تخليدًا لتاريخ المملكة العربية السعودية وتراثها، وجه الملك سلمان بن عبد العزيز، تسمية 15 ميدانًا في العاصمة الرياض بأسماء أئمة وملوك الدولة السعودية، بناءً على اقتراح من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
ويتزامن هذا القرار مع الاحتفاء بيوم التأسيس، الذي يصادف 22 فبراير من كل عام، ليعكس الامتداد التاريخي للمملكة ويعزز حضور رموزها الوطنية في المشهد العام.
وتحمل هذه التسمية دلالات عميقة، فهي ليست مجرد مسميات لأماكن، بل إشارات واضحة إلى مسيرة التأسيس والتوحيد والنهضة التي شهدتها الدولة السعودية عبر ثلاثة قرون.
فمنذ عهد الإمام محمد بن سعود، الذي أرسى اللبنات الأولى للدولة السعودية الأولى، وصولًا إلى العهد الزاهر الذي تشهده المملكة اليوم بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، كانت الرياض شاهدة على مراحل التقدم والازدهار.
ويؤكد إطلاق أسماء الأئمة والملوك على ميادين العاصمة حرص القيادة الرشيدة على إبراز إرث الدولة وتعزيز الوعي بتاريخها الممتد.
اقرأ أيضاً: يوم التأسيس السعودي يروي أمجاد الماضي بلغة المستقبل
الميادين البارزة تحمل رموز التاريخ السعودي
الميادين التي شملها التوجيه تقع في مواقع بارزة على الطرق الرئيسية للرياض، مما يمنحها حضورًا يوميًا في حياة المواطنين والزوار، ويجعلها معالم دالة على التاريخ السعودي.
وقد بدأت أمانة منطقة الرياض بتنفيذ القرار عبر تركيب اللوحات التي تحمل أسماء الأئمة والملوك، وهي:
- الإمام محمد بن سعود: مؤسس الدولة السعودية الأولى عام 1139هـ/1727م، قاد البلاد نحو الاستقرار والتوحيد.
- الإمام عبد العزيز بن محمد: الإمام الثاني للدولة السعودية الأولى، واصل جهود التوحيد والتوسع.
- الإمام سعود بن عبد العزيز: الإمام الثالث، شهدت فترة حكمه توسعًا كبيرًا في الأراضي السعودية.
- الإمام عبد الله بن سعود: الإمام الرابع، قاد المقاومة ضد الحملات العثمانية، واستشهد في إسطنبول عام 1234هـ/1818م.
- الإمام تركي بن عبد الله: مؤسس الدولة السعودية الثانية عام 1240هـ/1824م، بعد سقوط الدولة الأولى.
- الإمام فيصل بن تركي: الإمام الثاني للدولة السعودية الثانية، شهدت فترة حكمه استقرارًا نسبيًا.
- الإمام عبد الله بن فيصل: الإمام الثالث، تولى الحكم بعد وفاة والده الإمام فيصل بن تركي.
- الإمام عبد الرحمن بن فيصل: الإمام الرابع، آخر أئمة الدولة السعودية الثانية، شهدت فترة حكمه تحديات كبيرة.
- الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن: مؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة عام 1932م، قاد توحيد المملكة.
- الملك سعود بن عبد العزيز: الملك الثاني، شهدت فترة حكمه توسعًا في التعليم والبنية التحتية.
- الملك فيصل بن عبد العزيز: الملك الثالث عُرف بحكمته ومواقفه القوية في السياسة الخارجية.
- الملك خالد بن عبد العزيز: الملك الرابع، شهدت فترة حكمه تطورًا في مجالات الصحة والتعليم.
- الملك فهد بن عبد العزيز: الملك الخامس، أول من حمل لقب “خادم الحرمين الشريفين”، شهدت فترة حكمه نهضة في المشاريع التنموية.
- الملك عبد الله بن عبد العزيز: الملك السادس، شهدت فترة حكمه إصلاحات سياسية واقتصادية كبيرة.
- الملك سلمان بن عبد العزيز: الملك السابع، تولى الحكم عام 2015م، وواصل مسيرة التنمية والتطوير.
ويحمل هذا القرار في طياته رسالة واضحة مفادها أن المملكة تعتز بماضيها، وتستمد منه القوة لمواصلة مسيرتها نحو المستقبل.
فإطلاق أسماء الأئمة والملوك على هذه الميادين ليس مجرد تكريم لأشخاص، بل هو ترسيخ لمسيرة الدولة السعودية وتعريف الأجيال الصاعدة بالدور المحوري الذي لعبه هؤلاء القادة في بناء كيان مستقر ومزدهر.
كما أن هذه الخطوة تعكس رؤية القيادة في تعزيز الانتماء الوطني، وربط المجتمع بجذوره التاريخية الراسخة، وترسيخ القيم التي قامت عليها المملكة منذ تأسيسها.
اقرأ أيضاً: مع اكتمال 87% من المبادرات.. إلى أين وصلت المملكة العربية السعودية في تحقيق رؤية 2030؟
ومن خلال هذه المبادرة، تتجلى معاني الوفاء والاعتزاز بالرموز الوطنية التي قدمت تضحيات جسيمة في سبيل وحدة الدولة واستقرارها. كما تؤكد هذه الخطوة مكانة الرياض كعاصمة تحمل بين شوارعها وميادينها رموزًا تمثل تاريخًا يمتد لقرون.
وفي ظل رؤية السعودية 2030، التي يقودها الأمير محمد بن سلمان، يبرز الاهتمام بإحياء التاريخ الوطني جنبًا إلى جنب مع التحديث والتطوير، مما يعزز هوية المملكة ويؤكد مكانتها الإقليمية والعالمية.