دعت وزارة الصحة السعودية المواطنين إلى أخذ لقاح الإنفلونزا الموسمية المتوفر في مراكز الرعاية الصحية الأولية في جميع أنحاء المملكة، وذلك عبر تطبيق صحتي، مؤكدة أنه آمن وضروري خصوصاً لمن يعانون من ضعف المناعة.
وشددت الوزارة على ضرورة تناول اللقاح من قبل الفئات الأكثر عرضة لمضاعفات المرض، والذي أثبت فعاليته في تقليل هذه المضاعفات، وفي مقدمتهم: أصحاب الفئة العمرية 50 سنة فأكثر، الحوامل، الأطفال من عمر 6 أشهر حتى خمس سنوات، أصحاب الأمراض المزمنة كالسكري، من يتناولون أدوية تضعف المناعة، الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، والعاملين في القطاع الصحي.
وأوضحت الوزارة أهمية الالتزام بأخذ جرعة اللقاح سنوياً، وذلك بسبب قدرة الفيروس المستمرة على التغير، وبالتالي تعزيز مناعتهم تجاه الأمراض ومضاعفات الإصابة الشديدة، علماً أنه متوفر بكميات كافية في جميع المراكز الصحية وهو مجاني للفئات المستهدفة ضمن خطة الوزارة للتقليل من الإصابات بالفيروس، إضافة إلى قيام الوزارة بتدريب الكوادر الطبية على إدارة عملية التطعيم بشكل آمن وفعال.
وتشير تقارير صحية عديدة إلى أن لقاح الإنفلونزا الموسمية يمكن أن يقلل احتمالية الإصابة بالفيروس بنسبة 60%، ويعزز قدرة الجسم على مقاومة المرض في حال الإصابة به، كما يسهم في حماية الفئات الضعيفة ويقلل من معدل انتشار الفيروس في المجتمع.
وتنظم وزارة الصحة حملات على وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي للتوعية بأهمية اللقاح، وكيفية الحصول عليه.
اقرأ أيضاً: نحو عالم خال من الأمراض.. السعودية تطلق مبادرة عالمية للقضاء على شلل الأطفال
وتستمر فترة حضانة فيروس الإنفلونزا ما بين يومين وأربعة أيام، وتتراوح فترة العدوى بين يوم واحد قبل ظهور الأعراض إلى 5-7 أيام بعدها، كما يمكن أن تستمر لمدة زمنية أطول عند الأطفال والأشخاص الذين يعانون نقص المناعة، وتشمل أعراض الإصابة بالإنفلونزا الموسمية: ارتفاع درجة حرارة الجسم أكثر من 37.8 درجة مئوية، قشعريرة وتعرُّق، صداع، سعال جاف مستمر، تعب وإرهاق، سيلان الأنف، التهاب الحلق، وألم في العضلات.
وتتركز عوامل خطورة الإصابة بالفيروس في: العمر، وجود أمراض مزمنة، ضعف الجهاز المناعي، السمنة، ومن المهم التنويه إلى أن معظم المصابين لا يحتاجون سوى الراحة في المنزل، لكن يتوجب رؤية الطبيب عند زيادة حدة المرض لما يزيد على أسبوعين، إذ أن أخذ الأدوية في غضون 48 ساعة الأولى يحد من تفاقم حدة المرض، وهو ما يبين أهمية أخذ لقاح الإنفلونزا الموسمية بشكل منتظم.
ويعتبر الالتهاب الرئوي أكثر المضاعفات شيوعاً خصوصاً عند الأطفال الصغار، والأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، والذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري، أو الحالات التي تؤثر على القلب أو الرئتين، أو لدى من يعانون ضعف المناعة.
كما تشمل مضاعفات الإنفلونزا الموسمية: التهاب الشعب الهوائية، التهاب في الجيوب الأنفية والأذن، نوبات الربو، التهاب عضلة القلب. ويمكن أن تؤدي عدوى الجهاز التنفسي إلى استجابة التهابية شديدة في الجسم، وتعفن الدم ومن ثم الوفاة،
وعادة ما يتعافى معظم المصابين بالإنفلونزا في غضون أسبوع إلى أسبوعين دون علاج، ويتمثل العلاج بالراحة وشرب الكثير من السوائل، لكن قد يصف الطبيب أدوية مضادة للفيروس تقلل من شدة الأعراض ومدتها بحوالي يوم واحد، والمسكنات ومخفضات الحرارة لتخفيف الحمى والصداع وآلام العضلات.
وشددت وزارة الصحة السعودية على عدم جدوى المضادات الحيوية في علاج الأمراض الفيروسية مثل الإنفلونزا، إذ يتم استخدامها فقط في حال وجود مضاعفات بكتيرية للإنفلونزا كالالتهاب الرئوي البكتيري أو التهاب الأذن أو التهاب الجيوب الأنفية.
وحددت الوزارة سبل الوقاية بالحرص على أخذ لقاح الإنفلونزا الموسمية بشكل سنوي، وغسل اليدين جيداً وبانتظام، وتجنب لمس العين أو الفم مباشرة بعد لمس الأسطح أو الاتصال المباشر مع الشخص المصاب ومشاركته الأدوات، وتجنب الأماكن المزدحمة، والحرص على استخدام المنديل عند العطس والسعال، وتنظيف الأسطح بشكل منتظم.
وتحرص وزارة الصحة على تعزيز الوقاية الصحية في المجتمع، من خلال خطوات مستمرة ومنتظمة لتعزيز مناعة الفئات الضعيفة التي تعاني من الأمراض المزمنة أو ضعف المناعة، وحمايتها قدر الإمكان من الأمراض الموسمية، وهو ما يتطلب تكاتف الجهود الرسمية والمحلية لنشر الوعي بضرورة أخذ اللقاحات الآمنة التي تعلن عنها الوزارة، بما يرفع جودة الحياة ويبقينا ومن نحب بأمان.
اقرأ أيضاً: مستشفيات مديدة مشروع طبي رائد لقيادة خدمات الرعاية طويلة الأجل في السعودية