وسط عالم يتسارع فيه التطور التكنولوجي، تتجه البشرية نحو واقع لم يكن متخيلاً من قبل؛ واقعٌ تتنبأ فيه الآلات والذكاء الاصطناعي بملامح المستقبل، وتصبح «الروبوتات المؤنسنة» جزءاً من حياة الإنسان اليومية، وتتجاوز أعدادها البشر وتشاركنا في مختلف المهام.
ضمن هذا السياق، استعرض إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة «تسلا» الشهيرة، رؤيته لمستقبل يبدو فيه الذكاء الاصطناعي قادراً على تحقيق ما كان يعد ضرباً من الخيال، من الوصول إلى المريخ إلى قيادة السيارات ذاتياً.. إليكم التفاصيل!
توقّع الرئيس التنفيذي لشركة «تسلا»، إيلون ماسك، أن يتفوّق عدد الروبوتات البشرية على عدد البشر بحلول عام 2040، مضيفاً أن سعر الروبوت الواحد قد يصل إلى حوالي 25 ألف دولار، مع إمكانية تقديمه لمجموعة واسعة من الخدمات الشخصية.
وفي مداخلة له عبر الفيديو في مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار»، تحدّث ماسك عن تطورات الذكاء الاصطناعي والتحديات التي تواجهها هذه التقنية، مؤكداً على ضرورة التحكم في استخدامها لضمان سلوكها المنطقي.
كما أعرب ماسك عن توقعاته بشأن الرحلات إلى المريخ، التي يرى أنها قد تصبح واقعية بعد نحو عامين، مشيراً في الوقت ذاته إلى انخفاض معدلات الولادات في عدة دول وما يمثّله ذلك من تحديات عالمية.
وتنبّأ ماسك بقدرة الذكاء الاصطناعي على تنفيذ جميع المهام البشرية بحلول عام 2029، مؤكداً على الحاجة إلى مهارات متقدمة في مجال الحوسبة والتكنولوجيا.
اقرأ أيضاً: ثروة الأغنياء: منافسة للوصول لأول تريليونير
وفي حديث آخر، أشار مالك موقع «X» إلى أن السيارات الذاتية القيادة ستبدأ العمل في ولايتي كاليفورنيا وتكساس العام المقبل 2025، لافتاً إلى أنها قد تكون أكثر أماناً من القيادة البشرية.
كما كشف ماسك عن خطط «تسلا» لزيادة الإنتاج، حيث يُتوقع أن تصل عدد السيارات على الطرق إلى ما بين 9 و9.5 مليون بحلول نهاية العام القادم، مع طموحات إنتاج 100 مليون مركبة على المدى الطويل، بما في ذلك مركبات ذات تصميم جديد بدون عجلات قيادة بحلول 2026.
وفي جانب آخر، أوضح ماسك أن البيروقراطية المتزايدة في عهد الرئيس الأمريكي بايدن قد تعرقل تطور الابتكارات في هذا المجال داخل الولايات المتحدة.
يشار إلى أنه منذ بداية القرن الواحد والعشرين، شهد العالم تحولاً جذرياً في التكنولوجيا، خاصة مع تطور الذكاء الاصطناعي الذي أصبح حجر الزاوية للعديد من الصناعات والقطاعات.
ومع بدء الحديث عن فكرة الروبوتات المتقدمة التي تعمل جنباً إلى جنب مع البشر، أثارت هذه الفكرة موجات كبيرة من الجدل في الأوساط الأكاديمية والتكنولوجية، إذ تراوحت ردود الفعل بين الحماسة والتخوف، فمع كل خطوة يخطوها الذكاء الاصطناعي نحو تطور أكبر، تتعاظم المخاوف المتعلقة بتأثيره على وظائف البشر وقدرته على اتخاذ القرارات بشكل مستقل، وهي أمور تجعل من النقاش حول الذكاء الاصطناعي ضرورة ملحة للعديد من الحكومات والشركات على حد سواء.
اقرأ أيضاً: نجاح ثاني عملية زراعة شريحة إلكترونية داخل الدماغ البشري!
ويرى العديد من الخبراء اليوم أن العالم يقترب من عصر جديد، حيث قد يصبح الذكاء الاصطناعي جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية، وليس مجرد وسيلة أو أداة، وتتسابق الشركات التكنولوجية الكبرى في تقديم حلول مبتكرة تُحول الذكاء الاصطناعي إلى عنصر فعال ضمن قطاعات مثل الطب، والتعليم، وحتى العلاقات الاجتماعية، وبعض التوقعات تشير إلى أن «الروبوتات المؤنسنة» ستكون قادرة على تحسين حياة البشر بشكل كبير، سواء من خلال تقديم الرعاية الصحية المتقدمة أو المساعدة في التعليم وتطوير المهارات.
لكن من الجانب الآخر، توجد تحديات كبيرة تتعلق بتنظيم هذا المجال، إذ يتطلب تطور الذكاء الاصطناعي نهجاً أخلاقياً يضمن السيطرة على تطور هذه التقنية ضمن حدود لا تهدد المجتمع البشري، ومن هذا المنطلق، بدأت الدول الكبرى وضع سياسات وقوانين تضمن استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل آمن، مع التركيز على حماية حقوق الأفراد وتجنب الوقوع في المخاطر المرتبطة بالخصوصية.
ومع أن الفوائد المحتملة لهذه التكنولوجيا كثيرة، إلا أن المخاوف بشأن قدرتها على القيام بمهام حساسة دون تدخل بشري تظل حاضرة، خاصة مع تصاعد الحديث حول إمكانية تطوير الذكاء الاصطناعي لأشكال من الإدراك المستقل.