تستضيف العاصمة اليونانية أثينا، مهد الحكمة والفلسفة، الأسبوع الثقافي السعودي من 27 سبتمبر إلى 1 أكتوبر 2024، والذي تنظمه وزارة الثقافة لتقدم من خلاله باقة ثرية من الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية، التي تعكس تنوع الثقافة السعودية في مجالات الإبداع كافة.
سيشهد مركز زابيون، الواقع في قلب حدائق أثينا الوطنية، هذا الأسبوع الرائع، ويتضمن برنامجه جناحاً خاصاً بمبادرة «عام الإبل 2024»، والذي يسلط الضوء على أهمية الإبل كعنصر ثقافي رئيسي في الهوية السعودية.
وفي «الأسبوع الثقافي السعودي»، ستحضر مجموعة من الهيئات والكيانات الثقافية السعودية، التي ستقدم بدورها برامج وأنشطة متنوعة تعكس غنى الثقافة السعودية، إذ ستقدم هيئة الموسيقى عرضاً فنياً يضم موسيقيين سعوديين يعزفون أجمال الألحان الموسيقية التقليدية، فيما ستُقدم هيئة المسرح والفنون الأدائية عروضاً تقليدية متنوعة من مناطق المملكة المختلفة، تُؤديها فرق أداء سعودية متميزة.
كما تستعرض هيئة التراث خلال هذا الحدث مستنسخات أثرية، وخيمة أثرية تُتيح للزوار فرصة استكشاف التراث الثقافي السعودي وكنوزه الثمينة، إضافة إلى التعرف على الألعاب التقليدية، والحرف اليدوية السعودية، مثل صناعة البشوت، وذلك بالتعاون مع المعهد الملكي للفنون التقليدية، لتقديم ورش عمل وفعاليات متنوعة تتيح للحرفيين مشاركة مهاراتهم مع الزوار.
اقرأ أيضاً: صناعة الخوص حرفة تراثية سعودية تروي تاريخ الأجداد
وفي هذا الأسبوع المميز، تشارك هيئة فنون الطهي من خلال عرض الطهي الحي، لتحضير الأطباق التقليدية السعودية الشهيرة، مع تقديم القهوة السعودية للزوار، كونها تعد رمزاً للضيافة والكرم في المجتمع السعودي، كما ستعرض مجموعة من المنتجات الغذائية السعودية الرئيسية، ما يعزز التعريف بالثقافة الغذائية الغنية في المملكة.
من جهتها، تستعد هيئة المكتبات في المعرض الدولي لعرض مجموعة من المخطوطات العربية والخط العربي، التي تعكس عمق التراث الإسلامي من خلال مخطوطات تاريخية قيمة، كما ستتعاون الهيئة مع مبادرة مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي، إذ سيقدم خطاطون سعوديون إبداعاتهم للزوار، مستعرضين النقوش العربية التي تبرز جماليات الخط العربي التاريخية.
أما هيئة الأزياء، فستقيم معرضاً سعودياً يحتفي بإبداعات المصممين السعوديين في مجال الأزياء، مُظهرةً التنوع والجمال الذي تتمتع به الأزياء السعودية، وفي الوقت نفسه، ستشارك هيئة الأفلام بعرض مخصص للأفلام القصيرة السعودية، ما يتيح للزوار التعرف على المشهد السينمائي في المملكة.
وتسعى وزارة الثقافة من خلال تنظيم الأسبوع الثقافي السعودي في اليونان، بالتعاون مع الهيئات والكيانات الثقافية، إلى تعزيز التبادل الثقافي الدولي، وهو أحد الأهداف الرئيسية لاستراتيجية الثقافة تحت مظلة رؤية المملكة 2030، ومن خلال هذا الحدث، سيتاح للزوار فرصة التعرف على التراث الثقافي السعودي، بما في ذلك الفنون، والحرف اليدوية، والموسيقى، والأدب.
اقرأ أيضاً: الثقافة السعودية تتوّج الفائزين بالجوائز الثقافية الوطنية اليوم
عموماً، تولي المملكة العربية السعودية اهتماماً خاصاً بالثقافة، باعتبارها عنصراً أساسياً في الهوية الحضارية القادر على تحقيق الريادة، وتتوافق أهداف الثقافة مع رؤية المملكة 2030، التي تسعى لبناء مجتمع حيوي مبدع، واقتصاد مزدهر ووطن طموح.
وقد برهنت وزارة الثقافة على سعيها نحو الإبداع والابتكار، عندما أطلقت فكرة تزيين الأعوام بأسماء تحمل دلالات ثقافية، فكان عام 2021 «عام الخط العربي» مُحتفىً به كتراث حضاري نشأ في الجزيرة العربية، وقد أضاءت الوزارة جوانب هذا الفن من خلال ماضيه المجيد وجمالياته الفريدة، ووسعت نطاقه ليشمل قطاعات أخرى، إذ زينت قمصان لاعبي الدوري السعودي، وطائرات الخطوط السعودية، وأقامت معارض مثل «الكتابة والخط» و«مكتبة الملك عبدالعزيز للخط العربي».
أما عام 2022 فسميّ «عام القهوة السعودية»، في تجسيد للعلاقة الوثيقة بين القهوة والإرث الثقافي السعودي، وقد سلط الضوء على تاريخ القهوة وما يتصل بها من عادات وتقاليد تعكس الضيافة والكرم في المجتمع السعودي، وكان للبن الخولاني السعودي حصة كبيرة في هذا العام، وهو منتج أصيل يُعتبر من أهم المحاصيل الزراعية وأكثرها جودة في منطقة جازان جنوب المملكة.
وتميز عام 2023 باسم «عام الشعر العربي» تقديراً لدور الشعر في الثقافة العربية، إذ يعد وعاءً للحكمة والمعرفة وديوان العرب، وفي هذا السياق، أعدت وزارة الثقافة مجموعة من المبادرات والأنشطة، منها مبادرة «منح أبحاث الشعر العربي»، لدعم الباحثين في استكشاف مجالات الشعر وخصائصه الأسلوبية والمضمونية.
أما عامنا الحالي 2024، فهو «عام الإبل»، إذ يُعزز من مكانة الإبل كرمز للتراث الثقافي السعودي، وقد اشتمل العام على مجموعة من الفعاليات والمسابقات التي تحتفي بالإبل وتاريخها، والتي لم تنتهِ بعد، ما يُبرز أهميتها في الحياة الاجتماعية والاقتصادية في المملكة، كما يسعى إلى زيادة الوعي بأهمية الإبل في السياق البيئي والتاريخي، وتفعيل المشاركة المجتمعية في الأنشطة الثقافية المرتبطة بها.