يسعى برنامج قمم وهو أحد مبادرات هيئة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة السعودية، إلى تمكين القيادات الجامعية من ذوي الإعاقة في السعودية، ويحظى البرنامج برعاية خاصة من قبل عدد من الشركات المحلية والعالمية، ومن بينها شركة ماكنزي آند كومباني الدولية، التي تحتل مكانة الشريك المؤسس في المبادرة.
وبلغ عدد الدفعة التي تخرجت من المبادرة مؤخراً أكثر من 60 خريج وخريجة جامعية سعودية، وحصلوا على تكريم من المهندس أحمد بن سليمان الراجحي، وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في السعودية.
وكان المتدربون قد تلقوا تدريباً مكثفاً لتطوير مهارتهم القيادية، على يد عدد من القادة الملهمين في مجالات متنوعة، ويسعى برنامج قمم إلى استقطاب الطلاب والطالبات المميزين، وإعانتهم على تحقيق طموحاتهم المهنية، كي يقدموا ما لديهم ويشاركوا بفاعلية ضمن بيئات العمل التي ينخرطون فيها.
وفي ذات السياق يسعى البرنامج إلى خلق بيئة أعمال أكثر تكاملاً وتنوعاً، حتى تكون جاهزة لاستيعاب كافة أبناء المجتمع السعودي، على اختلاف مهاراتهم وملكاتهم.
اقرأ أيضاً: المعرض السعودي الدولي لمستلزمات الإعاقة والتأهيل: بوابة نحو عالم شامل للرعاية والتأهيل
وفي السياق احتفلت السعودية ممثلة بهيئة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة، باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، الموافق للثالث من ديسمبر من كل عام، عبر إقامة حفل حضره عدد من الشخصيات الرفيعة، وتوزع برنامج الحفل على عدد من الفقرات، التي سلطت الضوء على أهمية دعم حضور هذه الفئة في المجتمع السعودي، إلى جانب الإضاءة على الجهود المبذولة لدعم الأشخاص ذوي الإعاقة وتمكينهم.
ومن الجدير بالذكر أنّ الحفل احتفى بعدد من الشخصيات الناجحة، واستعرض قصصاً ملهمة تحدثت عن رحلتهم وكيف أنهم استطاعوا التغلب على الصعوبات وتحقيق النجاح.
وأكد المشاركون في الحفل على أهمية دور الأسرة في تنمية قدرات هؤلاء الأشخاص، وتوفير الدعم اللازم حتى يتمكنوا من أداء الأدوار المطلوبة منهم، وحتى يكونوا نموذجاً للنجاح على صعيد المملكة والصعيد الدولي.
وفي سياق مواز أكد المشاركون في الحفل على أهمية دور القيادة في خلق بيئة عمل تعزز الاندماج، وجرى عرض فيديو إرشادي، شارك فيه عدد من القيادات في المملكة والتي أكدت حرصها على تقديم الدعم والتسهيلات الكاملة لجعل رحلة الأشخاص ذوي الإعاقة أكثر قدرة وثباتاً.
وفي سياق متصل تستمر الهيئة بدعم الأشخاص ذوي الإعاقة، دون أن تقتصر جهودها على برنامج قمم الذي يعتبر واحداً من المبادرات التابعة للهيئة، وكانت الهيئة قد احتفلت باليوم العالمي تحت شعار، تعزيز قيادة الأشخاص ذوي الإعاقة من أجل مستقبل شامل ومستدام، إيماناً منها بأهمية القيادة الفاعلة لإنجاز مجتمع قادر على البناء والنهوض بالواقع نحو مستقبل واعد.
وتعمل الهيئة على وجه العموم لتوفير الخدمات التي قد يحتاجها الأشخاص من ذوي الإعاقة، إضافة إلى تقديم الرعاية التي يحتاجونها بأعلى المستويات الممكنة، إلى جانب اتخاذ كافة التدابير التي تضمن سلامتهم، وتمكينهم من الاعتماد على أنفسهم.
وتلتزم الهيئة من خلال أدائها لمهامها بتحقيق استراتيجية المملكة، في إطار رؤية 2030، التي تسعى لخلق مجتمع متناغم يحقق تكافؤ الفرص بين جميع أفراد المجتمع.
وبالعودة إلى برنامج قمم الذي تشير الأرقام المتعلقة به إلى نجاح ملحوظ، يتم بخطى ثابتة، إذ يبلغ عدد الجهات المنخرطة في أنشطة البرنامج أكثر من 40 شركة، وتطوع في البرنامج الذي تم تأسيسه في العام 2018 أكثر من 400 شخصية قيادية معروفة في القطاعين العام والخاص بالسعودية، والتي عملت على توفير مجموعة من الخدمات الإرشادية والاستشارية، لبناء مستقبل مهني واعد للأشخاص ذوي الإعاقة، إلى جانب المشاركة في عملية الانتقاء للقيادات التي ستدخل البرنامج.
ويحصل المشاركون في البرنامج على ستة مزايا، أولها التدريب على أيدي قيادات تعمل في شركات رائدة، عبر عدد من ورش العمل، وثانيها الإرشاد من خلال مجموعة من الجلسات الإرشادية حول المستقبل المهني لمتبعي برنامج قمم وهي فرصة مميزة للتواصل مع القادة مباشرة والتعلم منهم.
أيضاً يحصل متبعوا برنامج قمم على فرصة لزيارة الشركات الكبرى مثل سيسكو وغيرها، حتى يتعرفوا على أحدث طرق الإدارة وما يجري خلف الكواليس، ويحصل متبعوا البرنامج على التقدير من خلال الحصول على عدد من الأوسمة التقديرية في حفل كبير يحضره ممثلون عن الشركات الراعية للبرنامج، ومن الميزات الواعدة في البرنامج بناء شبكة من العلاقات من خلال الانتساب إلى شبكة الخريجين للبقاء على تواصل دائم مع الزملاء والمدربين، أما الميزة الأخيرة والتي تعتبر بمثابة بيضة القبان فهي حصول المتدرب على فرص مهنية من خلال نشر سيرته الذاتية على الموقع الالكتروني لبرنامج قمم، ومشاركتها مع عدد من أكبر المدراء التنفيذيين ومدراء الموارد البشرية في المملكة.
وفي الختام لابد من الإشارة إلى أنّ برنامج قمم قام بتخريج 6 دفعات منذ تأسيسه وحتى الآن، بمعدل 50 متدرب ومتدربة في كل دفعة، وعادة ما يتجاوز عدد المتقدمين الـ17 ألفاً في كل دفعة، ويخصعون جميعهم لمقابلتين شخصيتين من قبل كبار القادة التنفيذين في الشركات الراعية للبرنامج.