تتجه الموضة في السعودية نحو بعد جديد مع تبنيها لعناصر الاستدامة وتشجيع المواهب الصاعدة، وهو ما تلتزم به هيئة الأزياء السعودية، إحدى هيئات وزارة الثقافة، التي تحرص على تقديم كل ما هو جديد ويعكس أصالة التراث السعودي وينسجم مع المعطيات الحديثة في المجال.
وفي السياق أعلنت مؤخراً مسابقة إحياء التراث السعودي، التي أطلقها برنامج 100 براند سعودي، عن أسماء الفائزات فيها، تحت قبة المقر الإبداعي في حي جاكس بالدرعية (JAX District).
وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ حي جاكس عبارة عن منطقة صناعية في الرياض وبالتحديد ضمن محافظة الدرعية، جرى تجهيزها لتكون بمثابة حاضنة فنون، تشمل المعارض الداخلية والخارجية، والاستديوهات وكل ما يتبع ذلك من مرافق، لدعم الإبداع والمبدعين، عبر توفير بيئة جامعة ومدعومة بالنشاط الإعلامي اللازم ومراكز وفعاليات مصاحبة، تؤمن التبادل الفكري والثقافي بين المؤسسات والمعارض المحلية والدولية ما يعزز الحالة الإبداعية في قطاع الفنون بالمملكة.
وبالعودة إلى برنامج 100 براند سعودي الذي يتحرك بخطوات ثابتة تتصف بالتراكم، جاءت مسابقة إحياء التراث السعودي، والتي أعلنت الهيئة عنها في نهاية شهر يوليو الفائت، ودعت من خلالها الراغبين بالمشاركة في صناعة الأزياء التي تعبر عن الاستدامة والإرث الثقافي الوطني في المملكة.
وأتاحت المسابقة للمشاركين الفرصة ليس فقط لتقديم تصاميمهم الفريدة، بل إضافة لمسة خاصة لها من خلال استخدام أحجار الكريستال، لتقديم خلطة من التراث والفن الأصيل الممزوج بالعناصر الكلاسيكية الدولية، وتتميز منتجات الشركة الرائدة في إنتاج الزجاج الرصاصي أو ما يعرف بالكريستال “سوارفسكي” (SWAROVSKI) بعلو جودتها وكونها مصنوعة بإتقان، إذ تشاركت هيئة الأزياء ممثلة ببرنامج 100 براند سعودي مع الشركة النمساوية لإطلاق مسابقة إحياء التراث السعودي خلال الأشهر السابقة.
اقرأ أيضاً: باريس تشهد ولادة جديدة للإبداع السعودي في مبادرة 100 براند
وكانت المسابقة قد مرت بسلسلة من الخطوات بدأت في السادس والعشرين من أغسطس، وهو تاريخ اللقاء التعريفي الافتراضي، الذي عرف المتسابقين على المتطلبات والأهداف وراء المسابقة، تبع ذلك عدد من الورشات الإرشادية في مدينة الرياض بين الثاني والرابع من سبتمبر الفائت، والتي قدمها مجموعة من خبراء العلامة التجارية الدولية سواروفسكي، ومع انتهاء الورش بدأت مرحلة متابعة افتراضية كخطوة ثالثة خلال يومي 17 و18 سبتمبر، والتي قدمها الخبراء بغرض تقييم أعمال المشاركين، وتميزت بأنها كانت موجهة للأفراد.
وكان من المقرر أن يتم إغلاق المرحلة الأخيرة في الخامس والعشرين من سبتمبر، ولكن التحكيمات وإعلان النتائج تأخرت حتى الثالث من أكتوبر 2024، وهذا كان خاضعاً على مايبدو لكثافة المشاركات وجودة التصاميم التي صعبت المهمة على لجنة التحكيم، التي أفصحت عن أسماء خمس سعوديات شاركن في المسابقة وتصدرت هذه الأسماء المصممة هبة باعطية التي حازت على فرصة تدريب في دار الهنوف بجدة، وهي واحدة من دور الأزياء المرموقة في السعودية.
وفي السياق تصب جهود البرنامج في رعاية المواهب وتشجيعها للمحافظة على الهوية الثقافية للسعودية، إلى جانب تنمية الوعي المعرفي لديها في مجالات الأزياء، وتحفيز هذه المواهب على تقديم إنتاجها الإبداعي ضمن بيئة داعمة ومتجددة، سمتها الرئيسة الانفتاح على كل ماهو جديد دون إهمال الماضي.
ومن بين الفائزات بالمراتب الخمس الأولى العنود آل جابر، تليها لمى الحبشي، وريم بشاوري، وروان اليامي، وحظيت المصممات الخمس بفرصة المشاركة في مسابقة دولية تنظمها سواروفسكي لموسم 2025 الربيع والصيف، والتي تتبنى موضوعة فن الشوارع (Street Art)، لتصميم الملابس الجاهزة.
وبالعودة إلى المسابقة الحالية والتي أعلنت عن نتائجها في مرحلتها الأخيرة، لابد من الإشارة إلى أن مكون العمارة السعودية الذي اعتمدته تصاميم المشاركين كمفهوم أساسي، جرى اختياره من قبل القائمين على المسابقة لكونه موضوعاً غنياً وزاخراً بالتفاصيل، ومن المأمول أن ينتج عن المسابقة في نسخها القادمة الإفصاح عن المواهب السعودية في المجال، تمهيداً لتقديمها في مراحل لاحقة بالمحافل السعودية والعالمية.
ومن المنتظر خلال الفترة المقبلة إحياء الرياض لأسبوع الموضة والذي يشكل دعوة مفتوحة لكافة الوجوه الشابة في أنحاء المملكة للقدوم وعرض أفكارهم وإبداعاتهم، ورؤاهم لتطوير صناعة الأزياء في السعودية.
وتجدر الإشارة إلى أن هيئة الأزياء السعودية واحدة من هيئات وزارة الثقافة، التي تأسست عام 2020 بهدف تنظيم قطاع الأزياء ضمن استراتيجية موحدة الرؤية والأهداف، تعمل على وضع المعايير وإقامة المعارض والفعاليات، أما برنامج 100 براند سعودي فقد دخل دورته الثالثة حالياً وفي جعبته من الإنجاز ما يعينه على الاستمرار والتطور.
اقرأ أيضاً: موسم الرياض يشهد نزالات ليلة ملاكمة لاتينية بامتياز