في زيارة خاصة وأخوية، وصل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، مساء أمس الأحد، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وكان في مقدمة مستقبليه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات.
في اللقاء الذي عُقد في قصر الروضة بمدينة العين، رحب رئيس الإمارات بأخيه الأمير محمد بن سلمان، في بلده الإمارات، وتبادل الجانبان الأحاديث الودية التي تعكس عمق العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين الشقيقين.
وأعرب ولي العهد السعودي عن تهنئته لرئيس الإمارات بمناسبة عيد الاتحاد الـ53، معبراً عن تمنياته للإمارات وشعبها بمزيد من التقدم والرفعة.
اقرأ أيضاً: السعودية والإمارات تتصدران مشهد العملات الرقمية في المنطقة
بحث الجانبان في لقائهما العلاقات الأخوية المتينة، ومسارات التعاون الثنائي، فضلاً عن الفرص الواعدة لتنميتها في إطار الشراكة الإستراتيجية الخاصة التي تجمع بين البلدين الشقيقين، كما استعرضا أهمية تعزيز العمل الخليجي المشترك، وأكدا حرصهما على دعم كافة الجهود التي تعزز من منظومة التعاون الخليجي، وتسهم في ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة.
هذا وشدد الجانبان على أهمية تعزيز العمل العربي المشترك، سواء على المستوى الثنائي أو الجماعي، في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها المنطقة، مستعرضين المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، مع التركيز على الأوضاع السائدة في منطقة الشرق الأوسط.
أكد ولي العهد السعودي ورئيس الإمارات –أيضاً- على ضرورة تضافر الجهود للحفاظ على الاستقرار الإقليمي، وتجنب تبعات الأزمات الجديدة التي تهدد الأمن والاستقرار، مبرزين أهمية العمل نحو إيجاد مسار للسلام العادل والشامل والدائم، القائم على مبدأ “حل الدولتين”، والذي يضمن تحقيق الأمن والاستقرار للجميع.
اقرأ أيضاً: السعودية ترحّب بوقف إطلاق النار في لبنان وهذه بنود الاتفاق
لهذه الزيارة أهمية خاصة من جوانب عدة، إذ تتزامن مع احتفال دولة الإمارات بعيد الاتحاد الـ53، في لفتة من ولي العهد السعودي تعكس التقدير والاحترام المتبادل، وخصوصية الروابط التاريخية المتميزة التي تجمع بينهما والتي تشكل نموذجاً فريداً للأخوة الراسخة، القائمة على المحبة والمشاركة، عبر مسيرة مليئة بالعطاء والعمل المشترك.
كما تعد الزيارة دفعة جديدة تعزز العلاقات الاستراتيجية الراسخة بين البلدين وشعبيهما، وتمثل خطوة هامة نحو تعزيز التعاون وتعميقه في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية المتصاعدة.
وتحمل هذه الزيارة أهمية خاصة كذلك، لأنها تأتي بعد ساعات قليلة من اختتام القمة الخليجية الـ45 في الكويت، التي أسفرت عن بيان ختامي أشاد بجهود دولتي الإمارات والسعودية في مواجهة التحديات المختلفة، وإطلاق مبادرات عدة تدعم الأمن والاستقرار الدوليين، وتعزز من التضامن الخليجي والعربي.
وهذا اللقاء الذي جمع وولي العهد السعودي، ومحمد بن زايد آل نهيان، هو الثاني خلال ستة أشهر، والثالث في غضون عام تقريباً، هذا الأمر يعكس عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين، ويبرز الحرص الدائم على التشاور والتنسيق المستمر بين القادة، ما يبرز التزامهم المشترك بمواجهة التحديات وتعزيز التعاون في المجالات المختلفة.
اقرأ أيضاً: السعودية الأولى عربياً في مؤشر البنية التحتية للجودة للتنمية المستدامة
وانطلاقاً من الرؤى الصائبة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وأخيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، والأمير محمد بن سلمان، تشهد العلاقات بين الدولتين الشقيقتين تطوراً ملحوظاً وتقدماً كبيراً في جميع المجالات، بما في ذلك السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
تعزز هذه العلاقات أسس تاريخية صلبة، ويعكسها روابط المصير المشترك التي تجمع بين البلدين، فضلاً عن وحدة الرؤى والأهداف التي تحكمهما، إذ تتشارك المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في العديد من المجالات الحيوية المتعلقة بالبناء والتنمية والتطوير، وتعد الرؤى الاستراتيجية التي يقودها كل من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بمثابة خارطة طريق نحو مستقبل مشرق ومزدهر لكلا البلدين.
وتجسد رؤية المملكة 2030 ورؤية الإمارات 2021 طموحات مشتركة تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة في شتى المجالات، ودفع البلدين إلى الارتقاء إلى مصاف القوى المحورية في السياسة العالمية، ليس فقط على المستوى الخليجي والعربي، بل على الساحة الدولية أيضاً، إذ تركز الرؤيتان على إنشاء اقتصاد تنافسي مستدام يقوم على أسس العلم والمعرفة، متحرراً من الاعتماد الكامل على النفط.
وعبر التاريخ، ارتقت العلاقات السعودية الإماراتية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، لتصبح ركيزة أساسية في منظومة الأمن والاستقرار في الخليج العربي والعالم العربي، فضلاً عن العلاقات الدولية.
وقد شكلت المبادرات المشتركة بين البلدين وسيلة فعالة لحل العديد من الأزمات حول العالم وتخفيف حدتها، ليصبحا نموذجاً يُحتذى به في العلاقات بين الدول التي تسعى إلى نبذ التعصب والإرهاب، وتعزيز قيم التسامح والسلام.
ويعد مجلس التنسيق السعودي الإماراتي نموذجاً استثنائياً للتكامل والشراكة بين البلدين على المستويين العربي والإقليمي، من خلال تنفيذ مشاريع استراتيجية مشتركة، خاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية.
ختاماً، تشكل العلاقات بين المملكة والإمارات نموذجاً فريداً للأخوة الراسخة، المرتكزة على حسن الجوار والمصالح المشتركة، وهذا ما تؤكده الزيارة الخاصة أمس، من ولي العهد السعودي للإمارات، والتي تبين أن الأواصر التي تجمع بين الدولتين تعكس مسيرة حافلة بالعطاء والعمل المشترك.
اقرأ أيضاً: معرض دفاعي عالمي بالرياض والصين في المقدمة