وسط عالم يتسم بتشابك العلاقات الدولية وتعقيداتها، تأتي الشراكة السعودية-الصينية كأحد أبرز الأمثلة على التعاون الاستراتيجي البنّاء الذي يسعى إلى تعزيز التنمية والازدهار، بآفاق لا حدود لها، وتطال مجالات واسعة… نترككم الآن مع تفاصيل الحديث الأخير للسفير الصيني في السعودية فماذا قال؟
أعرب السفير الصيني لدى السعودية، تشانغ هوا، عن اهتمام بكين بتعزيز التعاون مع المملكة العربية السعودية في مجالات متعددة، بما في ذلك صناعة السيارات الكهربائية، وأوضح أن الناتج المحلي الإجمالي للصين شهد نمواً ملحوظاً، إذ ارتفع من 30 مليار دولار عند تأسيس الدولة إلى 17.8 تريليون دولار، ما جعل الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وأكّد “هوا” على التزام الصين بتعزيز نظام الانفتاح وتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة، مبدياً رغبة بلاده في المساهمة في إصلاح نظام الحوكمة العالمية.
كما أشار “هوا” إلى أن الشراكة الاستراتيجية بين الصين والسعودية دخلت مرحلة جديدة من التعاون العميق تحت قيادة البلدين، وهنأ المملكة بمناسبة اليوم الوطني الرابع والتسعين، وتحدث عن الزيارة الأخيرة لرئيس مجلس الدولة الصيني، لي تشيانغ، إلى السعودية، وما أتاحته من فرص لتعزيز العلاقات الثنائية.
اقرا أيضاً: هل ستصبح مبيعات النفط السعودي باليوان قريباً؟
ودعا السفير إلى توسيع نطاق التجارة والاستثمار بين البلدين، مشيراً إلى أهمية «عام الثقافة الصينية – السعودية 2025»، وإلى أن العلاقات بين الصين والسعودية تاريخية ومتطورة، مع استغلال الآليات المشتركة لتعزيز التعاون في مجالات الطاقة والاستثمار والثقافة.
كما ذكر السفير أن الصين تعد أكبر شريك تجاري للسعودية، حيث تجاوز حجم التبادل التجاري 100 مليار دولار على مدار العامين الماضيين، مؤكداً أن التعاون يمتد ليشمل مجالات مثل صناعة السيارات والطاقة المتجددة، حيث شهدت الواردات السعودية من السيارات الصينية نمواً كبيراً.
وفيما يتعلق بالطاقة المتجددة، أوضح السفير الصيني أن الشركات الصينية تساهم حالياً في تطوير مشاريع الطاقة الشمسية بالمملكة، مثل محطة الطاقة الكهروضوئية «الشبحة»، وتعمل شركات صينية مع صندوق الاستثمارات العام السعودي على إنشاء شركات مشتركة لتعزيز مشاريع الطاقة المتجددة في السعودية.
اقرأ أيضاً: تعاون سعودي صيني لتوطين صناعة المركبات
وفي مجال التعليم، أكد “هوا” على إدراج اللغة الصينية ضمن المناهج الدراسية في السعودية، مشيراً إلى تطوير تعليم اللغة الصينية في المملكة وزيادة عدد السعوديين الراغبين في تعلمها، فيما تناول التعاون السياحي بين البلدين، إذ وقعت مذكرة تفاهم لتسهيل السياحة الجماعية الصينية إلى السعودية.
ختاماً، يشار إلى السفير الصيني لدى السعودي “هوا” كان قد تطرّق في حديثه للأزمة في البحر الأحمر، والقضيّة الفلسطينية، إذ شدّد على ضرورة تهدئة التوترات وحماية الملاحة، مع الإشارة إلى أهمية الأمن في هذا الممر التجاري، والتأكيد على دعم الصين لحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة، داعياً إلى الإسراع في عقد مؤتمر دولي للسلام لتحقيق ما يدعى بـ «حل الدولتين».
اقرأ أيضاً: أسبوع التجارة الصيني 2024: نحو مستقبل اقتصادي مشترك بين الصين والسعودية