بظلال التحديات الجيوسياسية التي تكتنف العالم، ومنطقة الشرق الأوسط تحديداً، تخطو السعودية وأمريكا خطوة جديدة باتجاه رسم ملامح جديدة للشراكة الاستراتيجية، فمن جدة إلى واشنطن، تتوحد الجهود لخفض التوترات الإقليمية، وردع التهديدات الأمنية، في مسعى مشترك لاستعادة الاستقرار وإرساء قواعد السلام.
وفي التفاصيل، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن وزير الدفاع لويد أوستن أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره السعودي الأمير خالد بن سلمان، وناقشا التحديات الأمنية في منطقة الشرق الأوسط، وسبل التعاون المشترك في مواجهة هذه التحديات.
ووفق بيان البنتاغون أكد الجانبان على أهمية تعزيز الشراكة الدفاعية بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، بهدف استعادة الاستقرار والهدوء في المنطقة، وشدّدا على أهمية مواصلة العمل المشترك لخفض التوترات الإقليمية وردع العدوان، مؤكدين التزامهما بتعميق التعاون الدفاعي بين البلدين لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
كما سلّط الجانبان الضوء على الجهود السعودية المستمرة لإنهاء الصراع في اليمن.
اقرأ أيضاً: إلى أين وصلت العلاقات السعودية الأمريكية الآن؟
وكان قد سبق الاتصال الأخير بين الجانبين، تأكيد سفير الولايات المتحدة لدى المملكة، مايكل راتني، أن العلاقات بين البلدين تتجه نحو مرحلة جديدة من التعاون المثمر، مشيراً إلى أن التعاون لم يعد محصوراً في مجالات الطاقة والنفط، بل توسع ليشمل قطاعات التكنولوجيا الحديثة والفضاء والاقتصاد الرقمي.
وحينها، أوضح “راتني” أن المملكة، تحت قيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تشهد تحولات جذرية في مختلف المجالات، وأن الولايات المتحدة تسعى لدعم هذه التحولات بما يخدم مصالح البلدين المشتركة.
وفيما يتعلق بالتعاون الدفاعي، أكد “راتني” أن البلدين يعملان معاً لتعزيز قدراتهما الدفاعية في مواجهة التحديات الإقليمية، خاصة تلك المتعلقة بالأنشطة الإيرانية.
وعلى الصعيد الأمني، أشار السفير إلى قرب إبرام اتفاق شامل يعزز الاستقرار في المنطقة، مع استعداد الإدارة الأمريكية لرفع الحظر عن مبيعات الأسلحة الهجومية للمملكة، وهو ما يشير إلى تحسن العلاقات بعد فترة من التوتر.
وفيما يتعلق بالعلاقات مع إسرائيل، كان قد أكد “راتني” أن السعودية تضع إقامة دولة فلسطينية كشرط أساسي لتطبيع العلاقات، مضيفاً أن الولايات المتحدة تدعم هذا الموقف وتعمل على الضغط لتحقيق «حل الدولتين».
اقرأ أيضأً: كيف استفادت السعودية من خفض أمريكا لأسعار الفائدة؟
ختاماً، يشار إلى أنه كان قد التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في مدينة جدة في 19 أيّار/مايو 2024، وخلال هذا الاجتماع، توصل الطرفان إلى صيغة «شبه نهائية» للاتفاقيات الاستراتيجية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة.
وتحدثت التقارير عن تجاوز البلدين أكثر من 90% من العقبات المتعلقة بالصفقة الأمنية الكبيرة، الامر الذي يعكس تقدماً كبيراً في مسار التعاون الاستراتيجي بين الرياض وواشنطن.
وعندما تحدث “راتني” عن الإطار الزمني المتوقع لإبرام الاتفاق النهائي بصورة كاملة بين الطرفين، أعرب عن أمله في إمكانية تحديد موعد محدد، لكنه قال: «نحن، وكذلك السعودية، نتمنى أن يتم التوصل إلى الاتفاق في أقرب وقت ممكن. لكن الواقع أن المنطقة معقد، وهنالك العديد من التحديات المتعلقة بالاتفاقية نفسها، لذا سنواصل العمل بأقصى جهد لتحقيق ذلك».