في مشهد حديث يعيد زمن التصعيد في منطقة الخليج، عادت التوترات السياسية والعسكرية إلى الواجهة مع تجدد التحذيرات والتهديدات المتبادلة بين الأطراف الفاعلة، فبينما تلوّح جماعة الحوثي بردّ قاسٍ على أي تدخل عسكري يستهدفها، تتحرك الرياض بدبلوماسية لتعزيز تواصلها مع طهران.. إليكم التفاصيل!
في صنعاء، وأمام حشد من مقاتليه المتخرجين حديثاً، وجّه محمد علي الحوثي، عضو المجلس السياسي الأعلى التابع للجماعة، رسالة مباشرة إلى السعودية والإمارات، مؤكداً أن أي عمل عسكري جديد سيقابل بردّ قاسٍ لن يقتصر على الدفاع فقط، بل سيمتد إلى تصعيد متبادل.
وطالب الحوثي المملكة بوقف عمليات تفتيش السفن المتوجهة إلى الموانئ التي تقع تحت سيطرة الجماعة، مشدداً على أن استمرار الحصار أمر غير مقبول، وأن الخيارات المتاحة للرد تتم دراستها بعناية في ظل المعطيات الجديدة.
ولم يكن التهديد موجهاً إلى دول الخليج وحدها، بل تعداه إلى الولايات المتحدة، فقد خاطب الحوثي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بلهجة لا تخلو من التحدي، قائلاً: «إن تصريحات واشنطن ليست سوى كلمات جوفاء لا تؤثر في الواقع، مؤكداً أن جماعته لا تخشى المواجهة مهما كان الطرف المقابل».
اقرأ أيضاً: هل ستتأثر العلاقات السعودية الإيرانية بعد فوز ترامب؟
ويأتي هذا التصعيد الحوثي في أعقاب تقارير أمريكية أشارت إلى محاولة الجماعة استهداف مقاتلة أمريكية وطائرة مسيرة من طراز «إم كيو-9 ريبر» في البحر الأحمر أو فوق الأراضي اليمنية، دون أن تحقق تلك المحاولات أي إصابات مؤكدة وفق ما أوردته وكالة «رويترز»، ورغم أن التفاصيل الدقيقة حول الهجمات لا تزال غير واضحة، فإنها تمثل تصعيداً جديداً في المشهد المعقد الذي يشهده اليمن والمنطقة.
ماذا بحث الطرفان؟
وعلى الجانب الدبلوماسي، جاءت خطوة سعودية قد تحمل أبعاداً استراتيجية، إذ أجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان اتصالاً هاتفياً بنظيره الإيراني عباس عراقجي، ووفق ما أوردته وكالة الأنباء السعودية «واس»، فقد تمحور الاتصال حول مناقشة آخر المستجدات الإقليمية والجهود المبذولة لمعالجتها.
من جانبها، أفادت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» بأن الاتصال بين الوزيرين لم يقتصر على التطورات الأمنية والسياسية فحسب، بل شمل أيضاً التنسيق بشأن الاجتماع المقبل لوزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي المقرر عقده في جدة.
اقرأ أيضاً: محمد محفوظ لأرابيسك لندن: ترامب سيستجيب لطموحات الرياض، ونحتاج إلى صياغة مشروع خليجي-عربي مع إيران
وهذا التواصل السعودي الإيراني يأتي وسط جهود بأن الرياض قد تلعب دوراً في استضافة مفاوضات بين واشنطن وطهران، وفق ما أشار إليه المحلل السياسي السعودي مبارك آل عاتي.
ويرى آل عاتي أن المملكة تدرك أن استقرار إيران اقتصادياً وسياسياً قد يكون عاملاً مهماً في تحقيق الأمن الإقليمي، وهو ما قد يدفع طهران إلى إعادة النظر في طموحاتها النووية على حد قوله.