في إطار سعي المملكة العربية السعودية إلى تعزيز علاقاتها الدفاعية والاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية، أجرى وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، زيارة رسمية إلى واشنطن مؤخراً، وهذه الزيارة تأتي في وقت حرج بالنسبة للعلاقات الدولية والإقليمية، فحول ماذا جرى الحديث بين الجانبين؟ وماذا نتج عن الزيارة؟
وصل الأمير خالد بن سلمان إلى العاصمة الأمريكية في زيارة رسمية، حيث التقى بنظيره الأمريكي، وزير الدفاع لويد أوستن، في اجتماع موسع بمقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، وتم خلال الاجتماع التأكيد على متانة العلاقات الثنائية بين البلدين، التي تمتد لأكثر من 80 عاماً.
كما تناول الجانبان سبل تعزيز التعاون الدفاعي بين البلدين في مجالات متعددة، بما في ذلك تبادل الخبرات العسكرية والتنسيق الأمني لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
ووفقاً لما ذكرته وزارة الدفاع السعودية، نوقشت آخر التطورات في المنطقة، بما في ذلك الأوضاع في الشرق الأوسط وتداعياتها على الأمن الإقليمي، ومن جانبه، أكد وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، على أهمية الشراكة بين البلدين، مشيراً إلى أن هذه العلاقة تشكل نقطة محورية في مواجهة الاضطرابات العالمية.
اقرأ أيضاً: تحضيراً للقمة: محادثات روسية أمريكية في الرياض
الزيارة شهدت حضور عدد من المسؤولين السعوديين البارزين، بما في ذلك الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان، سفيرة المملكة في واشنطن، إضافة إلى عدد من كبار القادة العسكريين السعوديين، أما من الجانب الأمريكي، فقد كان الحضور من كبار المسؤولين في وزارة الدفاع، بما في ذلك الفريق أول كريستوفر غريدي، نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة، إضافة إلى عدد من الخبراء العسكريين.
وفي تعليقه على الزيارة، أكد الأمير خالد بن سلمان عبر منصته على “إكس” أن المحادثات مع نظيره الأمريكي قد تناولت التعاون الدفاعي بشكل موسع، خاصة في ضوء التحديات المتزايدة في المنطقة، كما تم استعراض سبل دعم الأمن الإقليمي والعالمي، وتعزيز التنسيق بين الجيوش الأمريكية والسعودية لمواجهة أي تهديدات محتملة.
عمل مشترك لاستقرار المنطقة
اعتبر المجتمعون أن الشراكة بين السعودية والولايات المتحدة من أبرز الركائز التي تقوم عليها الاستراتيجية الأمنية في منطقة الشرق الأوسط، وفي هذا السياق، شدد وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، على أهمية هذه العلاقة في مواجهة «عالم مضطرب للغاية»، في إشارة إلى الأزمات الأمنية المتعددة التي يشهدها العالم في الوقت الراهن.
هذا وأكد أوستن أن التعاون بين الرياض وواشنطن ليس مقتصراً على المسائل العسكرية فقط، بل يشمل أيضاً تعزيز الاستقرار الاقتصادي وتحقيق الازدهار في المنطقة، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تثمن الجهود السعودية في استضافة محادثات بين المسؤولين الأمريكيين والروس، مؤكداً على أهمية الحوار في حل النزاعات الدولية، خصوصاً النزاع في أوكرانيا.
اقرأ أيضاً: القاهرة تستضيف قمة عربية طارئة لمواجهة تهجير الفلسطينيين
وكانت قد جرت في قصر الدرعية بالعاصمة السعودية الرياض محادثات رفيعة المستوى بين الولايات المتحدة وروسيا، تحت رعاية سعودية تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار العالميين وتقريب وجهات النظر بين القوتين العظميين في إطار جهود المملكة لتكون جسراً للحوار بين الدول الكبرى.
وهذه المباحثات هي مباحثات تمهيدية، هدفها جمع الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين في قمة تاريخية تساهم في دفع عملية التفاوض بين البلدين والدفع بحل الملفات العالقة على مستوى العالم والمنطقة.