تُشير التوقعات العالمية إلى أن المملكة العربية السعودية على أعتاب ثورة عقارية هائلة ستعيد رسم خريطة سوق البناء على مستوى العالم، حيث ترجح دراسات مجموعة الاستشارات العقارية نايت فرانك (Knight Frank) أن تُصبح المملكة أكبر سوق للبناء في العالم خلال الفترة القادمة.
استثمارات ضخمة لتنويع الاقتصاد
وتُعزى هذه الطفرة المتوقعة إلى عدة عوامل رئيسية، تأتي في مقدمتها الاستثمارات الضخمة التي تضخها المملكة في إطار رؤية 2030 الطموحة، والتي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وخلق فرص عمل جديدة، وتعزيز مكانة المملكة على الساحة العالمية.
فقد رصدت المملكة العربية السعودية مبالغ هائلة لتنفيذ مشاريع ضخمة تشمل مشاريع بنية تحتية حديثة، ومدن ذكية، ومناطق سكنية متطورة، ومنشآت سياحية وترفيهية عملاقة، ناهيك عن مشاريع عملاقة في مجالات الطاقة المتجددة والتحول الرقمي.
اقرأ أيضًا: شركة بترومين فوتون تشارك في معرض جدة للبناء 2024: حلول نقل متكاملة لقطاع البناء السعودي
التحول الرقمي يعزز كفاءة قطاع البناء السعودي
تشير دراسة “نايت فرانك” إلى أن قيمة إنتاج البناء في السعودية ستصل إلى 181.5 مليار دولار بحلول عام 2028، بزيادة هائلة تقدر بنحو 30% عن مستويات عام 2023، ما يُمثل قفزة نوعية تعزز مكانة المملكة كوجهة استثمارية جاذبة في مجال العقارات.
وتُعد هذه الزيادة المتوقعة نتاجًا مباشرًا لعدة عوامل رئيسية، أبرزها:
- النمو السكاني: تُواجه المملكة العربية السعودية نموًا سكانيًا سريعًا، مما يُشكل ضغطًا على البنية التحتية ويُحفز الطلب على المساكن بأنواعها المختلفة.
- رؤية 2030: تُلعب رؤية المملكة 2030 دورًا محوريًا في دفع عجلة النمو في قطاع البناء، حيث تهدف إلى تنويع الاقتصاد وخلق فرص عمل جديدة، مما سيؤدي إلى زيادة الطلب على العقارات التجارية والصناعية.
- الاستضافة العالمية: تستعد المملكة العربية السعودية لاستضافة معرض إكسبو العالمي عام 2030، وتسعى أيضًا إلى تنظيم كأس العالم 2034، مما سيؤدي إلى زيادة الاستثمارات في البنية التحتية والفنادق والمرافق الأخرى.
- التحول الرقمي: تُولي المملكة العربية السعودية اهتمامًا كبيرًا بالتحول الرقمي، مما يُساهم في تطوير قطاع البناء من خلال استخدام تقنيات حديثة مثل البناء الذكي وإنترنت الأشياء.
اقرأ أيضًا: التحول إلى المنازل الذكية: المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تقودان الطريق
آفاق واسعة لنمو وازدهار قطاع العقارات
وتتميز مشاريع البناء في السعودية بحجمها الضخم وابتكارها، حيث تُعد المملكة موطنًا لبعض من أضخم المشاريع العقارية في العالم، مثل مشروع نيوم ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية،
وتُشير التوقعات إلى أن هذه المشاريع ستُساهم بشكل كبير في تعزيز مكانة المملكة العربية السعودية كمركز عالمي للابتكار في مجال البناء.
وإلى جانب الاستثمارات الضخمة، تُساهم العوامل التالية في جذب الاستثمارات الأجنبية إلى قطاع البناء في السعودية:
- البيئة الاستثمارية الجذابة: توفر المملكة العربية السعودية بيئة استثمارية جاذبة للمستثمرين الأجانب، بما في ذلك البنية التحتية المتطورة، والإطار القانوني المُستقر، والحوافز الضريبية المُغرية.
- الموقع الجغرافي المُتميز: تتمتع المملكة العربية السعودية بموقع جغرافي مُتميز يجعلها بوابةً للتجارة بين الشرق والغرب، مما يُسهل على الشركات العالمية الوصول إلى الأسواق الإقليمية والدولية.
- القوى العاملة الماهرة: تمتلك المملكة العربية السعودية قوى عاملة ماهرة في مجال البناء، مما يُساهم في تنفيذ المشاريع بفعالية وكفاءة عالية.
وبفضل هذه العوامل، تُؤكد التوقعات أن المملكة العربية السعودية ستُصبح عاصمة البناء العالمية خلال الفترة القادمة،
مما يُفتح آفاقًا واسعةً لنمو وازدهار قطاع العقارات في المملكة، ويُساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وخلق فرص عمل جديدة للشباب السعودي.
اقرأ أيضًا: بلازا بريميوم تُخطط لاستثمار 70 مليون دولار في السعودية لتعزيز تجربة السفر