ينتظر عشاق الثقافة اليابانية في المملكة يوم الثالث والعشرين من يناير بفارغ الصبر، حتى يخوضوا غمار رحلة إلى اليابان على أرض السعودية، وذلك من خلال أيام إثراء الثقافية التي يطلقها مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي، والتي تستمر على مدار أسبوعين من الزمن.
تبدأ فعاليات الأيام اليابانية في الثالث والعشرين من يناير وتستمر حتى الثامن من فبراير 2025، ويقدم إثراء خلالها أكثر من 40 نشاطاً تتراوح ما بين العروض المسرحية والحفلات الموسيقية، وورش عمل في مختلف المجالات بالإضافة إلى تجارب الطعام الياباني المميزة، والتي تضمن وقتاً ممتعاً للزوار والمشاركين على حد سواء.
وفي السياق ذكرت السيدة نورة الزامل، والتي تشغل حالياً منصب رئيسة قسم البرامج في مركز إثراء، أن تنظيم هذا الحدث يأتي في إطار تعزيز دور المركز في تفعيل الحراك الثقافي، وهو أحد الأهداف الرئيسة للمركز، إلى جانب التأكيد على أهمية الحوار بين الشعوب كونها تحمل ثقافات مختلفة، وما يتبع ذلك من اختلاف وتنوع في الأفكار والمعارف.
اقرأ أيضاً: شتاء إثراء 2025 يجذب 57 ألف زائر خلال أسبوعين
ومن الجدير بالذكر أنّ برنامج الأيام الثقافية كان قد بدأ نشاطه مع مطلع العام 2020، وبدأ مع الأيام الثقافية الفيتنامية، والتي كانت بمثابة تجربة مميزة لكل من حضرها، بسبب المخزون الثقافي والفكري الذي يتمتع به هذا البلد، بالإضافة إلى الثراء الحضاري، تلتها في العام 2022 الأيام الثقافية المصرية، والتي كانت مناسبة غامرة ازدحم فيها تاريخ البلد الغني بالأدب والموسيقا والفنون، ضمن مجموعة من الفعاليات الثقافية التي عكست الجانب الغني من الحضارة المصرية.
وفي سياق مواز، يأتي إثراء ليأخذ زواره في رحلة إلى اليابان مع مجموعة من التجارب الحية، التي ستغني حواسهم وعقولهم مع مجموعة من الفعاليات الحية من قلب اليابان.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، من الفعاليات التي ستشهدها أيام الثقافة اليابانية عشر عروض أدائية تفاعلية، سيتم تقديمها على مسرح مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي، ومن بين هذه العروض عرض الحلم أو “درم تاو”، وعرض “سوزوكي شينكو نوبويوكي”، وعرض آخر يحمل اسم “وادايكو ساي”، وأيضاً عرض مسرحي بعنوان “مكياج نيهون بويو وكومادوري”، ولكن هناك الكثير من العروض المسرحية الأخرى والأفلام التي سيتم تقديمها على مدار الأيام المقبلة في أيام الثقافة اليابانية.
اقرأ أيضاً: الاقتصاد الثقافي يزدهر في السعودية
أيضاً يقدم الحدث الثقافي لزواره رحلة إلى اليابان من خلال خمس عشرة ورشة عمل وستة برامج للأطفال، يهدف كل نشاط منها إلى التعريف بالثقافة اليابانية الغنية، بالإضافة إلى مجموعة من الأنشطة التفاعلية في متحف الطفل.
ومن الجدير بالذكر أن الحاضرين سيطلعون على تقنية الرسم بالاعتماد على الطباعة باستخدام الألواح الخشبية، مع التعرف على عدد من الألعاب التراثية اليابانية.
وعادة ما يكتسي المركز بحلة الثقافة التي يحتفل بها، ما يسهم حالياً بنقل الزوار في رحلة إلى اليابان تتخذ طابع الواقع أكثر من الخيال، فيعيشون التجارب ويشاركون في إعداد الطعام الياباني، ويتمتعون بمتابعة إنتاجات الفنون اليابانية المتنوعة من عروض مسرحية وموسيقية وعروض أداء حي.
أيضاً تقدّم إثراء خلال أيام الثقافة اليابانية ثلاث جلسات حوارية تجمع المتخصصين مع الزوار في رحلة فريدة، وتتخذ الجلسة الحوارية الأولى من موضوعة الصورة الذهنية لهذا البلد في عيون الرحالة موضوعاً لها، وتحمل عنوان اليابان في عيون الرحالة، في حين تناقش الجلسة الحوارية الثانية الأدب الياباني، وتحمل عنوان رحلة في الأدب الياباني، أمّا الجلسة الحوارية الثالثة فهي مخصصة لمناقشة الفيلم الياباني قلعة هاول المتحركة.
اقرأ أيضاً: مركز الملك عبد العزيز الثقافي: إثراء معرفي وحضاري
وفي ذات السياق تسلط الأيام الثقافية اليابانية الضوء على الحرف التقليدية واليدوية، وتبقى الفرصة مفتوحة أمام محبي الفنون التقليدية لتعلمها، ومن بين الورش المتاحة تعلم صناعة ورق الواشي الخريفي، وكينتسوجس، بالإضافة إلى تعلم طريقة عمل السوشي الياباني.
ومن الورش التعليمية أيضاً، تلك المتخصصة بفنون الخط، والتي تعلم روادها كيفية رسم حروف الكانجي باستخدام الفرشاة، وطريقة تحضير حبر الكتابة، وكيفية رسم لوحة خط ياباني متكاملة.
ومن الأركان المميزة أيضاً، والتي تنقل الزائر في رحلة إلى اليابان محطة كادو، والتي تعلمهم فن تنسيق الورود، إلى جانب ورشة عمل كيفية صناعة الورق، والتعريف بالألحان الموسمية في اليابان، إلى جانب فن الكولاج، وصناعة مراوح اليد والمانجا عبر الرسم والخطوط.
وفي الختام تجد الإشارة إلى أنّ إثراء تحرص من خلال أيام الثقافة اليابانية، على نقل زوارها في رحلة إلى اليابان حتى يكتشفوا مواطن الجمال والإبداع والفنون في هذه الثقافة، عبر مجموعة من النوافذ المتنوعة بين الماضي والحاضر، فهناك استعراض للكيمونو الياباني والسيارات الكلاسيكية اليابانية جنباً إلى جنب مع التجارب الحداثية في هذا البلد.