فتيات الكشافة في المملكة أيادٍ بيضاء وقلوب تنبض بالعطاء، ففي مشهد مفعم بالإنسانية والإيثار نرى الفتيات الكشفيات شامخات في أروقة المستشفيات والمراكز الصحية حول الحرم المكي، لمساعدة المعتمرين وضيوف الرحمن بروح مذهلة طيبة مثقلة بعطاء فائض مشبع بالقيم النيرة و الأصالة السعودية. ففي نهاية العام 2025 ستمكن المملكة 150,000 فتاة كشافة ليتأهلن ويكن مواطنات فاعلات في بلادهن ويساعدن مجتمعهن ويغمرنه بالعطاء.
وسط بيئة تربوية حاضنة وآمنة لنشاطات كشفية، تتأهل فتيات الكشافة وينطلقن لخدمة الوطن وضيوفه. فعبر برامج داعمة نوعية بخبرات عالمية مميزة. تخدم تلك الفتيات بلادهن والعالم في مرافقة ضيوف الرحمن ورعايتهم، لكن من هم فتيات الكشافة ومتى ظهرن في السعودية؟
تأسيس لجنة فتيات الكشافة وأبرز ما تقدمه
لجنة فتيات الكشافة بجمعية الكشافة العربية السعودية تأسست بناء على موافقة معالي وزير التعليم رئيس جمعية الكشافة العربية السعودية رقم 477 بتاريخ 21 شعبان 1441 للهجرة على تكليف سمو الأميرة سما بنت فيصل بن عبد الله آل سعود رئيسة للجنة.
وتشارك 355 فتاة من الكشافة السعودية في مهام تنظيم وإدارة الحشود داخل المسجد الحرام، ضمن معسكرات الخدمة العامة التي تُنظمها جمعية الكشافة العربية السعودية لخدمة ضيوف الرحمن.
كما تسهم المشاركات بالتعاون مع قوة أمن الحرم المكي في تنظيم حركة الطائفين والمصلين، تحديداً في المصليات النسائية، عبر توجيههن إلى أماكن الصلاة وتيسير الدخول إليها والخروج منها، بالإضافة إلى إرشاد التائهين.
اقرأ أيضاً: منتدى النساء المبدعات 2024 مشاهير فوربس
انطلاق فتيات الكشافة لخدمة الحجاج 2025
أوضح نائب رئيس جمعية الكشافة العربية السعودية، المشرف العام على معسكرات الخدمة العامة الدكتور عبد الرحمن المديرس أن الجمعية بدأت مبكراً استعداداتها لموسم حج 1446، منذ نهاية موسم الحج الماضي، تحت شعار: “عند النهاية تكون البداية”، ضمن خطة مؤسسية تركز على الجودة والابتكار.
كما أكد أن الجمعية تشهد تطوراً نوعياً بشكل متسارع، خاصة في مجال تمكين الفتيات، مشيداً بما يتم تحقيقه في قطاعهن من نقلة مثمرة ونوعية، تعكس التزام الجمعية بإعداد قيادات كشفية فاعلة تواكب مستهدفات رؤية المملكة 2030 .
وصرح عبر حفل افتتاح معسكر فتيات الكشافة، بحضور الأميرة سما بنت فيصل بن عبد الله آل سعود رئيسة لجنة فتيات الكشافة، أن الجمعية قد حرصت هذا العام على تشكيل لجنة محايدة لضمان الجودة وتطوير الأداء، الهدف منها رصد الإنجازات واستكشاف فرص التحسين.
منوهاً ومؤكداً أن الجمعية تسعى نحو تميز دائم ومستدام في كافة برامجها، وهي ملتزمة بمواصلة دعم فتيات الكشافة وتوسيع مجالات مشاركتهن.
بدورها أعربت الأميرة سما بنت فيصل بن عبد الله، عن شكرها وتقديرها لكافة القادة والقائدات الذين أسهموا في إنجاح مسيرة الفتيات في العمل الكشفي، وأشادت بما تحقق من تطور ملحوظ في المعسكرات خلال الأعوام الماضية.
وقالت: “أتوقع أننا جميعاً كنا جزءاً من هذه الرحلة منذ أول عام بدأنا فيه، وها نحن نصل إلى المرحلة الرابعة برؤية أوضح وتطور كبير في التجهيزات والمعسكرات”.
اقرأ أيضاً: مؤتمر الحج 2025: تنافسية بين مقدمي الخدمات لضيوف الرحمن
أدوار متعددة لكن روح إنسانية واحدة لفتيات الكشافة
جهود فتيات الكشافة لا تقتصر على التوجيه والتنظيم فحسب، بل تشمل تقديم الإسعافات الأولية، والمشاركة في حملات التوعية الصحية، وتقديم الدعم النفسي للمرضى.
تعمل الفتيات جنباً إلى جنب مع الفرق الطبية، ليكُنَّ مشكاة نور للرحمة، وخلايا خدمية نشيطة تعمل على راحة ضيوف الرحمن.
والقائدة الكشفية عبير الغريبي، أوضحت أن الدور الذي تؤديه الفتيات أبعد من مجرد خدمة، وهو بمنزلة رسالة إنسانية سامية إذ تقول: “كل كلمة امتنانٍ من معتمرٍ أو مريضٍ تمنحنا طاقةً لمواصلة العطاء، فإن نكون سبباً في تخفيف مشقة أحدهم هو أعظم مكافأة”.
وفي شهادات محكية لفتيات الكشافة من قلب الميدان، تتجلى الرحمة والإنسانية في مساعدة الأخرين، إذ أن غادة أسيل، إحدى فتيات الكشافة، أثناء تجولها في المشفى لمحَت معتمرة مسنّة تعاني الإعياء، عاجزةً ومستكينة عن التواصل مع مَن حولها. لم تتردّد غادة في التوجه إليها، واحتضانها بكلمات طمأنينة، ومساعدتها على التواصل مع الفريق الطبي بلغة الإشارة التي تتقنها. تقول غادة: “عندما رأيت الراحة في عينيها، أدركت أن هذا هو جوهر رسالتنا الحقيقية”.
أما شهد طرابلسي، فكانت بريق أمل لسيدة آسيوية فقدت أسرتها وسط زحام المستشفى. فلم تتوانَ شهد عن استخدام تقنيات الترجمة عبر الهاتف، وبذلت جهداً مضاعفاً لتوجيهها حتى وجدت عائلتها، لتغمر دموع الفرح وجه السيدة وسط لحظات مؤثرة ومليئة بالقيم تحمل جوهر الرسالة الكشفية.
ختاماً، بمناديلهن الخضراء وقلوبهن النقية، تقدم فتيات الكشافة السعوديات الخدمات بروح نقية عالية، فهن لا يحملن راية التنظيم فحسب بل يحملن أصالة ومروءة المجتمع السعودي، مجسدات بذلك صورة مشرّفة للفتاة السعودية في ميادين الخير والرعاية المجتمعية.
اقرأ أيضاً: مشاريع مبتكرة لتيسير مناسك الحج والعمرة