قالت الرئيس التنفيذي لشركة “سوق الكربون الطوعي” الإقليمية السعودية التابعة لصندوق الاستثمارات العامة ومجموعة تداول، ريهام الجيزي، إن السوق السعودية بصدد إطلاق منصة تداول شهادات الكربون في مؤتمر المناخ “كوب 29”.
وقالت الرئيسة التنفيذية لـ “سوق الكربون الطوعي”، إن الحصة السوقية للشركة تصل حالياً إلى نحو 1.3% من حجم السوق العالمية، في تجارة الكربون، و”نستهدف حصة سوقية تعادل حجم الانبعاثات الكربونية في المنطقة”.
وتوقعت الجيزي، في تصريحات صحافية، على هامش مؤتمر “بورتفوليو إيجيبت 2024″، في القاهرة، الإثنين، أن “يبلغ حجم تجارة الكربون في الشركة بحلول عام 2030، نحو 100 مليون طن، وأن تكون الشركة من كبرى الأسواق العالمية في أرصدة الكربون”.
وقالت الجيزي إن الشركة التابعة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي بنسبة 80%، ومجموعة “تداول السعودية” بنسبة 20%، رفعت نسبة تجارة الكربون في المنطقة من “صفر إلى 1.3% من حجم تجارة الكربون العالمية، وذلك بفضل مزادين أطلقتهما الشركة مؤخراً”.
وفي أكتوبر 2022، أطلقت شركة “سوق الكربون الطوعي” مزاداً لائتمان الكربون، وبيع نحو 1.4 مليون طن متري من أرصدة الكربون، بينما بلغ حجم المزاد الثاني في يونيو 2023، نحو 2.2 مليون طن من الأرصدة الكربونية وهي أكبر مزادات عقدت في أسواق الكربون الطوعية، وفق الجيزي.
وقالت الجيزي، إن الشركة بصدد إطلاق المزاد الثالث والأكبر، والذي سيصل حجمه إلى 2.5 أو 3 ملايين طن متري من أرصدة الكربون في نوفمبر المقبل، بالتزامن مع إطلاق منصة خاصة بتداول شهادات الكربون، وذلك في مؤتمر المناخ “كوب 29″، الذي سينعقد في العاصمة الأذربيجانية باكو.
وأضافت أن الشركة ستطلق المزاد الثالث للشركة لتداول أرصدة الكربون باشتراك شركات من السعودية والمنطقة أيضاً، ما يتيح للشركات المشترية استخدام هذه الأرصدة لتعويض أثر انبعاثاتها الكربونية، وتعزيز مساهمتها في التحول العالمي نحو الحياد الصفري.
وقالت إن المزاد المزمع عقده على هامش “كوب 29” المقبل ستزيد الكميات فيه واشتراكات الشركات والاهتمامات أيضاً، حيث يتم تسجيل أسعاراً قياسية أعلى في كل مرة، وسيكون المزاد في حدود بين 2.5 و3 ملايين طن.
وأشارت إلى أن المزاد السابق أطلق في العاصمة الكينية “نيروبي” لتسليط الضوء على ضعف الاستثمار في مشاريع الكربون في إفريقيا وشاركت فيه 16 شركة سعودية منها أرامكو وسابك والكهرباء السعودية وشركات أسمنت وشركات في قطاع الرياضة.
وتوقعت مشاركة الشركات السابقة في المزاد المقبل بجانب شركات أخرى جديدة وهو ما يعكس اهتمام السوق السعودية بإزالة الانبعاثات من خلال مبادرة السعودية الخضراء لتحقيق الحياد الصفري واهتمام المملكة بشكل عام بقضية المناخ.
التحديات
وقالت إن المنصة التي سيتم إطلاقها ستتضمن 3 عروض أهمهم ” Spot Exchange” الأسعار الفورية وبآلية التسوية مع البنوك والمقاصة وهو ما يعكس ريادة السوق السعودية في أسواق الكربون الطوعية، حيث كانت أول سوق في المنطقة.
وأشارت إلى استشارات مع مصر منذ إطلاقها السوق الطوعية للكربون، موضحة أن السوق المصرية تتميز بأرصدة كربون خاصة بالمجال الزراعي وهذا له مشترون في السوق السعودية.
وتوقعت أن “يبلغ حجم تجارة الكربون في الشركة بحلول عام 2030، نحو 100 مليون طن، وأن تكون الشركة من كبرى الأسواق العالمية في أرصدة الكربون”، مشيرة إلى التحدي الحالي أمام الشركة، وهو أن “أغلبية تجارة الكربون تأتي من الشمال إلى الجنوب… بينما الشركة تستهدف أن تكون من الجنوب إلى الجنوب… وأن تكون للسعودية الريادة في أسواق الكربون من خلال أن تكون المركز الرئيسي في المنطقة والإقليم”.
وأشارت إلى “ريادة السعودية في مكافحة التلوث المناخي، بإطلاقها مبادرات عدة، أبرزها: مبادرة السعودية الخضراء والتشجير والتركيز على الطاقة النظيفة والمتجددة… فضلاً عن إطلاق سوق الكربون الطوعي”.
وحول التخديات، قالت الجيزي إن آلية تسعير الكربون من أبرز التحديات التي تواجه “سوق الكربون الطوعي”، إذ يتم نحو 80% من عمليات شراء شهادات الكربون في العالم، بعد مفاوضات “أوفر ذا كاونتر”، أي من دون تسعير محدد أو وصفة ترتكن على أسس، لكنها أشارت إلى أن “إطلاق المنصة الخاصة بالشركة في نوفمبر سيسهم في حل هذه المسألة”.
وقالت إن الشركة تدرس بعض المشروعات بمصر، “في الوقت الحالي نقيم بعض المشروعات في مصر مع مطورين… وذلك بعد أن اشترينا مشروع (بنبان) في أسوان”.
وطالبت الرئيسة التنفيذية لشركة “سوق الكربون الطوعي” السعودية، الحكومات والمسؤولين، بإطلاق حزمة من السياسات لتشجيع “سوق الكربون الطوعي” في المنطقة، واقترحت في هذا الصدد “الائتمان الضريبي” للشركات، أي منحها بعض الميزات الضريبية، وقالت: “تحدثنا مع رئيس كينيا في هذا الموضوع”.
وأشارت الجيزي إلى أهمية نشر الوعي البيئي بين الشركات والأفراد، مشيرة في هذا الصدد، إلى أنه “من المتوقع أن يحدث توافق وتنسيق بين تجارة السلع وحجم الانبعاثات الناتج قريباً… متوقع حدوثه عالمياً… وهو ما يستلزم تشريعات جديدة تساعد في انتشار (سوق الكربون الطوعي)”.
ومنذ عام 2013 حتى الآن، يطلق العالم أكثر من 35 مليار طن سنوياً من الكربون، وتباطأت وتيرة نمو الانبعاثات خلال السنوات القليلة الماضية، وبلغ نصيب الدول العربية من ثاني أكسيد الكربون، في عام 2021، أكثر من ملياري طن، وهي تشكل 5.45% من إجمالي الانبعاثات العالمية، وفق إحصاءات الاتحاد الأوروبي.
اقرأ أيضاً: أول مشروع لتخزين الغاز الطبيعي تطلقه السعودية