تنطلق اليوم فعاليات مؤتمر الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) لمناقشة تنظيم حوكمة الذكاء الاصطناعي في الجهات الحكومية والخاصة في المملكة العربية السعودية.
وعلى مدى يومين، يستعرض المؤتمر الذي يحضره أكثر من 400 ممثل ومدير لمكاتب البيانات والذكاء الاصطناعي، مبادئ حوكمة الذكاء الاصطناعي وتجارب مكاتب الذكاء الاصطناعي في الجهات المشاركة، ودراسة تنظميات الذكاء الاصطناعي في القطاعات والإنجازات التي حققتها والتحديات التي تواجهها، إضافة لمناقشة التجارب الدولية في هذا المجال وكيفية الاستفادة منها على الصعيد الوطني.
ويبحث المؤتمر خلال اليوم الأول خطة عام 2025 للبيانات المفتوحة، والتعريف بمفاهيم ذكاء التعليم، في حين سيتم خلال اليوم الثاني إطلاق الوسوم التحفيزيّة لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وتتويج الجهات التي سارعت لتبني هذه الوسوم، واستعراض تقرير جاهزية المملكة في الذكاء الاصطناعي.
وتتلخص محاور المؤتمر بمناقشة التحديات والفرص التي يطرحها الذكاء الاصطناعي، وأهمية حوكمة الذكاء الاصطناعي في حماية البيانات الشخصية في ظل تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي، إضاقة لعرض أحدث التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي، وتشجيع الابتكار فيه، والإضاءة على أهميته في تحقيق رؤية المملكة 2030، بما يسهم في بناء إطار تنظيمي شامل في المملكة العربية السعودية، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص في هذا المجال.
اقرأ أيضاً: 23جهة حكومية تعلن تأسيس مكاتب ذكاء اصطناعي
وكانت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي أعلنت عن منح شهادة اعتماد لمقدمي خدمات الذكاء الاصطناعي في المملكة، لتعزيز جودة منتجات الذكاء الاصطناعي وخدماته التي يتم تقديمها للمواطنين والمقيمين والزوار، على أن يتم تقييم الجهات المتقدمة عبر منصة حوكمة البيانات الوطنية، لتحصل بعدها الجهات الأكثر التزاماً بالوسوم التحفيزية على شهادة الاعتماد.
ومن المقرر أن يتم تقديم هذه الشهادة إلى جانب حزمة من الوسوم التحفيزية للجهات، بناء على مستوى المنتج والخدمة، حسب المخاطر المترتبة في 5 مستويات هي: واعي، متبني، ملتزم، موثوق، ورائد.
كما دعت سدايا الجهات غير الربحية المشمولة بتطبيق نظام حماية البيانات الشخصية إلى التسجيل في منصة حوكمة البيانات الوطنية، وذلك لبناء سجل وطني يمكن من متابعة التزام الجهات بأحكام النظام، وتقديم الخدمات والأدوات المساعدة والأدلة المتعلقة بحماية البيانات الشخصية.
وتقدم منصة حوكمة البيانات الوطنية مجموعة من الخدمات الإلكترونية لحماية البيانات والأفراد من التجاوزات والانتهاكات غير النظامية، كخدمة التقييم الذاتي للالتزام، وإشعار عن تسرب البيانات الشخصية، واستقبال الشكاوى الناشئة عن معالجة البيانات الشخصية.
اقرأ أيضاً: نموذج MiniGPT-Med من سدايا وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية للمساعدة في التشخيص الإشعاعي
الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي أطلقت العام الماضي وثيقة القواعد المنظمة للسجل الوطني لجهات التحكم داخل المملكة، التي تشمل 14 مادة لتحديد مدى إلزامية جهات التحكم بالتسجيل في منصة حوكمة البيانات الوطنية، على أن يتم تسجيل جهات التحكم إذا كانت جهة عامة، وإذا كان النشاط الرئيسي لها يقوم على معالجة البيانات الشخصية والبيانات الحساسة، وإذا كان الفرد يقوم بمعالجة البيانات الشخصية لأغراض تتجاوز الاستخدام الشخصي والعائلي.
وفي نفس الإطار أطلقت سدايا بالتنسيق مع اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، إطلاق المركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، لتقديم الدعم في البحث والتطوير في هذه التقنية، وتعزيز الوعي والتواصل بشأن أخلاقياتها، وتقديم التوصيات ذات الصلة بسياسات الذكاء الاصطناعي، وتعزيز بناء ودعم القدرات.
وبهدف دعم الابتكار على المستوى الوطني وتسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحقيق رؤية المملكة 2030، شاركت الهيئة مطلع الشهر الجاري بإطلاق منافسات هاكاثون إنجاز بمشاركة 400 من طلاب جامعيين ومتخصصين في التقنية والهندسة ومبرمجين ومطورين ومهندسي الذكاء الاصطناعي ومبتكرين في مجال الإنتاجية ورواد الأعمال، الذين يمثلون 90 فريقاً يتنافسون لإيجاد حلول تقنية ترفع الكفاءة المؤسسية في القطاعين الحكومي والخاص، وتقلل الوقت والتكاليف في العمل.
وتسعى الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي باعتبارها مرجعاً وطنياً لكل ما يتعلق بالبيانات والذكاء الاصطناعي، لرفع مستوى المعرفة بتقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي وتحقيق الاستفادة المثلى منها، ودعم رحلة الجهات المختلفة في المملكة نحو التحول الرقمي، من خلال إرشادات عملية حول كيفية تحديد حالات الاستخدام الأكثر فاعلية للذكاء الاصطناعي في تحسين جودة الخدمات المقدمة.
كما تخطط السعودية لإطلاق مشروع جديد في مجال الذكاء الاصطناعي بتكلفة 100 مليار دولار، لاستثمار مراكز البيانات والشركات الناشئة والبنية التحتية اللازمة لتطوير الذكاء الاصطناعي، واستقطاب المواهب وتحسين البيئة المحلية للتكنولوجيا، وتشجيع الشركات العالمية على الاستثمار فيها.