في عالم المال والأعمال، حيث تتصارع الأرقام وتُعاد تشكيل التوقعات مع كل ربع مالي، تأتي أخبار شركات البتروكيميائيات السعودية هذا العام كنسمة أمل، تضيء عتمة التقلبات الاقتصادية، فلم يكن الربع الثالث من 2024 مجرد فترة مالية عادية، بل كان لحظة تحول جريئة، نقلت شركات هذا القطاع من دوامة الخسائر إلى قمم الربحية، بنسبة نمو تجاوزت 200%.
قصة نجاح نسجت خيوطها بين ارتفاع الإيرادات وتحسن الكفاءة التشغيلية، بينما رسمت تفاصيلها قفزات في الأرباح وتحولات في الأداء، وبينما العالم يترقب، تتحرك عجلة البتروكيميائيات السعودية بثبات نحو المستقبل، لتثبت أن القدرة على التكيف هي السر الأكبر في كسر التحديات وتحقيق الإنجاز.
وفي التفاصيل، فقد حققت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية تحولاً ملحوظاً في نتائجها المالية خلال الربع الثالث من العام الجاري، حيث انتقلت من تسجيل خسائر إلى تحقيق أرباح بنسبة نمو تجاوزت 200%، وبلغت أرباح القطاع حوالي 1.97 مليار ريال سعودي (525 مليون دولار) مقارنةً بخسائر بلغت 1.93 مليار ريال (516 مليون دولار) في الفترة نفسها من العام السابق.
وشهدت الشركات زيادة ملحوظة في الإيرادات وتحسناً في دخل العمليات والهامش الربحي، إلى جانب ارتفاع الكميات والمنتجات المبيعة، فمن بين 11 شركة مدرجة، تمكنت 8 شركات من تحقيق أرباح صافية، أبرزها: سابك، وسابك للمغذيات الزراعية، وينساب، وسبكيم، والمجموعة السعودية، والتصنيع، والمتقدمة، واللجين.
أما الشركات الثلاث الأخرى (كيمانول، ونماء، وكيان) فقد استمرت في تسجيل خسائر، لكنها تمكنت من تقليصها مقارنةً بالفترة المماثلة من العام الماضي.
اقرأ أيضاً: كم بلغت أرباح شركات الاتصال الجديدة في السعودية؟
وعن أداء الشركات البارزة، فقد تصدرت «سابك» القطاع بأرباح بلغت مليار ريال، محققةً تحولاً كبيراً من خسائر 2.88 مليار ريال في العام السابق، بنسبة نمو 134%، فيما جاءت «سابك للمغذيات الزراعية» في المرتبة الثانية بأرباح بلغت 827 مليون ريال، رغم تراجعها بنسبة 21% مقارنةً بالعام الماضي، أمّا «اللجين» فقد حققت أعلى نسبة نمو، حيث قفزت أرباحها بنسبة 1936% إلى 45.8 مليون ريال، مقارنةً بـ 2.25 مليون ريال في العام السابق.
ويتوقع محللون استمرار التحسن في أداء القطاع خلال الربعين القادمين، مدفوعاً بتعافي الاقتصاد الصيني، أحد أهم الأسواق لمنتجات البتروكيميائيات، واستقرار الأوضاع الجيوسياسية، كما يُرجح أن يشهد القطاع استقراراً في أسعار منتجاته مدعوماً بتحسن أسعار النفط وزيادة الطلب.
ورغم التحسن العام، واجهت بعض الشركات تحديات مرتبطة بانخفاض أسعار مبيعات منتجات البتروكيميائيات، وارتفاع تكاليف الشحن والتمويل، بالإضافة إلى تأثير فترات الصيانة الدورية لبعض المصانع، ومع ذلك، أبدى القطاع قدرة واضحة على التكيف مع تغيرات السوق، مدعوماً بتحسن الكفاءة التشغيلية وزيادة الإنتاج.
وبحسب المحللين، يعكس تحقيق 8 شركات أرباحاً صافية في هذا الربع مؤشراً إيجابياً على قدرة القطاع على مواكبة الطلب وتغيرات السوق، ويظل القطاع حساساً لعوامل خارجية مثل أسعار النفط، النمو الاقتصادي في الأسواق الرئيسية كالصين، والأحداث الجيوسياسية.
لكن في المجمل، تشير المعطيات إلى أن شركات البتروكيميائيات السعودية تسير نحو مزيد من التحسن في أدائها المالي، مدفوعة بتعافي السوق وزيادة الطلب على منتجاتها.
اقرأ أيضاً: أفضل شركات تداول القهوة في السعودية لعام 2024
هذا وتعد صناعة البتروكيميائيات من أهم ركائز الاقتصاد العالمي، حيث تشكل منتجاتها المكون الأساسي للعديد من الصناعات الحيوية مثل البلاستيك، الأسمدة، والمنسوجات، وتبرز المملكة العربية السعودية كواحدة من أكبر اللاعبين في هذا القطاع بفضل احتياطياتها الضخمة من النفط والغاز الطبيعي، التي تعتبر المادة الخام الأساسية لهذه الصناعة.
وكانت الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) أول شركة بتروكيماويات تأسست في السعودية، إذ تأسست في عام 1976 بموجب مرسوم ملكي، ومنذ ذلك الحين، أصبحت سابك واحدة من أكبر الشركات العالمية في مجال البتروكيماويات، وعموداً أساسياً في تطوير هذا القطاع داخل المملكة وخارجها.
اقرأ أيضاً: شركة سابك السعودية: كل ما تقدمه من خدمات ومنتجات