جمانا الراشد نموذج للمرأة اللامعة بكل ما للكلمة من معنى، فعندما تستمع لحديثها تتلقى مجموعة من الأحاسيس أبرزها الثقة والأصالة والثقافة الطاغية إلى جانب الحضور الآسر، ربما هي بعض من خصال هذه الشخصية الفريدة التي أهلتها لشغل عدد من المناصب في مجال الإعلام، ولتكون واجهة للسعودية والداعم الأكبر للمشهد الإعلامي فيها.
من يطلع على رحلة جمانا الراشد سيجد مجموعة من العوامل اجتمعت لتشكل شخصيتها الفريدة، لكن ميزتها أنها استشفت ملامح الطريق باكراً ولم تسمح للعوائق إلا أن تكون معيناً لها، وتعاملت دوماً مع التحديات على أنها محض فرص، هو إحساس بالشغف يصل لمن يستمع لها وهي تتحدث عن المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام والتي تشغل منصب رئيسها التنفيذي.
اقرأ أيضاً: مرام طيبة لأرابيسك لندن: تعلمت أن أثق بنفسي وأكون حاضرة في اللحظة!
فعلى سبيل المثال لا الحصر قالت جمانا الراشد في تصريح لوسائل الإعلام عن مشاركة المجموعة في مهرجان ” كان لاينز” للمرة الأولى بأنها كانت مشاركة استكشافية، حاولت من خلالها الإطلاع على الفرص التي يمكن أن تقتنصها المجموعة، وهو ماحدث بالفعل في مشاركة المجموعة في العام التالي، إذ نجحت الراشد في استقطاب أسماء مهمة في عالم المؤثرين ووسائل الإعلام للعمل مع المجموعة، ولم تكتفي بذلك بل وعدت بالمزيد في المشاركات خلال المواسم القادمة.
أيضاً من يطلع على الكلمة الإفتتاحية التي ألقتها جمانا الراشد في افتتاح مهرجان البحر الأحمر السينمائي من قلب جدة، أمام أهم نجوم السينما العالميين، سيتأثر بحضورها المقنع والبسيط، فهي تتحدث بصدق وشغف ونية بناء لا تتوافر عند الكثير من القادة في مجال الإعلام، ما يجعلها نموذجاً ملهماً للنساء في المواقع القيادية، لاسيما أنها تعلن مراراً عن نيتها الأخذ بيد المواهب السعودية والإضاءة على عراقة وأصالة فكر مبدعي المملكة، وهو ما يعتبر الهدف الإستراتيجي الذي تتمحور حوله كل جهود الراشد.
وفي ذات السياق، تحمل الشابة السعودية الشغوفة بالقيادة، العديد من السمات التي أهلتها لتكون رقماً صعباً، فهي لا تتردد بالالتزام في تنفيذ المهام الموكلة إليها بكفاءة عالية وحماس منقطع النظير، كل هذا وهي لم تتجاوز بعد السادسة والثلاثين من عمرها.
أيضاً من المهم معرفة الخلفية الأكاديمية لهذه القائدة الإعلامية المميزة، إذ تحمل جمانا الراشد الماجستير في الصحافة الدولية منذ العام 2013 من جامعة سيتي في لندن، وكانت قبل ذلك درست العلوم السياسية في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية في المملكة المتحدة وتخرجت بدرجة بكالوريس في العام 2011.
وترى جمانا الراشد في منطقة المينا أي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ولاسيما السعودية، منجم ثروات بشرية لا سيما أن (35%) من تعداد السكان هم من فئة الشباب، وتعتقد أن الإستثمار في هذه الفئة سيجلب المنافع للجميع، لاسيما على صعيد قطاع الإعلام.
اقرأ أيضاً: دانية عقيل لأرابيسك لندن: لكل رياضة ميزتها.. والدراجات والسيارات عالمان مختلفان تماماً
ومن المناصب الأخرى التي تشغلها الراشد، عضو مجلس إدارة في المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام منذ العام 2021، ورئيس مجلس أمناء مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي، ورئيس مجلس إدارة شركة ثمانية للنشر والتوزيع، كما أنها حائزة على عضوية شركة أرقام الإستثمارية، ولأن الراشد تجمع في شخصيتها سمات القيادة والحكمة وبعد النظر، استطاعت أن تشغل عضوية المجلس الاستشاري في مشروع نيوم منذ يناير 2024.
وكانت الراشد تنقلت بين عدد من المواقع المهنية، فعلى سبيل المثال لا الحصر عندما كانت في المملكة المتحدة، شغلت منصب مستشارة إعلامية ومديرة اتصال في السفارة السعودية في لندن، إلى جانب كونها رئيس قسم الإعلام في السفارة، بالتوازي مع عملها كصحفية في جريدة الرياض.
وفي سياق متصل، تم إدراج جمانا الراشد بفضل مسيرتها اللامعة وقدراتها الاستثنائية على قائمة أقوى 100 سيدة أعمال في منطقة الشرق الأوسط من قبل مجلة فوربس الشرق الأوسط عن العام 2023.
وفي الختام لابد من الإشارة إلى أن هذا الاستعراض السريع لإنجازات الراشد لا يغطي كافة الأنشطة والمهام التي تقوم بها، فمع كل مناسبة تعود الراشد لتؤكد أنها جديرة بالثقة وقادرة على النهوض بمهامها بإبداع وعلى أكمل وجه، ومن يطالع حساب الراشد على إكس يكتشف مدى تماهي شخصيتها مع عملها، فمع كل إنحاز لأي وسيلة أو منصة إعلامية تابعة للمجموعة السعودية للأبحاث والإعلام، تقوم الراشد بمشاركة الإنجاز والتعبير عن مدى فخرها بما تحقق.
وكانت مجلة كوميونيكيت اختارت الراشد بوصفها خامس أقوى قائد لصناعة الإعلام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وما يميز الراشد اعتمادها على المنطق في التعاطي مع الثورة التكنولوجية التي نعيش خلالها، فهي تنظر للذكاء الاصطناعي بوصفه جزءاً من العملية، دون أن تبالغ في توقعاتها منه، وعلى ما يبدو أن مركزية تفكيرها تتمحور دوما حول الانسان عموماً والسعودي خصوصاً.