بين تعقيدات المشهد السوري وآمال شعوبٍ تبحث عن السلام، تفتح الكويت أبوابها لاجتماع خليجي مصيري يجمع وزراء الخارجية في محاولة لنسج خيوط مستقبل جديد، حيث تتقاطع المواقف وتتلاقى الرؤى لإيجاد حلول تحفظ وحدة البلاد وتصون كرامة شعبها.
فمن زيارات دبلوماسية مفاجئة إلى اتصالات هاتفية تعيد وصل ما انقطع، يشهد الإقليم تحركات مكثفة تعكس إرادة سياسية لإعادة سوريا إلى موقعها الطبيعي، وبين الأمل والحذر، يبقى السؤال: هل سيكون هذا الاجتماع بداية صفحة جديدة في تاريخ الشعب السوري؟ أم مجرد محطة أخرى في طريق طويل؟
وفي التفاصيل، أفادت مصادر مطلعة بأن وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي سيجتمعون يوم غد الخميس في الكويت، وذلك لمناقشة آخر تطورات الأوضاع في سوريا، ويأتي هذا الاجتماع في ظل موقف خليجي داعم للشعب السوري منذ سقوط سلطة بشار الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر الجاري، حيث أكدت دول الخليج تضامنها مع خيارات السوريين.
من جانبها، أوضحت وزارة الخارجية السعودية في بيان رسمي موقف المملكة الثابت «لدعم الشعب السوري وخياراته خلال هذه المرحلة الحساسة من تاريخه»، داعية المجتمع الدولي إلى الوقوف بجانب السوريين وتجنب التدخل في شؤونهم الداخلية.
وشدد البيان على ضرورة «تنسيق الجهود للحفاظ على وحدة سوريا وسلامة شعبها، وحمايتها من الفوضى والانقسام»، مشيراً إلى دعم المملكة لكل الخطوات التي تسهم في تحقيق أمن واستقرار سوريا والحفاظ على سيادتها واستقلالها.
كما تناول الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، في اتصال هاتفي مع نظيره المصري بدر عبد العاطي يوم الاثنين، مستجدات الملف السوري، وناقش الطرفان آخر التطورات السياسية والميدانية، وفقاً لما ذكره بيان الخارجية المصرية.
اقرأ أيضاً: أزمة نفط في سوريا والسعودية تتعهد بالحل
وفي ذات السياق، زار محمد الخليفي، وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية دمشق يوم الاثنين على رأس وفد دبلوماسي لإجراء مباحثات مع المسؤولين السوريين، وأشار المتحدث باسم الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، عبر منصة «إكس»، إلى أن الزيارة تأتي بعد قطيعة دبلوماسية استمرت 13 عاماً، مؤكداً أن قطر ملتزمة بتقديم الدعم للشعب السوري.
وذكر الأنصاري أن طائرة الوفد كانت أول رحلة تابعة للخطوط الجوية القطرية تصل إلى مطار سوري منذ سقوط السلطة، كما أشار إلى أن فريقاً فنياً للطيران رافق الوفد لتقييم جاهزية مطار دمشق الدولي لاستئناف الرحلات بين البلدين، مع عرض قطر تقديم الدعم الفني اللازم لإعادة تشغيل المطار.
من جهة أخرى، أجرى الشيخ عبد الله بن زايد، وزير الخارجية الإماراتي، اتصالاً هاتفياً مع نظيره السوري الجديد أسعد الشيباني، وناقش الطرفان سبل تعزيز العلاقات الثنائية، حيث أكد الشيخ عبد الله على أهمية وحدة سوريا وسيادتها، مشدداً على دعم الإمارات للجهود الرامية إلى تحقيق انتقال سياسي شامل يلبي تطلعات الشعب السوري نحو الأمن والتنمية.
وفي ختام الاتصال، أشار الشيخ عبد الله إلى التزام الإمارات بإعادة الأمل للسوريين والعمل على تحقيق مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً.
اقرا أيضاً: السعودية تستنكر الاعتداءات الإسرائيلية على سوري
وفي سياق متصل، بحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، مع نظيره المصري بدر عبد العاطي، مستجدات الأوضاع على الساحة السورية عبر اتصال هاتفي
ووفق بيان صادر عن الخارجية المصرية، أكد عبد العاطي على «أهمية دعم الدولة السورية خلال هذه المرحلة الفاصلة في تاريخ سوريا الشقيقة، وضرورة احترام سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها، وتمكين مؤسساتها الوطنية من الاضطلاع بدورها، وتبني عملية سياسية شاملة بملكية وقيادة سورية يشارك فيها جميع مكونات الشعب السوري لاستعادة الاستقرار في أراضي سوريا كافة».
وبالتوازي مع نقاش المسألة السورية، ناقش الوزيران التطورات الأخيرة في قطاع غزة، واستعرض الوزير عبد العاطي «جهود مصر المكثفة مع الأطراف المعنية للتوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار، ونفاذ المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى القطاع».