احتضنت الرياض في قمة «مياه واحدة» قادة العالم لمناقشة أزمة المياه التي تهدد الكوكب، وعلى هامش القمة، وبرعاية الأمير محمد بن سلمان، عُقدت لقاءات رفيعة المستوى بين السعودية وفرنسا وكازاخستان وباكستان وغيرها من الدول، ليتبادلوا الرؤى والخبرات في مواجهة الجفاف والتصحر، وغيرها من المجالات الأخرى، فالمملكة، بخبرتها الريادية في إدارة المياه، تطمح من خلال هذه القمة إلى أن تكون منارة للحلول المستدامة، لتؤكد للعالم أن التعاون هو الطريق الوحيد لضمان مستقبل مائي أفضل للأجيال القادمة.
في التفاصيل، عقد الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء السعودي، سلسلة من اللقاءات الثنائية مع قادة دول ومسؤولين كبار من كيانات دولية واقتصادية في العاصمة الرياض، وذلك في إطار قمة «مياه واحدة» التي جرى تنظيمها في المملكة.
وقد جمع الأمير محمد بن سلمان كلاً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ومجموعة من كبار رؤساء الشركات الفرنسية، والرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت، ورئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف، ورئيس وزراء منغوليا لوفسانامسراي أيون إردين، إلى جانب القائد الوطني للشعب التركماني، رئيس المجلس الشعبي قربان قلي بردي محمدوف، وأجايبال سينغ بانجا، رئيس مجموعة البنك الدولي، حيث تمت مناقشة قضايا عديدة تهم مختلف الجوانب الاقتصادية والبيئية.
وشمل لقاء الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس الفرنسي ماكرون بحث الجهود المشتركة لمكافحة التصحر وتبادل الخبرات والتقنيات المبتكرة، بالإضافة إلى مناقشة المبادرات الاقتصادية وتعزيز التعاون بين البلدين في مجال البحث والتطوير لمواجهة التحديات المائية، أما في اللقاء مع الرئيس الكازاخستاني، فجرى التركيز على تعزيز أوجه التعاون بين البلدين وتنسيق الجهود لضمان استدامة الموارد المائية، في ظل التحديات البيئية المتزايدة.
اقرا أيضاً: دعم سعودي فعّال لسورية.. والأمن الإقليمي على الطاولة!
كما ناقش الأمير محمد بن سلمان مع رئيس وزراء باكستان أوجه التعاون الثنائي، بما في ذلك جهود مواجهة تحديات المياه على مستوى إقليمي ودولي، وتناول اللقاء مع رئيس وزراء منغوليا فرص تعزيز التعاون الثنائي بما يخدم المصالح المشتركة، بينما جرى بحث العلاقات بين السعودية وتركمانستان مع القائد الوطني للشعب التركماني، وتركزت المباحثات على التنسيق لمواجهة التحديات البيئية مثل ندرة المياه.
وفي لقائه مع رئيس مجموعة البنك الدولي، أجايبال سينغ بانجا، بحثا سبل تطوير التعاون بين السعودية والبنك الدولي، مع التركيز على معالجة تحديات المياه وحماية الموارد المائية.
هذا وتؤكد استضافة السعودية لقمة «مياه واحدة» التي ترأسها بالتعاون مع الرئيس الفرنسي والرئيس الكازاخستاني ورئيس البنك الدولي دور المملكة القيادي في التصدي لتحديات المياه على مستوى العالم، وتسلط الضوء على التزامها بالاستدامة البيئية، فالقمة تمثل خطوة هامة في تعزيز التعاون الدولي في مجال معالجة قضايا المياه، وهو جزء من رؤية السعودية 2030 التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.
اقرأ أيضاً: تطورات المنطقة تتصدر مباحثات بن سلمان وبلينكن
وقد أكد ولي العهد السعودي في كلمته خلال القمة أن العالم يواجه تحديات كبيرة في قطاع المياه، مثل تفاقم مشكلات الجفاف والتصحر، ما يستدعي التعاون العالمي لوضع حلول مبتكرة لضمان استدامة مصادر المياه، كما أعلن عن استضافة السعودية للمنتدى العالمي للمياه في دورته الحادية عشرة في 2027، بالتعاون مع المجلس العالمي للمياه، إلى جانب تأسيس منظمة عالمية للمياه في الرياض لتعزيز الجهود الدولية في مجال الأمن المائي والعمل المناخي.
ختاماً، يشار إلى أن القمة تهدف إلى جمع قادة الدول والمنظمات والمؤسسات المالية والقطاع الخاص لمناقشة الحلول الممكنة لمواجهة تحديات المياه، وذلك في سياق التغير المناخي وتدهور البيئة، بما في ذلك التلوث وفقدان التنوع البيولوجي.
اقرأ أيضاً: السعودية وبريكس: محادثاتٌ مع روسيا ولقاءٌ في قلب الهند