تقدّر الكميات المستوردة من البن إلى الأسواق السعودية بما يتراوح بين 70 و90 ألف طن سنوياً، في حين يتجاوز معدل إنفاق السعوديون على إعداد القهوة حاجز المليار ريال في السنة الواحدة.
ولا يكاد يخلو شارع أو حي في الرياض من مقهى مزدحم بالزوار، حيث تشهد الطوابير الطويلة والتدفق المستمر من مختلف الأعمار إقبالاً كبيراً على القهوة.
هذا المشروب الذي أصبح جزءاً لا غنى عنه في الحياة اليومية للسعوديين، وضع المملكة ضمن قائمة أكبر 10 دول مستهلكة للبن في العالم، إذ يستهلك السعوديون ما يقارب 80 ألف طن من القهوة سنوياً.
زراعة البن تعد أحد مستهدفات برنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة المتمثلة في العمل على تطوير زراعة البن وتنميته، وتسويقه محلياً وعالمياً، وفتح المجال للمزيد من الاستثمارات في هذا المجال.
قدّمت وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية، عددا من البرامج والمبادرات الداعمة لزراعة البن والإكثار من إنتاجه، شملت مبادرة تأهيل المدرجات الزراعية، وتطبيق تقنيات حصاد مياه الأمطار، كما وتم إنشاء وحدة أبحاث للبن بمركز الأبحاث الزراعية في منطقة جازان، التي تعد الأولى من نوعها، بعدما جاءت الموافقة على استحداثها لنجاح جازان في زراعة البن.
ومن المتوقع أن ينمو القطاع بنسبة 5% خلال السنوات المقبلة، ليصل إلى 28700 طن بنهاية عام 2026، ما يتيح ويخلق فرصاً استثمارية جاذبة في القطاع.
وتسعى وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية إلى جعل 15 محافظة في الجزء الجنوبي الغربي من البلاد مصدراً مهماً لإنتاج البن، خصوصاً “البن الخولاني” الذي يمتاز بالجودة عن بقية الأنواع،
وتظهر الأرقام الرسمية، أن عدد مزارع البن في جنوب البلاد وصل إلى 2535، وأكثر من 500 مزرعة بن نموذجية، بينما يبلغ عددها في القطاع الجنوبي الغربي من البلاد 2185، ويقدّر الناتج المحلي من البن العربي في المحافظات الجبلية بمناطق جازان والباحة وعسير 1810 أطنان سنوياً، ونحو 350 طناً من البن الصافي بعد التقشير، كما بلغ عدد مزارع البن فيها 2535 مزرعة، واحتوت على ما يقارب الـ400 ألف شجرة بن، أما مزارع البن في المحافظات الجبلية بمنطقة عسير، فتنتج أكثر من 300 مزرعة تضم 40 ألف شجرة 200 طن من البن، و100 طن من البن الصافي بعد التقشير، ثم مزارع البن في منطقة الباحة حيث بلغ إنتاج البن 40 طناً، وكمية البن الصافي بعد التقشير 20 طناً لأكثر من 250 مزرعة للبن ضمّت 18 ألف شجرة بن.
وتستهدف خطة تطوير القطاع زراعة 1.2 مليون شجرة بن بحلول 2026، ما جعل الحكومة تعمل على رفع نسبة إنتاج البن في السعودية دعماً للاقتصاد الوطني وفق مستهدفات رؤية 2030، ترجمت ذلك عبر ، صدور موافقة مجلس الوزراء على انضمام البلاد إلى اتفاقية البن الدولية، بالإضافة إلى نجاح السعودية في تسجيل البن في قائمة “اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي”، وإصدار تعميم لكل المطاعم والمقاهي في البلاد، لاعتماد اسم “القهوة السعودية” بدلاً من “القهوة العربية”.
يذكر أن القهوة منتج ثقافي مميز ارتبط بالهوية السعودية منذ القدم، وتجد خصوصية لدى المجتمع السعودي في تحضيره وتقديمه، حتى أصبح رمزاً للكرم والحفاوة.
اقرأ أيضاً: مبادرة صناع السعادة تُخرّج الدفعة الثالثة