تُعد ليلك الصفدي واحدة من أبرز الشخصيات المؤثرة في مجال التعليم الإلكتروني والتكنولوجيا في المملكة العربية السعودية، والتي تركت بصمة واضحة في تطوير هذا القطاع الحيوي من خلال إسهاماتها المميزة.
وتُعتبر ليلك الصفدي أول امرأة سعودية تتولى رئاسة جامعة، حيث شغلت منصب رئيسة الجامعة السعودية الإلكترونية خلال الفترة الممتدة بين عامي 2020 و2023، الأمر الذي يعكس التزام المملكة بتمكين المرأة وتعزيز دورها في المناصب القيادية على مختلف الأصعدة.
وتواصل ليلك الصفدي مسيرتها المهنية والأكاديمية التي امتدت لأكثر من عقدين، حيث عملت في عدد من المؤسسات المرموقة مثل جامعة الملك سعود وشركة مايكروسوفت، وساهمت بشكل كبير في تصميم وتنفيذ استراتيجيات التحول الرقمي والتعليمي، مما أسهم في دفع عجلة التطوير في هذه المجالات داخل المملكة.
اقرأ أيضاً: أسماء الجعيب نموذج مشرّف للمرأة السُّعودية المؤثرة
المسيرة التعليمية والمهنية
حصلت ليلك الصفدي على درجة الدكتوراه في علوم الحاسوب من جامعة ولونغونغ (University of Wollongong) في أستراليا، بعد أن نالت درجة الماجستير في نفس التخصص مع تركيز على هندسة البرمجيات، كما حصلت سابقًا على درجة البكالوريوس في علوم الحاسوب من جامعة الملك سعود.
وبفضل هذه الخلفية الأكاديمية الصلبة، تمكنت ليلك الصفدي من توظيف خبراتها الواسعة في مجالات متعددة مثل الذكاء الاصطناعي، والتجارة الإلكترونية، والتحول الرقمي.
وقد أسهمت هذه الخبرات في جعلها واحدة من أبرز الشخصيات المؤثرة في قطاع التعليم الرقمي في المملكة العربية السعودية، حيث لعبت دورًا رئيسيًا في تطوير هذا المجال وتعزيز مكانته.
وخلال فترة قيادتها للجامعة السعودية الإلكترونية، أطلقت ليلك الصفدي العديد من المبادرات الاستراتيجية التي تركت أثرًا كبيرًا في تطوير التعليم الإلكتروني.
ومن أبرز هذه المبادرات، اعتماد نظام الفصول الثلاثة، الذي ساهم في تعزيز كفاءة العمليات التعليمية وتوسيع نطاق استفادة الطلاب من الموارد المتاحة.
اقرأ أيضاً: «سهى العلاوي» أول سعودية تحرز الأستاذية في الاستثمار
علاوة على ذلك، شغلت منصب عضو مجلس إدارة المركز الوطني للتعليم الإلكتروني منذ عام 2022، حيث لعبت دورًا محوريًا في صياغة وتطوير السياسات الوطنية المتعلقة بالتعليم الرقمي، مما ساهم في دعم رؤية المملكة لتحقيق التحول الرقمي في القطاع التعليمي.
إلى جانب مهامها القيادية، عملت ليلك الصفدي كمستشارة لعدة جهات حكومية وأكاديمية بارزة، منها الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة “منشآت”، وجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، وشركة تكامل القابضة.
وقد أسهمت خبراتها الواسعة في مجالات تطوير الاستراتيجيات وتنفيذ المبادرات التقنية في دعم هذه المؤسسات وتمكينها من تحقيق أهدافها التنموية والتقنية.
ريادة الأعمال
لم يقتصر تأثير ليلك الصفدي على المجال الأكاديمي فحسب، بل امتد ليشمل القطاع التقني وريادة الأعمال، ففي عام 2020، عملت كنائبة للرئيس ومسؤولة التكنولوجيا الوطنية في شركة مايكروسوفت، مما مكنها من اكتساب خبرة واسعة في مجال الابتكار الرقمي وتطوير الحلول التقنية المتقدمة.
بالإضافة إلى ذلك، شغلت منصب مدير حاضنة تكنولوجيا المرأة بجامعة الملك سعود خلال الفترة الممتدة بين عامي 2010 و2012، حيث ساهمت بشكل كبير في تمكين رائدات الأعمال السعوديات، خاصة في مجالات التقنية وريادة الأعمال، من خلال تقديم الدعم والمشورة اللازمة لتطوير مشاريعهن وتعزيز قدراتهن التنافسية.
إسهاماتها لم تتوقف عند الإدارة والتطوير المؤسسي فقط، بل امتدت إلى المجال البحثي من خلال تقديم أكثر من 50 ورقة بحثية في مؤتمرات ومقالات علمية تناولت موضوعات الذكاء الاصطناعي والتجارة الإلكترونية، مما عزز مكانتها كخبيرة مرموقة في هذه المجالات.
كما لعبت دورًا محوريًا في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، حيث ساهمت في رسم وتطوير سياسات التعليم الإلكتروني والتحول الرقمي، بما ينسجم مع متطلبات العصر الحديث ويواكب التطورات العالمية.
تُعتبر ليلك الصفدي نموذجًا بارزًا للقيادة النسائية الناجحة في المملكة العربية السعودية، حيث تمكنت من الجمع بين الخبرة الأكاديمية والإدارية والتقنية، مما أسهم في تطوير قطاع التعليم الرقمي وتعزيز دور المرأة في المناصب القيادية.