أطلق مركز الملك سلمان للإغاثة برنامج أمل التطوعي لتقديم الخدمات الطارئة والطبية في سوريا، بمشاركة أكثر من ثلاثة آلاف متطوع سعودي يقدمون أكثر من 218 ألف ساعة عمل تطوعي، وذلك لدعم ومساندة الشعب السوري في عدد من التخصصات.
ويضم البرنامج الذي يستمر لعام كامل ويستهدف كافة فئات المجتمع 104 حملة تطوعية في أكثر من 45 تخصصاً طبياً تغطي كافة احتياجات القطاع الصحي السوري، وبرامج تدريبية وتعليمية تهدف للتمكين الاقتصادي وتلبية الاحتياجات الأساسية للسوريين.
ويشمل البرنامج برامج التعليم والتدريب وبرامج التمكين الاقتصادي والدعم النفسي والإسعافات الأولية، وجراحات تخصصية احترافية على أيدي أطباء سعوديين وصلوا إلى سوريا أمس للبدء بإجرائها.
مركز الملك سلمان للإغاثة وقبل إطلاقه برنامج أمل التطوعي أجرى تقييماً للقطاع الصحي في سوريا، استغرق شهراً كاملاً، وكشف عن فجوة كبيرة يعاني منها هذا القطاع، وعجز في عدد من التخصصات، وقوائم انتظار طويلة.
ويعتبر البرنامج تجسيداً لشعور السعوديين تجاه أشقائهم، وتنفيذ مركز الملك سلمان للإغاثة لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لجهة الاستمرار بتعزيز العمل الإنساني والتطوعي، إذ وصل المركز إلى105 دولة و450 شريكاً حول العالم، وقدّم منذ نشأته عام 2018 مساعدات تجاوزت 7 مليارات و200 مليون دولار، استفاد منها أكثر من مليوني شخص.
اقرأ أيضاً: مساعي سعودية لرفع سريع للعقوبات عن سوريا
المملكة العربية السعودية سيرت منذ سقوط نظام الأسد في ديسمبر الماضي جسوراً جوية وبرية تحمل مساعدات إغاثية وطبية وغذائية وإيوائية لتخفيف الأعباء الإنسانية عن الشعب السوري وتوفير احتياجاته الأساسيةـ، بالتزامن مع إطلاقها برنامج أمل التطوعي .
وأكدت أن هذه المساعدات ليس لها سقف محدد، وستبقى مفتوحة حتى يستقر الوضع الإنساني في سوريا، مع الحرص على وصولها إلى إلى المحتاجين والمتضررين في جميع الأراضي السورية دون تفريق، مع وجود فرق مشرفة على هذه المساعدات وخطة رقابة وتقييم للتأكد من وصولها لمستحقيها بكميات كافية وجودة عالية.
وبلغ حجم هذه المساعدات التي أرسلتها المملكة العربية السعودية للشعب السوري حتى الآن 1,960 طناً عبر الجسرين البري والجوي، شملت سلالاً غذائية ودقيقاً وحقائب إيوائية وحقائب للعناية الشخصية وحقائب وملابس شتوية وبطانيات ومواد طبية.
وعبرت 14 شاحنة برية معبر نصيب الحدودي إلى سوريا يرافقها وفد سعودي لتقييم الاحتياجات الطبية في المستشفيات السورية، إذ تم إرسال الأدوية والمستلزمات الطبية والتجهيزات المتنوعة وفي مقدمتها أجهزة الرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية والأشعة السينية، وأدوية التخدير لاستمرار إجراء العمليات الجراحية.
كما سيرت المملكة 40 شاحنة محمّلة بالطحين لمساعدة المخابز على استمرار نشاطها وتوفير رغيف الخبز للأسرة السورية، مع الحرص على تزويدها بالوقود اللازم لمواجهة التحديات الراهنة التي يعاني منها قطاع الطاقة السوري.
اقرأ أيضاً: السعودية الثالثة عالمياً والأولى عربياً في قائمة مانحي المساعدات الإنسانية
مساعدات المملكة العربية السعودية للشعب السوري لم تتوقف عند برنامج أمل التطوعي وليست وليدة اللحظة، إذ قدمت المملكة منذ بداية الثورة السورية عام 2011 وحتى نهاية عام 2024 مساعدات إنسانية تجاوزت قيمتها 856.9 مليون دولار، شملت الغذاء والإيواء والرعاية الطبية والشخصية.
كما استضافت السعودية على مدى 13 عاماً 3 ملايين لاجئ سوري، عملت على توفير متطلبات الحياة الأساسية لهم ودمجهم في المجتمع وسوق العمل السعودي، فضلاً عن تقديمها المنح والمساعدات الإغاثية والإنسانية للنازحين في الدول المجاورة، والمتضررين جراء الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا عام 2023.
وعلى الصعيد السياسي دعت المملكة العربية السعودية لرفع العقوبات المفروضة على سوريا، والتي تعيق تحقيق عملية التنمية وإعادة إعمار البلاد، مع التأكيد على استمرارها في تقديم الدعم الإنساني والاقتصادي، وتعزيز قدرات المؤسسات الوطنية لتحقيق الاستقرار وإعادة الإعمار وتهيئة البيئة المناسبة لعودة اللاجئين السوريين.
كما أكدت السعودية على احترام سيادة سوريا ووحدة وسلامة أراضيها، وتبني عملية سياسية تشارك فيها جميع مكونات الشعب السوري لاستعادة الاستقرار والأمان في كافة أراضي الجمهورية العربية السعودية.
واستقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الأحد الماضي، الرئيس السوري أحمد الشرع في أول رحلة خارجية له بعد توليه رئاسة سوريا، وبحث الرئيسان مستجدات الأحداث في سوريا والسبل الرامية لدعم أمنها واستقرارها، وفرص تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، إلى جانب استعراض تطورات الأوضاع الإقليمية.
اقرأ أيضاً: الشرع يغادر الرياض بعد زيارة مميزة وناجحة.. ماذا جرى؟