في قلب المدينة المنورة، وتحديداً بجوار مسجد قباء، تألقت نساء وفتيات المنطقة في فعاليات معرض موسم تمور المدينة المنورة 2024، وأضفن لمسة فريدة من الإبداع والحيوية من خلال تنظيم ورش عمل متنوعة في مجالات الفنون والطهي والتذوق، ناثرين في جو هذا الحدث المميز الحماس والتفاعل.
لم يقتصر دور المرأة في معرض الموسم على تقديم الفنون والمأكولات، بل امتد ليشمل تنظيم تدفق الزوار، كما كانت مشاركتهن في تسويق وعرض الأصناف المتعددة من التمور وصناعاتها التحويلية، دليلاً على تفانيهن وإبداعهن في إبراز تراث المنطقة وثقافتها الغنية.
وتعليقاً على ذلك، أشارت الطاهية عنايات عنبر خان، التي تمتلك خبرة تزيد عن 17 عاماً في هذا المجال، إلى أن ورش العمل التي تقدمها حول الصناعات التحويلية والشعبية من التمور تعزز من مستوى المهارات والمعرفة وتساهم في تبادل الخبرات بين الزائرات من مختلف الأعمار، مفيدةً بأن ركن التذوق والطهي يوفر استشارات غذائية تتعلق بالقيمة الغذائية للتمو، إضافة إلى مجموعة متنوعة من الوصفات.
من جانبها، عبرت ملاك الجهني، إحدى بائعات التمور، عن فرحة كبيرة لا توصف بمشاركتها للمرة الثانية في المعرض، مشيرة إلى أن الخبرات التي اكتسبتها سابقاً أسهمت بشكل كبير في زيادة مبيعاتها، كما ساعدتها على تطوير مهاراتها في التسويق، مؤكدة أنها تسعى لتلبية احتياجات الزوار من التمور الشهيرة والمرغوبة.
اقرأ أيضاً: تمكين المرأة السعودية 2024: حقوق وتمثيل دولي
وفي المعرض، شاركت مجموعة من السيدات المبدعات في مجالات الخياطة والتطريز والنقش ونحت الخشب، حيث قدمن عرضاً مميزاً يبرز مهاراتهن المهنية، كما دربن زوار المعرض وقدمن هدايا تحفيزية للضيوف.
وفي أركان الأسر المنتجة، عُرِض أكثر من 30 صنفاً من الأطباق الشعبية، مثل الحيسة، الفتة، تراميسو التمر، البسبوسة، والمعمول، إضافة إلى مجموعة متنوعة من العصائر الطبيعية المستخلصة من التمور.
وكان معرض موسم تمور المدينة والفعاليات المصاحبة له قد نُظِّم خلال الفترة من 2 إلى 16 أكتوبر، تضمن المعرض أجنحة لبيع التمور ومنتجاتها، ومنطقة لتذوق التمور، وسوقاً تراثية، فضلاً عن عروض فنية وثقافية، وأركان للأطفال، وورش عمل فنية.
هذا المعرض، الذي جاء ضمن فعاليات موسم التمور في المنطقة، هدف إلى تحفيز قطاع التمور وزيادة الإنتاج، وتشجيع الاستثمارات، وساهم في رفع الناتج المحلي الإجمالي من إنتاج التمور بمختلف أصنافها، خاصة في المدينة المنورة، التي تحمل مكانة تاريخية في هذا المجال، كما عمل على دعم المحتوى المحلي وإيجاد بيئة استثمارية جاذبة.
وقد أتيح للمستثمرين والمزارعين مساحة متميزة للمشاركة في المعرض، الذي احتفل بالزراعة المحلية والابتكار والتقاليد، ما يؤكد على دغمه الصناعات المحلية من مختلف الفئات، كما يعتبر وجهة مميزة مثرية لسكان وزوار المنطقة.
اقرأ أيضاً: بريدة للتمور: نظام رقمي لتنظيم البيع و80 فرصة عمل جديدة
ومن الفعاليات المهمة التي احتضنها موسم التمور أيضاً، تبرز فعاليات معسكر «وِرث»، الذي هدف إلى تعزيز الوعي بأهمية الحرف اليدوية والفنون التقليدية في مناطق المملكة، واستعرض حرفة وفن «الخوصيات»، حيث تم عكس فنونه وإحياؤها، مع إتاحة الفرصة لرواد الحرفة من أبناء المنطقة لمشاركة إبداعهم وحرفتهم مع المجتمع، كما سعى المعسكر للحفاظ على البيئة واستدامتها من خلال إعادة تدوير مخلفات النخيل، وتشجيع وإشراك المجتمع المحلي.
شهد الموسم أيضاً مزادات لحصاد أكثر من 29 ألف مزرعة، مع تسليط الضوء على مجموعة من أصناف التمور مثل العنبرة، والعجوة، والصفاوي، والبرحي، والخضري، والسكري، والمجدول.
ويأتي موسم تمور المدينة المنورة، الذي يستمر لمدة ثلاثة أشهر، ضمن فعاليات «مواسم تمورنا»، بهدف تحسين قطاع التمور والعمل على زيادة الإنتاج وتشجيع الاستثمار والمساهمة في رفع الناتج المحلي الإجمالي وخاصة في منطقة المدينة المنورة، لمكانتها تاريخية في إنتاج التمور، إذ تضم المدينة 5.6 مليون شجرة نخيل، وتنتج سنوياً حوالي 263 ألف طن من التمور.
جدير بالذكر أن السوق المركزي للتمور في المدينة المنورة، يشهد تطبيق نظام إلكتروني للأسواق الموسمية، يهدف إلى تنظيم تداول التمور بين المزارعين والمشترين ومزوّدي خدمات التسويق، ويشمل النظام إصدار البطاقات والتصاريح، تسجيل وفرز الكميات، وجدولة المواعيد، مع تخصيص منطقة للمزاد لضمان حقوق جميع الأطراف، كما يوفر عرض المنتجات على منصات متحركة وخدمات حكومية متعلقة بالزراعة، إضافة إلى خدمات تمويلية ولوجستية.
اقرأ أيضاً: مهرجان التمور الأول في نجران ينطلق برعاية أمير نجران