حصلت مدينة جدة على شهادة اعتمادها كمدينة صحية، لتكون أول مدينة كُبرى في الشرق الأوسط تحصل على هذه الشهادة، وذلك بعد استيفائها معايير برنامج المدن الصحية التابع لمنظمة الصحة العالمية
وكان نائب أمير منطقة مكة المكرمة الأمير سعود بن مشعل بن عبد العزيز قد تسلم شهادة الاعتماد من وزير الصحة فهد بن عبد الرحمن الجلاجل، مثمناً الدعم الحكومي الذي تلقته مدينة جدة لرفع مستوى الخدمات والارتقاء بجودة الحياة فيها، إضافة إلى تضافر جهود جميع القطاعات الحكومية والأهلية ومؤسسات المجتمع المدني على مدار عام ونصف لنيل شهادة الاعتماد التي من شأنها المساهمة في بناء مجتمع صحي وبيئي يتواكب مع رؤية المملكة 2030 ويحقق مستهدفاتها.
ويهدف برنامج المدن الصحية لتحسين جودة الحياة وجعل الصحة إحدى أهم أولويات المشاريع التنموية، بدأت مدينة جدة جهودها في هذا الإطار عام 2022 عندما شهدت توقيع اتفاقية تعاون ثلاثية بين محافظ جدة وممثل منظمةالصحة العالمية بالمملكة ووكيل وزارة الصحة للصحة العامة، أثمرت عن انطلاق البرنامج في أكتوبر من العام ذاته.
وعقدت الجهات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني اجتماعاً تنسيقياً تم على أساسه اختيار أربعة أحياء لتكون محطة تطبيق البرنامج كمرحلة أولية وهي: النهضة والشاطئ والحمراء والحي السكني بجامعة الملك عبد العزيز.
لتتوالى بعدها المبادرات والمشاريع الصحية المشتركة لتحقيق 80 معياراً موزعة على 9 محاور رئيسة شملت: تنظيم وتعبئة المجتمع للصحة والتنمية، التعاون والشراكة والدعوة بين القطاعات، أنشطة القروض الصغيرة، التعليم ومحو الأمية، التنمية الصحية، المياه والصرف الصحي، سلامة الأغذية وتلوث الهواء، مركز المعلومات المجتمعية، تنمية المهارات والتدريب المهني، بناء القدرات، والتأهب والاستجابة لحالات الطوارئ.
وأجرى خبراء برنامج المدن الصحية تقييماً أولياً كانت نتيجته 98.50 %، واستمرت وتيرة العمل حتى جاءت مرحلة التقييم النهائي في 6 فبراير 2024، على أيدي فريق خبراء المنظمة بإقليم شرق المتوسط، والتي استمرت 3 أيام تم فيها إقامة ملتقيات ومعارض وزيارات ميدانية للتأكد من تحقيق المعايير وتطبيقها.
وأخيراً جاءت النتيجة؛ حصول مدينة جدة على شهادة الاعتماد الدولية كأكبر مدينة في الشرق الأوسط، وأول مدينة تعتمد الأرشفة الإلكترونية لمعايير وشواهد ومستندات ملف الاعتماد بنسبة 100%، لتنضم جدة إلى محافظة الجموم التي حصلت عليها عام 2018، ومحافظة الطائف التي حصلت عليها عام 2020.
ووفقاً لنظام منظمة الصحة العالمية يجري كل ثلاثة أعوام إعادة تقييم المناطق الحاصلة على شهادة الاعتماد من برنامج المدن الصحية ، للتأكد من تطور وتحسن أداء البرنامج، الذي يهدف لتكون بيئة المدينة أو القرية في المستوى المطلوب، وهو ما يحتم التنسيق والعمل المشترك بين مختلف القطاعات ذات العلاقة، وتضافر جهود أفراد المجتمع لخدمة مدينتهم وتنمية الحياة فيها.
اقرأ أيضاً: السعودية تدشن مشروعاً في جدة يضم 3.3 مليون متر مربع مساحات مطورة
وتستمر جهود المملكة العربية السعودية لتسهيل الحصول على الخدمة الصحية ، وتحسين كفاءة وجودة هذه الخدمات، وتعزيز الوقاية ضد المخاطر الصحية، إضافة إلى سعي المملكة لتكون مركزاً عالمياً لمواجهة التحديات الصحية الحالية والمستقبلية.
وزير الصحة فهد بن عبد الرحمن الجلاجل، وخلال مشاركته في ملتقى الصحة العالمي الذي تشهده العاصمة السعودية الرياض، أعلن عن إطلاق اتفاقيات صحية استثمارية بأكثر من 50 مليار ريال، تسهم في معالجة التحديات العالمية الصحية، وترفع وتعزز من مستوى صحة المواطن، مشيراً إلى اعتراف منظمة الصحة العالمية بخلو المنتجات الغذائية في المملكة من الدهون المتحولة، وأن المملكة ممثلة بهيئة الغذاء والدواء أول دولة إقليمياً وصلت إلى مستوى النضج الرابع، في مجال تنظيم الأدوية واللقاحات كأعلى مستوى في تصنيف المنظمة.
ولفت وزير الصحة إلى تجاوز عدد المؤمنين صحيا ً في المملكة 12 مليوناً مع نهاية عام 2023، وذلك بحجم سوق يصل إلى 40 مليار ريال، مشيراً إلى نمو قطاع الأدوية السعودي بمعدل سنوي يلامس 10٪، وأنه من المتوقع أن يصل إلى أكثر من 72 مليار ريال في عام 2030، ليكون قطاع الأدوية السعودي الأسرع نمواً بين مجموعة العشرين.
كما أعلن عن منح الإقامة المميزة لأكثر من 2600 كفاءة صحية استثنائية في المملكة العربية السعودية، مبيناً أن نموذج الرعاية الصحية الحديث، يخدم حالياً 28 مليون مستفيد، وقدم أكثر من 50 مليون موعد عن طريق الخدمات الرقمية.
اقرأ أيضاً: تحقيقاً لرؤية 2030.. تصنيف أربع مدن سعودية ضمن المدن الأكثر حيوية عالمياً