جهود علمية متواصلة وقدرات استثنائية وإصرار كبير على التفوق قاد شباباً مبدعين للتميز في المحافل العلمية الدولية، وحصد الميداليات الواحدة تلو الأخرى، والتي جاءت تتويجاً لجهود مؤسسات وجهات وطنية عملت معاً لتحفيز طلاب المنتخب السعودي على تقديس العلم وتوظيف إمكاناتهم في المكان الذي يخدم مجتمعهم ووطنهم.
إذ حاز المنتخب السعودي على 3 ميداليات برونزية، في أولى مشاركة للمملكة في أولمبياد علم الفلك والفيزياء الفلكية الدولي المنعقد في مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل بمشاركة أكثر من 250 طالباً وطالبةً، من 50 دولة.
ويعتبر الأولمبياد الدولي لعلم الفلك والفيزياء الفلكية أحد المنافسات العالمية لطلبة المدارس الثانوية، انطلق لأول مرة عام 2006 في تايلند، وكانت المملكة شاركت العام الماضي بفريق مراقبين، استعداداً لخوضها المسابقات هذا العام.
ومثل المملكة العربية السعودية في الأولمبياد الذي انطلق في 18 من الشهر الجاري منتخب من طلاب وطالبات المرحلة الثانوية، أعمارهم دون العشرين عاماً، وذلك بشراكة استراتيجية بين مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع “موهبة” ، وهيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، ووزارة التعليم، إذ يمر الطلاب بعدد من الملتقيات والتدريب المكثف، ليتم بعدها اختيار الطلاب حسب أدائهم للمشاركة في المسابقات الدولية.
وخاض المشاركون في الأولمبياد اختبارين، أحدهما نظري لقياس معرفة المشاركين وفهمهم لعلم الفلك والفيزياء الفلكية، والآخر عملي مخصص لرصد الأجرام الفلكية وتحليل البيانات.
كما حصد المنتخب السعودي للمواصفات ميدالية برونزية وجائزة شرف في أول مشاركة له في أولمبياد المواصفات الدولي الذي انطلق في كوريا الجنوبية من 12 حتى 14 آب الجاري، بمشاركة 200 طالب وطالبة من 11 دولة.
وشاركت المملكة بمنتخب مكون من 9 متسابقين من طلاب وطالبات المرحلتين الثانوية والمتوسطة، خاضوا مراحل تمهيدية قبل ترشيحهم للمنافسة.
وبدأ أولمبياد المواصفات كمسابقة محلية في كوريا الجنوبية عام 2006م، ليتحول عام 2014 إلى منافسة دولية مفتوحة تجري سنوياً لطلبة المرحلتين المتوسطة والثانوية، يهدف إلى إظهار معرفة المتسابقين بعالم المواصفات، وتبادل الأفكار الجديدة حول المعايير والتكنولوجيا.
اقرأ أيضاً: بـ 19 ميدالية منذ 2020.. السعودية تتصدر مسابقات الأولمبياد العلمية
وفي الفلبين، حقق المنتخب السعودي للعلوم النووية ميدالية فضية وثلاث ميداليات برونزية في أولمبياد العلوم النووية 2024، بنسخته الأولى المنعقدة في مدينة كلارك، بمشاركة 55 طالباً، من 14 دولة. وتضمن الأولمبياد اختبارين على مدى يومين، أحدهما نظري لمدة خمس ساعات، والآخر تجربة عملية مبتكرة أو محاكاة لتجربة في ذات المجال.
وفي السعودية، حقق المنتخب السعودي للكيمياء 4 جوائز عالمية في أولمبياد الكيمياء الدولي 2024 في دورته الـ 56 التي أقيمت في الرياض بمشاركة 333 طالبًا وطالبة من 90 دولة، ليرتفع بذلك رصيد المملكة من الجوائز التي حصدتها من النسخ التي شاركت بها في أولمبياد الكيمياء الدولي إلى 15 ميدالية فضية و28 ميدالية برونزية، وشهادتي تقدير.
ونظمت أولمبياد الكيمياء الدولي للعام 2024 مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع “موهبة”، بشراكة استراتيجية مع وزارة التعليم، وجامعة الملك سعود، وبرعاية حصرية من الشركة السعودية للصناعات الأساسية “سابك”.
ويعتبر هذا الأولمبياد الذي انطلق عام 1968 أكبر مسابقة دولية لطلاب وطالبات التعليم الثانوي في مجال الكيمياء، ينعقد سنوياً في بلد مختلف، ويهدف إلى تعزيز سبل الاتصالات الدولية في الكيمياء، وتحفيز أنشطة الطلاب المهتمين بالكيمياء عن طريق توفير الحلول المستقلة والإبداعية للمسائل الكيميائية.
هذه الإنجازات التي أضاء بها المنتخب السعودي سماء المملكة العربية السعودية، جاءت بدعم من “موهبة”، التي تهدف لاكتشاف ورعاية الموهوبين والمبدعين في المجالات العلمية ذات الأولوية التنموية، وبناء منظومة للموهبة والإبداع محلياً وإقليمياً وعالمياً، إذ يتم اكتشاف أكثر من 13 ألف طالب وطالبة موهوبين من بين عشرات الألوف الذين يخضعون بالتعاون مع وزارة التعليم للبرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين في أكثر من 100 مدينة وقرية في المملكة.
كما تقدم مؤسسة موهبة 20 مبادرة مختلفة لرعاية الموهوبين يستفيد منها آلاف الموهوبين سنوياً، لتبني بذلك قاعدة بيانات وطنية عن الطلاب الموهوبين لتتم متابعتهم بعد تخرجهم من الجامعات.
ومنذ تأسيسها استطاعت مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع رعاية أكثر من 54 ألف طالب وطالبة، وتحقيق إنجازات في المسابقات العلمية الدولية، إذ حصل طلاب المملكة على 397 ميدالية وجائزة في المسابقات العلمية الدولية، وطوروا أكثر من 16 ألف فكرة، وحصلوا على 15 براءة اختراع، وتم قبول أكثر من 1000 طالب وطالبة في أفضل 50 جامعة دولية مرموقة، في تخصصات نوعية تتوافق مع احتياجات خطط التنمية الوطنية.
اقرأ أيضاً: السعودية: اختيار 300 ألف طالب للتدريب على الذكاء الاصطناعي