ريانة برناوي الاسم اللامع الذي وطأ الفضاء وغير نظرة السعوديين تجاهه، لا تكف نساء المملكة الشجاعات والملهمات عن إبهار العالم بإنجازاتهن المتتالية، سواء على الصعيد المحلي أو العالمي، واجهت العديد من التحديات وأصرت أن تحقق أحلامها بالقوة وعانقت الفضاء.
بعد اجتيازها للعديد من الاختبارات المؤهلة مع التدريب الشاق، استطاعت برناوي أن تغير نظرة السعوديين للفضاء وتكون أول رائدة فضاء سعودية، وأن تسجل هذا الإنجاز التاريخي في الأرشيف السعودي لتمثل بذلك مصدر إلهام للشابات والشبان في المملكة ولمختلف نساء العالم، مؤكدة بإنجازها أن لا شيء مستحيل ويمكن للإنسان تجاوز الصعاب وتحقيق الأحلام.
التحصيل العلمي والمسيرة المهنية
نالت درجة البكالوريوس في هندسة الوراثة وعلم الإنجاب، وتطوير الأنسجة من جامعة أوتاجو بنيوزيلاندا، إلى جانب حصولها على درجة الماجستير من جامعة الفيصل بمرتبة الشرف في العلوم الطبية الحيوية.
كما عملت في مستشفى الملك فيصل التخصصي وفي مركز الأبحاث لمدة تسع سنوات كونها أخصائية في الأبحاث المخبرية، ولديها الخبرة في مجال الخلايا الجذعية السرطانية.
كما اختيرت في العام 2012 من ضمن الوفد السعودي لزيارة المستشفيات ومصانع الأدوية في مدينة “تيانجين” الصينية وذلك بغية تعزيز التعاون الطبي بين البلدين.
نشأة وميلاد ريانة برناوي
ولدت برناوي في شهر سبتمبر من العام 1988، وكانت نشأتها في العاصمة السعودية الرياض، تنحدر أصولها للسودان وتنتمي لقبيلة يعود نسبها لولاية أفريقية تسمى برنو.
وبعد هجرات متعددة لعائلتها في شبة الجزيرة العربية، استقرت بالمملكة العربية السعودية، وتعتبر عائلتها من أشهر العائلات والأسر التي تقطن منطقة الحجاز بالتحديد مدينة مكة المكرمة، إلى جانب انتشار العائلة في مناطق جدة والطائف والمدينة المنورة.
وروت برناوي أنها منذ طفولتها وهي تعشق البحث والاستكشاف والتنقيب، حيث كانت تنظر إلى نفسها على أنها مكتشفة صغيرة وأثنت على دعم والديها لها وتنميتهم لموهبة الاستكشاف فيها، وذكرت في إحدى مقابلاتها أن والدتها قد سألتها إذا ما كانت تريد الذهاب إلى الفضاء؟ فأجابتها: “نعم أكيد أريد الذهاب”.
اقرأ أيضاً: ريانة برناوي: أول رائدة فضاء سعودية ومتخصصة في أبحاث الخلايا الجذعية
مشروعها لدمج التجارب مع الأطفال
اعتزمت برناوي في رحلتها أن يشمل جزء كبير منها إجراء تجارب مع الأطفال على الأرض، وقالت أنها وزميلها علي القرني سيجريان ما لا يقل عن 20 تجربة، منها 14 تجربة بقيادة علماء سعوديين على الأرض.
وصرحت: “سنعمل على ربط الأطفال بالرياضيات والعلوم والتكنلوجيا لمعرفة أنه يمكنهم فعل المزيد والثقة بأنفسهم، هذا هو أحد أهداف المهمة”، وأضافت: “يتمثل أحد أهداف هيئة الفضاء السعودية في تنمية الاهتمام بالفضاء وتدريب الأفراد على الرحلات الفضائية”.
كما قالت برناوي متوجهه للشباب السعودي أنها تريد من الشباب السعودي والعربي رؤية رواد فضاء من المنطقة لأول مرة، وأن توضح لهم أن الرجال والنساء العرب قادرين على تحقيق تطلعاتهم الفضائية.
وفي تغريدة لها على منصة (x) قالت: “إحساسي بالفخر في هذه المهمة.. أكبر شعور أنا أشعر فيه”.
اقرأ أيضاً: من هو رائد الفضاء السعودي علي القرني؟
تجربتها في الفضاء
لقد وظفت ريانة برناوي تحصيلها العلمي من خلال استنادها بالعديد من التجارب خلال رحلتها الفضائية لأعمالها في برنامج هندسة الخلايا الجذعية والأنسجة في مستشفى الملك فيصل التخصصي، إضافة لمركز الأبحاث في الرياض.
وانطلقت برحلتها إلى الفضاء يوم 21 مايو 2023 على متن رحلة أطلق عليها اسم (x2) على متن مركبة (Dragon 2) التي حملت على متن الصاروخ (SpaceX Falcon 9)، التابع لشركة (SpaceX)، كان الانطلاق من قاعدة (Cape Canaveral) مركز كيندي في ولاية فلوريدا الأمريكية.
وصلت للمحطة الفضائية الدولية على متن المركبة يوم 22 مايو 2023 بعد 16 ساعة من انطلاق الرحلة، وأعربت عن فخرها وزميلها السعودي علي القرني بهذا الإنجاز السعودي الذي ترك بصمة للمملكة في عالم الفضاء، واعتبرت نفسها ممثلة لكل أحلام السعوديات والسعوديين.
وعند عودتها من الرحلة الفضائية، كانت تملك وزميلها 92 عينة من نتائج التجارب العلمية، التي تم إجراؤها على متن المحطة الفضائية الدولية.
كما كان لريانة برناوي تجاربها الأخرى خلال رحلتها الفضائية لعل أبرزها: قياس قطر غلاف العصب البصري والهدف منها تحديد قياس قطر العصب البصري لرواد الفضاء خلال مهمة الفضاء ذات المدى القصير، إلى جانب استخدام تخطيط أمواج الدماغ لقياس النشاط الكهربائي، من أجل دراسة تأثير بيئة الجاذبية الصغرى على النشاط الكهربائي في الدماغ، عبر استخدام جهاز تخطيط لأمواج الدماغ متنقل، إلى جانب تجربة قياس المؤشرات الحيوية عن طريق الدم لمعرفة آلية عمل أنسجة الدماغ الوظيفية في مهمات الفضاء ذات المدى القصير، لمعرفة ما إذا كانت هذه الرحلات آمنة للدماغ البشري أم لا.
ختاماً، ريانة برناوي فخر للنساء السعوديات والبلاد عبر ما قدمته من إنجازات رفعت اسم السعودية عالياً، وهي صدى لتعبير أصيل عن دور المرأة السعودية في بناء المملكة بدءاً من المجتمع ووصولاً للفضاء.
اقرأ أيضاً: من هو أول رائد فضاء سعودي؟
