توفر المحميات الطبيعية ملاذاً آمناً للعديد من الأنواع النباتية والحيوانية المهددة بالانقراض، وهو ما يسهم في إبقاء النظم البيئية متوازنة. كما تلعب المحميات دوراً حيوياً في تعزيز السياحة البيئية، وفي المملكة يجري العمل على إقامة المحميات التي تمتاز بطبيعتها الخلّابة والتنوع البيئي الفريد، ومن المحميات السعودية هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبد الله الملكية التي افتتحت جناحها المشارك في الدورة الحادية والعشرين من معرض أبو ظبي الدولي للصيد والفروسية في دورته الحادية والعشرين، الذي يجري خلال الفترة من 31 آب حتى 8 أيلول 2024.
ويضم جناح هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبد الله الملكية أبرز برامجها السياحية: محمية الشمال والتي تعتبر أول محمية للصيد المستدام في المملكة، كرفانات الحسكي التي تعدّ تجربة فريدة وسط الطبيعة، أنشطة التخييم، والتجارب الاستثنائية كمشاهدة النجوم في منطقة السماء المعتمة.
وتهدف الهيئة من مشاركتها في معرض أبو ظبي الدولي للصيد والفروسية إلى إشراك المجتمع المحلي في الحفاظ على البيئة، وإظهار المحميات السعودية كوجهة رائدة للسياحة البيئية، والجهود التي تبذلها لحماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية.
زوار المعرض سيكونون على موعد مع قصة نجاح المحمية في استعادة التوازن البيئي وصون التنوع الطبيعي للكائنات الفطرية والغطاء النباتي وحماية التراث.
ويعتبر معرض أبو ظبي الدولي للصيد والفروسية الحدث الأكبر من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يحتفي بمشاركة 65 دولة بجميع ممارسات الصيد التقليدية والفروسية والعادات والتقاليد ذات الصلة بالصيد والصحراء.
كما يتم عرض المعدات والتجهيزات والأدوات والملابس الخاصة بأنشطة الصيد بالصقور وعروض الخيل والأسلحة النارية، وصيد الأسماك، والرماية والتخييم، والقيادة في المناطق الصحراوية. كما يتضمن العروض الثقافية الإماراتية التقليدية لفنون الأداء بأنواعها، والحِرف اليدوية، ومجموعة نادرة من الأسلحة التراثية مثل الرماح والسيوف.
محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية هي إحدى المحميات السعودية الملكية ذات بيئة فريدة وتراث غني وطبيعة خلابة، تأسست هيئة تطوير المحمية عام 2018 للحفاظ على بيئة طبيعية ونباتية مزدهرة وحياة فطرية سليمة ومستدامة، وتنشيط السياحة البيئية، والحد من الصيد والرعي الجائر ومنع الاحتطاب.
وتعدّ محمية الإمام تركي بن عبد الله الملكية، ثاني أكبر المحميات الملكية بمساحة 91,500 كم2، وتضمّ أكثر من 138 نوعاً من الكائنات الفطرية، وما يزيد على 179 نوعاً نباتيّاً، تقع المحمية في الجهة الشمالية الشرقية من المملكة، يتواجد فيها طائر الحبارى إلا أنه نادر، أما الغطاء النباتي فهو يمتاز بوجود أشجار الطلح والسدر، والشجيرات الأخرى مثل العوسج والعرفج والرمث.
وفي آخر نشاطاتها، أقامت هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية مبادرة تشجير بمشاركة أكثر من مئة متطوع من المجتمع المحلي وبالتعاون مع مكتب تعليم محافظة بقعاء،
المملكة في إطار مبادرة السعودية الخضراء، التزمت بحماية 30% من مناطقها البرية والبحرية بحلول عام 2030، والتعاون مع منظمات رائدة عالمياً في حماية التنوع البيولوجي في مجال إنشاء محميات سعودية على مراحل، إذ تشكّل المحميات 13.5% من إجمالي مساحة المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى المساهمة في مستهدفات زراعة الأشجار في المملكة بما يزيد على 80 مليون شجرة بحلول 2030.
ووفق هذه المستهدفات، ستقوم المحميات الملكية بحماية وإعادة توطين أكثر من 30 نوعاً من الحيوانات المحلية المعرضة للخطر والمهددة بالانقراض وستسهم في توفير العديد من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة للمجتمعات المحلية في المحميات الملكية.
كما يوجد في المملكة 8 محميات سعودية ملكية تتنوع بين الصحاري والغابات والجبال والمساحات البحرية، وهي محميات: الإمام فيصل بن تركي، الإمام عبد العزيز بن محمد، الإمام سعود بن عبد العزيز، الإمام تركي بن عبد الله، الملك عبد العزيز، الملك سلمان بن عبد العزيز، الأمير محمد بن سلمان الملكية، ومحمية الملك خالد
وستساهم حماية المناطق البرية والبحرية في الحفاظ على الأنواع النباتية والحيوانية المتنوعة في المملكة، إذ بلغت مساحة المناطق البرية والبحرية المحمية حالياً66,000 كم2، وتم تخصيص 25 مليون دولار لحماية النمر العربي، وتم إطلاق1,669 حيواناً في البرية منذ عام 2021، ومن المقرر إنشاء محمية بحرية طبيعية على سواحل البحر الأحمر بمساحة 6,693 كم2.
اقرأ أيضاً: السعودية تعلن إنشاء أكبر محمية نباتية في العالم