وسط التحديات البيئية المتزايدة التي تواجه عالم اليوم، تتطلع الدول العربية إلى تعزيز التعاون والعمل المشترك لحماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة، وتأتي المملكة العربية السعودية في طليعة هذه الجهود، إذ تستضيف في مدينة جدة الدورة الـ 35 لمجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة، بمشاركة واسعة من الدول العربية والمنظمات الدولية المعنية.
وتنظّم هذه الاجتماعات بالتعاون بين وزارة البيئة والمياه والزراعة وجامعة الدول العربية، وتسلّط الضوء على القضايا البيئية الملحة في المنطقة، مثل التصحر وتغير المناخ والتنوع البيولوجي، بهدف التوصل إلى حلول مبتكرة ومستدامة تعزز من حماية البيئة في العالم العربي.
اقرأ أيضاً: الدرعية أرينا.. مشروع بمفاهيم فريدة يستلهم تفاصيله من البيئة والهوية السعودية
وفي التفاصيل، تستضيف المملكة العربية السعودية اليوم الأحد 13 تشرين الأول/أكتوبر الدورة الـ 35 لاجتماعات مجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة، والتي تنظمها وزارة البيئة والمياه والزراعة بالتعاون مع جامعة الدول العربية، وذلك في مدينة جدة خلال الفترة من 13 إلى 17 أكتوبر 2024.
سيترأس هذه الدورة المملكة، وستشهد مشاركة الوزراء العرب المسؤولين عن البيئة من الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، إضافة إلى ممثلين عن عدد من المنظمات الدولية ذات الصلة.
وستبدأ الاجتماعات بالاجتماع الـ 25 للجنة الفنية التابعة للمجلس خلال الفترة من 13 إلى 15 أكتوبر، يتبعها الاجتماع الـ 60 للمكتب التنفيذي في 16 أكتوبر، تحضيراً لانعقاد الدورة الـ 35 للمجلس في 17 أكتوبر، وسيتم خلال هذه الاجتماعات مناقشة عدد من القضايا البيئية ذات الأهمية للمنطقة العربية، بهدف التوصل إلى توصيات فعّالة بشأنها.
اقرأ أيضاً: منتدى البيئة الذكية 2024: بوابة المملكة نحو عالم التقنيات المتقدمة
هذا وستتناول الاجتماعات التحديات البيئية والحلول المعتمدة على الطبيعة، وما أنجز من قرارات خلال الدورة السابقة، إضافة إلى مناقشة الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالبيئة والتعاون العربي في مجالات مثل التصحر والتنوع البيولوجي وتغير المناخ.
كما ستتطرق الاجتماعات إلى التعاون مع مبادرة مجموعة العشرين العالمية للحد من تدهور الأراضي والحفاظ على المواطن الطبيعية، بالإضافة إلى التقدم في تنفيذ مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، ومشاركة الدول العربية في مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (COP 16) في الرياض، ومناقشة عدد من القضايا البيئية المطروحة من قبل الدول المشاركة.
يشار إلى أن رئاسة المملكة لهذه الاجتماعات تعكس دورها القيادي في تعزيز العمل البيئي العربي المشترك على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، إذ تواجه المنطقة العربية العديد من التحديات البيئية التي تؤثر على استدامة الموارد الطبيعية وحياة السكان، ومن بين هذه التحديات ظاهرة ارتفاع درجات الحرارة والجفاف وغيرها، بالإضافة إلى آثار التغيرات المناخية المتزايدة، فيما تأتي هذه القضايا في وقت تشهد فيه الدول العربية تحولات تنموية سريعة تتطلب تكامل الجهود البيئية والتنموية لتحقيق التنمية المستدامة التي تحمي البيئة وتضمن استمرارية الموارد الطبيعية.
اقرأ أيضاً:السعودية تتجه لتحويل المملكة إلى جنة خضراء
ومن الجدير بالذكر، أن المنظمات الإقليمية مثل جامعة الدول العربية تلعب دوراً محورياً في تنسيق السياسات البيئية وتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء، وذلك من خلال تبادل الخبرات وتطوير استراتيجيات وخطط عمل تساهم في تحسين جودة البيئة ودعم الاقتصادات الخضراء.
هذا وكانت قد أطلقت المملكة العربية السعودية مبادرة الشرق الأوسط الأخضر بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في عام 2021، وتهدف إلى التصدي لتغير المناخ وتعزيز الاستدامة البيئية في المنطقة، فيما ترتكز المبادرة على مجموعة من المشاريع والبرامج الطموحة التي تهدف إلى تحسين البيئة والحفاظ عليها وتحقيق التنمية المستدامة في الشرق الأوسط.
وتهدف المبادرة إلى تقليل الانبعاثات الكربونية في المنطقة بأكثر من 60% من خلال استخدام تقنيات الطاقة النظيفة وتعزيز كفاءة الطاقة، وزراعة 50 مليار شجرة لاستعادة الأراضي المتدهورة، منها 10 مليارات شجرة في السعودية، بالإضافة إلى حماية النظم البيئية البحرية والساحلية، مثل الشعاب المرجانية والأراضي الرطبة، وتحسين جودة الهواء من خلال مكافحة التصحر وتخفيض التلوث بهدف خلق بيئة صحية ومستدامة للأجيال القادمة، وذلك بالتعاون مع الدول الإقليمية والمنظمات الدولية.
اقرأ ايضاً: مبادرات استثمارية مستدامة لتوطين المناخ الأخضر