استطاعت الدكتورة فاطمة بنت عبدالعزيز التويجري، أن تخلد اسمها في سجلات النجاح السعودي، حيث تعتبر من الشخصيات النسائية الأبرز في المملكة، كونها أول امرأة تتولى منصباً قيادياً في الحرم النبوي الشريف.
بدأت فاطمة التويجري مسيرتها كمساعدة للرئيس العام للشؤون النسائية في “وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي” منذ 8 فبراير 2022.
وتعد هذه الخطوة بمثابة نقلة نوعية في مسيرة التويجري، تعكس طموح المرأة السعودية وإرادتها، على أن تولي المناصب القيادية لا يرتبط بالجنس، بل بالكفاءة والرؤية الطموحة.
فاطمة التويجري والرحلة العلمية
تحمل التويجري شهادة الدكتوراه في التربية تخصص الإدارة والتخطيط التربوي من “جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن”، وحصلت على ماجستير في الإدارة التربوية من “جامعة الملك سعود” ببحث بعنوان “الاحتياجات التدريبية لمديرات المدارس المتوسطة والثانوية بالمملكة العربية السعودية”، وهو عنوان يعكس اهتمامها المبكر بتطوير الكوادر البشرية.
وتعمل فاطمة كأستاذة الإدارة التربوية في قسم الإدارة والتخطيط التربوي بكلية التربية في “جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية”.
كما عملت مستشارة متفرغة لدى “الجامعة السعودية الإلكترونية”، وشاركت في عدد من الأبحاث العلمية المشتركة التي ساهمت في صياغة نماذج إدارية رائدة، منها دراسة بعنوان “دور إدارة الموارد البشرية في بناء الصف الثاني من القيادات في الجامعات الحكومية بمدينة الرياض: الجامعة السعودية الإلكترونية أنموذجاً”.
اقرأ أيضاً: كوثر الأربش.. مسيرة امرأة سعودية تجمع بين الأدب والتأثير السياسي
تحول إداري في خدمة الزائرات:
ركزت التويجري منذ توليها منصب كمساعدة للرئيس العام للشؤون النسائية في “وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي، جهودها على إعادة هيكلة العمل الإداري داخل الشؤون النسائية بالمسجد النبوي.
كما عملت على تحويل المركزية إلى إدارات متخصصة، كل منها له اختصاصه ومهمته الواضحة، وذلك أيماناً منها بأن التطوير لا يقتصر على العمل الفردي فحسب، أنما من خلال ورش عمل جماعية تحمل نفس الأهداف والرسالة.
ولم تقتصر جهودها على هذا الحد، بل امتدت إلى الاستعانة بسيدات من المجتمع المحلي المدني، يمتلكن خبرات عملية، ومقترحات مبتكرة وفعالة، بهدف تحسين تجربة الزائرات وتقديم خدمات نوعية تلبي توقعاتهن، وذلك من خلال منهجية علمية مبنية على الأدلة والبيانات رصدت من خلالها مؤشرات قياس رضا المستفيد.
قصة نجاح تلهم والنموذج السعودي يتجدد
استطاعت الدكتورة فاطمة التويجري في أقل من عامين تحقيق إنجازات ملموسة على أرض الواقع، جعلت من خدمة زائرات الحرم النبوي، تجربة تتميز بالراحة والسهولة، وتوفر أقصى درجات الأمن والنظام.
وعن شرف هذه المهمة، أعربت التويجري عن اعتزازها البالغ بهذا الدور، مؤكدة أن اختيارها يمثل دعماً حقيقياً من حكومة خادم الحرمين الشريفين لمشاركة المرأة في مواقع القيادة وخدمة المقدسات.
وأشارت إلى أن هذا المنصب ليس غاية، بل بداية لمسار جديد يهدف إلى تطوير الخدمة وتعزيز الجودة، ضمن رؤية المملكة 2030 التي تفتح الآفاق أمام الكفاءات الوطنية لتحقيق الإنجازات.
في الختام، يعكس تعيين فاطمة بنت عبدالعزيز التويجري، في هذا المنصب رؤية المملكة العربية السعودية في تمكين المرأة بكافة المجالات، وتعزيز دورها كشريك فعال في مسيرة التنمية التي تشهدها.
كما تمثل قصة نجاح التويجري، نموذج المرأة السعودية الطموحة التي تمتلك الإرادة، لتعيد تعريف مفاهيم القيادة في السعودية الحديثة.
اقرأ أيضاً: مرام الجهني: سعودية تقود أحد أكبر الصناديق السيادية في العالم