارات، إيران، تركيا، تركمانستان، بنغلاديش، منغوليا، إندونيسيا، ماليزيا، الفلبين، باكستان كوريا الجنوبية، اليابان، كازاخستان، قرغيزستان، رومانيا، سنغافورة، طاجيكستان، تركيا، فيتنام، أوزبكستان، تايوان وتايلاند.
وبلغ عدد الطلاب المشاركين 240 طالباً اختيروا بحسب نتائجهم في الملتقيات التدريبية النظرية والعملية، بعد أن مروا بعدة مراحل تأهيلية، ووصلوا إلى المستوى الرابع من التدريب المكثف تضمن اختبارات دقيقة، وتم على أساسها اختيار أعضاء الفريق الوطني المشارك.
ويضم برنامج الأولمبياد 25 مسابقة علمية، إضافة إلى مجموعة من الزيارات التعليمية والأنشطة الثقافية والترفيهية، ومن خلالها يتعرف المشاركون من الطلاب والمشرفين على التراث الحضاري في المملكة، واستكشاف نهضتها التنموية الحديثة.
اقرأ أيضاً: ما هو برنامج «الجينوم» الطبي السعودي؟
شركاء الحدث
ويقام أولمبياد الفيزياء الآسيوي خلال الفترة من 4 إلى 12 مايو الجاري، بتنظيم مشترك بين عدة مؤسسات وطنية وهي وزارة التعليم السعودية، جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع “موهبة”، كما يحظى برعاية ماسية من شركة أرامكو السعودية.
وتشكّل استضافة السعودية لهذا الأولمبياد للمرة الأولى خطوة إستراتيجية مهمة، تؤكد تحوّل السعودية إلى منصة دولية تحتضن المواهب العلمية وبرامج الأولمبيادات العالمية، كما تعكس مكانتها المتصاعدة على المستويين الإقليمي والدولي في مجالات التعليم والعلوم، والتي تتناغم مع مستهدفات رؤية 2030 الهادفة إلى بناء مجتمع يواكب تطلعات المستقبل.
تاريخ أولمبياد الفيزياء الآسيوي
وترتبط جذور أولمبياد الفيزياء الآسيوي بالأولمبياد الدولي للفيزياء (IPhO)، الذي انطلقت أولى دوراته في العاصمة البولندية وارسو عام 1967، ليصبح فعالية سنوية عالمية تستقطب طلاب ما قبل المرحلة الجامعية من مختلف أنحاء العالم.
وفي عام 1999، بادر الدكتور يوهانيس سوريا Dr. Yohannes Soria، قائد الفريق الإندونيسي، والدكتور والديمار جورزكوسكي Dr. Waldemar Gorzkowski، آخر رئيس للأولمبياد الدولي، إلى تأسيس أول نسخة من أولمبياد الفيزياء الآسيوي، واستضافت إندونيسيا النسخة الافتتاحية في أبريل 2000، بمشاركة فرق من 10 دول وأقاليم آسيوية.
التعليم في رؤية 2030
ليس مستغرباً استضافة المملكة لهكذا أحداث علمية وتعليمية مهمة، فمنذ انطلاق رؤية 2030 بات التعليم في السعودية ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة، وأولوية وطنية تجسّد الاستثمار الحقيقي في الإنسان.
وتقدّم الدولة إمكانات هائلة لتأهيل السعوديين من الشبان والشابات معرفياً ومهارياً، انطلاقاً من قناعتها الراسخة بأن التعليم هو المحرّك الرئيس للنهضة الشاملة، والطريق الأمثل لبناء مجتمع معرفي واقتصاد تنافسي.
ويركّز تطوير التعليم على إعداد جيل قوي قادر على الالتحاق المبكر بسوق العمل، من خلال تنمية المهارات وتعزيز ثقافة الابتكار وريادة الأعمال، وقد انعكس ذلك في تطوير الخطط الدراسية، وإضافة مناهج جديدة، إلى جانب التقدم الكبير في قطاع البحث العلمي، إذ تحسّن تصنيف المملكة في المؤشرات الخاصة به، وارتفعت تصنيفات الجامعات السعودية عالمياً، ما يؤكّد جدية الجهود المبذولة في تطوير التعليم العالي.
ومع استضافة أولمبياد الفيزياء الآسيوي تؤكد المملكة حرصها على دعم التعليم والموهبة، وتوفير بيئة محفزة للتميز والإبداع، بما يعكس رؤيتها في بناء مستقبل قائم على المعرفة والعلم والابتكار.
اقرأ أيضاً: ما هي الهدية الكبرى من رؤية السعودية 2034!