في خطوة تهدف إلى تخفيف الأعباء المالية عن المواطنين السوريين في الخارج، أصدرت وزارة الخارجية والمغتربين السورية توجيهات إلى عدد من بعثاتها الدبلوماسية، ومن بينها السفارة السورية في الرياض، تقضي بإعفاء بعض الخدمات القنصلية من الرسوم المعتادة، وتأتي هذه الخطوة ضمن إطار سعي الحكومة السورية لتسهيل الإجراءات على السوريين المغتربين، لا سيما في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يواجهها كثير منهم.
أحد أبرز هذه الخدمات التي أصبحت مجانية هو إصدار تذاكر المرور، وهي وثيقة تُمنح للمواطنين السوريين الذين فقدوا جوازات سفرهم أثناء إقامتهم المؤقتة في السعودية، سواء لأغراض العمل أو السياحة، أو لأولئك الذين يواجهون الترحيل من قبل السلطات المحلية ولا يحملون وثائق سفر صالحة.
كما يمكن منح هذه التذكرة للراغبين في العودة النهائية إلى سوريا ممن لا يملكون جواز سفر أو وثائق رسمية أخرى تثبت هويتهم، وكانت هذه الخدمة فيما مضى تتطلب دفع رسوم تقدر بحوالي خمسين يورو، وفق ما ورد في الموقع الرسمي لوزارة الخارجية السورية.
ولم تقتصر التسهيلات الجديدة على تذاكر المرور فحسب، بل شملت أيضاً إعفاء التصديقات وتمديد جوازات السفر من الرسوم القنصلية، ما يمثل دعماً إضافياً للسوريين الراغبين في تسوية أوضاعهم القانونية وتجديد وثائقهم الرسمية دون تكبد تكاليف باهظة.
اقرأ أيضاً: مساعي سعودية لرفع سريع للعقوبات عن سوريا
وفي سياق متصل، كشفت مصادر مطلعة أن التسهيلات الجديدة تراعي بشكل خاص أوضاع العائلات السورية المقيمة في السعودية، حيث أصبح بإمكان الآباء استصدار تذاكر مرور لأبنائهم المولودين هناك بناءً على شهادة الميلاد ووثيقة تثبت العلاقة الزوجية، دون الحاجة إلى تسجيل الولادة في السفارة السورية، على أن يتم تسجيل الولادات لاحقاً في دوائر الأحوال المدنية داخل سوريا، مما يساهم في تبسيط الإجراءات ويمنح العائلات مزيداً من المرونة في التعامل مع شؤونهم الإدارية.
وكان السفير السوري لدى الرياض، الدكتور أيمن سوسان، قد صرح في وقت سابق بأن أعداد السوريين الذين يسعون للحصول على تذاكر مرور للعودة إلى بلادهم قد شهدت تضاعفاً ملحوظاً في الفترة الأخيرة، خصوصاً بعد المستجدات السياسية التي طرأت على الساحة السورية، كما أشاد بالدور الذي لعبته السعودية في استضافة السوريين خلال السنوات الماضية، مؤكداً أن المملكة قدمت لهم كافة التسهيلات اللازمة لضمان حياة كريمة.
وعلى صعيد آخر، أشار السفير سوسان إلى التحديات التي تواجه العمل القنصلي في السفارة السورية بالرياض، حيث أدى إغلاق السفارة لفترة طويلة إلى تراكم الطلبات وزيادة أعداد المراجعين.
ومع ذلك، أكد أن الفريق القنصلي يبذل قصارى جهده لتقديم الخدمات المطلوبة بأقصى سرعة وكفاءة، موضحاً أن السفارة تستقبل المراجعين بدءاً من السابعة صباحاً وحتى الانتهاء من جميع المعاملات اليومية.
اقرأ أيضاً: بن فرحان من دمشق: ملتزمون بدعم سوريا وسيادتها
وشدد سوسان على أن الطلبات المتعلقة بتذاكر المرور شهدت ارتفاعاً كبيراً، لا سيما بين السوريين الذين انتهت صلاحية جوازات سفرهم أو فقدوها خلال إقامتهم في السعودية، ما دفع الكثيرين إلى التقدم بطلبات للحصول على هذه الوثيقة لتسهيل عودتهم إلى سوريا، وأكد أن الحاجة إلى هذه التذاكر ازدادت بشكل واضح، إذ أن العديد من السوريين اضطروا إلى مغادرة بلادهم في ظروف صعبة، ومع التطورات الأخيرة بات لديهم الرغبة في العودة إلى مدنهم وقراهم لمواصلة حياتهم الطبيعية.
وفيما يخص الرسوم القنصلية، كشف السفير السوري عن وعود تلقاها من وزير الخارجية والمغتربين، أسعد الشيباني، تتعلق بصدور قانون جديد ينظم الرسوم القنصلية ويعمل على تخفيف الأعباء المالية عن السوريين المقيمين في الخارج، ولفت إلى أن الحكومة السورية تسعى إلى إعادة النظر في نظام الرسوم الذي كان يُعد من بين الأعلى على مستوى العالم، بهدف تيسير المعاملات القنصلية وتشجيع المغتربين على إنهاء إجراءاتهم القانونية دون عراقيل مالية.
وفي الختام، يشار إلى أن هذه التسهيلات القنصلية تأتي كجزء من سياسة أوسع تهدف إلى تسهيل عودة السوريين الراغبين في الرجوع إلى وطنهم، وتخفيف الضغوط المالية عنهم، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، وبذلك، يمكن اعتبار هذه الإجراءات خطوة إيجابية نحو إعادة التواصل بين السوريين في الخارج ووطنهم الأم، في إطار جهود حكومية تسعى إلى إعادة تنظيم أوضاع المغتربين السوريين ودعمهم في تسيير معاملاتهم الرسمية دون أعباء إضافية.