تستضيف هيئة السوق المالية السعودية، المؤتمر الدولي لقطاع التقنية المالية “فينتك 24″، ويأتي ذلك تأكيداً على التزام المملكة بإنشاء نظام مالي حيوي وشفاف وقوي، يفي بأعلى المعايير الدولية، حيث يعد قطاع التقنية المالية محركاً رئيسياً لتعزيز وتطوير كفاءة المنتجات والخدمات المالية، بما يتماشى مع الثورة التكنولوجية الحالية، ويتناسب مع أهداف السعودية التنموية والاقتصادية.
وكشف وزير المالية السعودي محمد الجدعان، أمس الثلاثاء، أن بلاده تطمح لزيادة عدد الشركات العاملة في مجال التكنولوجيا المالية “فينتك” (Fintech)، لتصل إلى 525 شركة بحلول 2030.
جاء ذلك خلال مشاركة الوزير في أعمال النسخة الأولى من مؤتمر التقنية المالية “فينتك 24” بالعاصمة السعودية الرياض، الذي انطلقت أعماله أمس، وتستمر حتى الخميس.
ويشير مصطلح “فينتك” إلى قطاع مكون من شركات تعمل على تسخير التكنولوجيا لخدمة قطاع المدفوعات، وشركات التكنولوجيا المالية، وهي شركات ناشئة في العموم تتحدى الشركات التقليدية الأقل اعتماداً على البرمجيات.
ويعرّفها مركز البحوث الرقمية الوطنية في دبلن، بأنها ابتكار في مجال الخدمات المالية، وبشكل أكثر تحديداً، تستخدم شركات “فينتك” غالباً التكنولوجيا لمنافسة الأنظمة المالية الحالية.
وقال الجدعان، خلال كلمته في افتتاح المؤتمر، “حالياً تنشط في المملكة 224 شركة مختصة بصناعة التكنولوجيا المالية”، مشيراً إلى أن “هذا الرقم يفوق المستهدف في برنامج القطاع البالغ 168 شركة، وهو أمر إيجابي”.
وأضاف “نطمح للوصول إلى 525 شركة بحلول 2030.. فقد أسهمت رؤية 2030 والمشاريع الناشئة بسببها في هذا التحول بالصناعة المالية داخل المملكة”.
وتابع أن “حصة المدفوعات الإلكترونية في قطاع التجزئة بلغت 70% من إجمالي عمليات الدفع في المملكة خلال 2023، ونسعى لزيادة حصتها لتصل إلى 80% بحلول 2030”.
اقرأ أيضاً: (ACCA) تدعم تمكين المرأة في القطاع المالي لتحقيق رؤية 2030
وانطلقت أمس الثلاثاء، النسخة الأولى من فعاليات المؤتمر الدولي المتخصص في قطاع التقنية المالية في إطار مساعي السعودية، لتصبح مركزاً رئيسياً للتقنية المالية، والذي يستمر على مدى 3 أيام في مركز واجهة الرياض للمعارض.
ويستضيف المؤتمر “برنامج تطوير القطاع المالي”، والبنك المركزي السعودي “ساما”، وهيئة السوق المالية، وهيئة التأمين، وينظم المؤتمر كل من “فينتك السعودية” و”تحالف”، وهو المشروع المشترك بين الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة “إنفورما العالمية”، وصندوق الفعاليات الاستثماري.
ومن المقرر أن يكون “فينتك 24” مؤتمراً سنوياً وأحد أكبر ملتقيات التقنية المالية في آسيا وأوروبا وشمال أفريقيا، حيث يقدم 175 ساعة من المحتوى المتخصص بإشراف مجموعة خبراء، حسب وسائل إعلام سعودية.
اقرأ أيضاً: فعالية تعزيز الأمن السيبراني الوطني 2024
في السياق، أعلن البنك المركزي السعودي “ساما” التصريح لشركتي “سين تربيع للتقنية المالية” و”التكنولوجيا الجديدة للحلول البرمجية” لمزاولة نشاط المصرفية المفتوحة، و”موني مون” لمزاولة نشاط التمويل من نظير إلى نظير، وذلك للعمل تحت مظلة البيئة التجريبية التشريعية.
وبإضافة هذه التصاريح، يبلغ إجمالي عدد الشركات المصرحة تحت مظلة البيئة التجريبية التشريعية حالياً 19 شركة، فيما يصبح إجمالي الشركات المنضمة إلى البيئة التجريبية التشريعية 50 شركة، وذلك منذ انطلاقتها في عام 2018م.
ويأتي هذا التصريح، في إطار سعي البنك المركزي السعودي لتطوير قطاع التقنية المالية، وفي سبيل تحقيق أهداف إستراتيجية التقنية المالية لتعزيز الابتكار في القطاع المالي، ورفع مستوى الشمول المالي لوصول الخدمات المالية إلى جميع شرائح المجتمع.
وأكد البنك المركزي السعودي أهمية التعامل مع المؤسسات المالية المرخصة أو المصرح لها من قبل “ساما”، ويمكن التحقق من ذلك عبر زيارة الموقع الإلكتروني.
اقرأ أيضاً: أكوا باور السعودية تمول ثلاثة مشاريع للطاقة الشمسية