وسط أمواج التحديات الإقليمية المتلاطمة، اجتمع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ليخطوا ملامح المستقبل بخطوات تعكس وحدتهم وتطلعات شعوبهم، وعلى طاولة الحوار في الكويت، تلاقت الرؤى لمواجهة قضايا مصيرية تمتد من قلب فلسطين الجريح إلى الأزمات الأمنية في لبنان، مروراً بتطلعاتهم لتعزيز العمل الخليجي المشترك في مختلف الميادين.
وفي أجواء مشحونة بالتحديات والأمل، لم يكن هذا اللقاء مجرد اجتماع عابر، بل محطة تاريخية تمهد الطريق لقمة خليجية مرتقبة، حيث ستتجدد فيها العهود وتتجسد فيها الإرادة المشتركة في مواجهة عالم متغير، وهذا المقال يسبر أغوار هذا الاجتماع، مستعرضاً أبرز محاوره ونتائجه التي ستلقي بظلالها على القمة المنتظرة.
في التفاصيل، اجتمع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي لمناقشة مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، وعلى رأسها تطورات القضية الفلسطينية، بما في ذلك الانتهاكات المستمرة ضد الأراضي الفلسطينية والمقدسات، أكد الوزراء على أهمية الوقف الفوري لإطلاق النار والتوصل إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية، كما تطرقوا إلى الأوضاع الأمنية في لبنان وتطورات الأوضاع في المنطقة.
وشمل الاجتماع، الذي ترأسه وزير الخارجية الكويتي عبد الله اليحيا، مناقشة القضايا المدرجة على جدول الأعمال تمهيداً لرفعها إلى القادة خلال القمة الخليجية الـ 45 المزمع عقدها في الكويت يوم الأحد المقبل.
كما تناول الاجتماع تعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك في شتى المجالات، والبناء على الإنجازات المحققة خلال الدورة السابقة، إضافة إلى استعراض الجهود المبذولة لتطوير التعاون المشترك.
ومن المقرر أن يشارك قادة دول مجلس التعاون الخليجي في القمة المرتقبة يوم الأحد لمناقشة القضايا الإقليمية والدولية الهامة وكل ما يعزز التعاون بين الدول الأعضاء.
وأفادت وزارة الخارجية السعودية أن الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، وزير الخارجية، شارك في الاجتماع الوزاري الـ 162 التحضيري للدورة الـ 45 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي، الذي انعقد في الكويت، وجرى خلال الاجتماع استعراض مسيرة التعاون الخليجي المشترك وسبل تطويره، إلى جانب مناقشة التطورات الإقليمية والدولية، خصوصاً الأوضاع في غزة ولبنان، مع التأكيد على ضرورة التوصل لحلول عادلة وشاملة.
وتضمن الاجتماع مناقشة تقارير حول متابعة تنفيذ قرارات المجلس الأعلى الصادرة عن القمة السابقة، بالإضافة إلى بحث العلاقات الاستراتيجية والحوار مع الدول والتكتلات العالمية، وفي تصريحات سابقة، أكد الدكتور عبد العزيز العويشق، الأمين العام المساعد للشؤون السياسية والمفاوضات في مجلس التعاون الخليجي، أن القمة المرتقبة ستتناول مواضيع ذات أهمية قصوى في المنطقة، بما في ذلك قضايا عسكرية وأمنية واقتصادية.
اقرأ أيضاً: الدور المهم الذي قامت به السعودية لوقف الحرب ودعم غزة
وبالتوازي مع ذلك، انعقد في الكويت الاجتماع التشاوري للدورة الـ 162 التحضيرية للمجلس الوزاري، بحضور وفود دول المجلس والأمين العام لمجلس التعاون، جاسم البديوي.
وكان قد أكد مسؤول خليجي بارز أن القمة الخليجية المقبلة، المقرر انعقادها في الكويت بداية الشهر القادم، ستتناول مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، إلى جانب مناقشة الملفات العسكرية، الأمنية، والاقتصادية التي تهم دول مجلس التعاون.
وأشار الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم محمد البديوي إلى أن الاجتماع سيستعرض تقارير متابعة تنفيذ قرارات الدورة السابقة التي عُقدت في الدوحة، بالإضافة إلى المذكرات والتقارير الصادرة عن اللجان الوزارية والفنية والأمانة العامة، كما سيتناول القضايا المتعلقة بالحوار الاستراتيجي والعلاقات بين دول المجلس والتكتلات الدولية، إلى جانب مناقشة التطورات الراهنة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
من جهة أخرى، صرّح الأمين العام المساعد للشؤون السياسية والمفاوضات بالأمانة العامة لمجلس التعاون، الدكتور عبد العزيز العويشق، أن القمة الخليجية ستتناول قضايا مهمة تخص المنطقة، بالإضافة إلى بحث الملفات العسكرية والأمنية والاقتصادية التي تمس حياة المواطن الخليجي.
اقرأ أيضاً: اختتام الملتقى 23 لجمعية التاريخ والآثار بمجلس التعاون الخليجي
وجاءت تصريحات العويشق عقب محاضرة ألقاها ضمن الأنشطة المصاحبة لأعمال القمة الخليجية، التي تنظمها جامعة الكويت بالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس التعاون تحت عنوان «المنجزات السياسية في مسيرة مجلس التعاون الخليجي»، وأوضح العويشق أن شراكات المجلس مع جهات دولية عديدة، مثل الاتحاد الأوروبي وآسيا الوسطى ودول (الأسيان) وبريطانيا، تسهم في تعزيز دوره على الساحة الدولية ومعالجة التحديات العالمية.
وأضاف أن مجلس التعاون الخليجي يُعد من الأطراف البارزة في معالجة قضايا المنطقة ومساندة الدول العربية، مستشهداً بمبادرة أطلقتها السعودية بالتعاون مع النرويج والاتحاد الأوروبي لتطبيق «حل الدولتين»، حيث يُعقد اجتماع بهذا الخصوص في بروكسل قريباً.