يستعد القطاع الخاص في المملكة العربية السعودية، لاستقبال 100 كفاءة من أيتام المملكة، في إطار مبادرة سعودية لتوظيف الأيتام، تحمل اسم وظف، والتي جرى إطلاقها قبل أيام من قبل اتحاد الغرف السعودية والمؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام إخاء.
وجرى الإعلان عن إطلاق المبادرة خلال الاحتفال السنوي لمؤسسة إخاء المتخصصة برعاية الأيتام، وشهد الحفل توقيع اتفاقية تعاون لتنفيذ المبادرة في العاصمة السعودية الرياض، بحضور كل من وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية ورئيس مجلس أمناء مؤسسة إخاء المهندس أحمد بن سليمان الراجحي، ورئيس اتحاد الغرف السعودية حسن بن معجب الحويزي.
أما الأطراف الموقعة على الاتفاقية فهي اتحاد الغرف السعودية، ممثلة برئيس اللجنة الوطنية للمسؤولية المجتمعية فايز المالكي ومؤسسة إخاء ممثلة بالرئيس التنفيذي الدكتور محمد العيد.
وفي السياق يأتي إطلاق المبادرة في إطار استراتيجية شاملة، تندرج تحت مظلة رؤية المملكة 2030 لتحسين جودة حياة المواطنين في السعودية، وهو ما تجسد من خلال برامج تنفيذية لدى اتحاد الغرف السعودية، التي تعتبر بمثابة الجهة الراعية لتنمية المسؤولية الاجتماعية في المملكة ضمن قطاع الأعمال، لاسيما القطاع الخاص، وحث الشركات على تفعيل دورها الإيجابي في تنمية المجتمع والأخذ بيد الفئات المستضعفة فيه.
أيضاً التقى في مبادرة وظف مسار الخطة الاستراتيجية لمؤسسة إخاء مع دور اتحاد الغرف السعودية، التي تسعى حثيثاً لتحسين الخدمات المقدمة للأيتام من خلال أنشطتها الراعية لهم، فهي تعمل على ملامسة احتياجاتهم، وخلق بيئة مناسبة لتمكينهم ودفعهم نحو طريق الاستقلال والاعتماد على أنفسهم، بما يحقق لهم اكتفائهم الذاتي.
وتعمل المؤسسة على تحقيق خطتها الإستراتيجية السابقة، عبر سلسلة من البرامج المجتمعية والمبادرات المتنوعة الهادفة إلى نقل هذه الفئة من المجتمع السعودي من خانة فئة تحتاج الدعم والرعاية، إلى خانة فئة منتجة وقادرة على تقديم الدعم، ولعب دور فاعل في المجتمع.
وتسعى مبادرة وظف الحالية، إلى تحويل فئة الأيتام بالمجتمع السعودي، إلى مكون فاعل يندمج في سوق العمل ويقدم أفضل مالديه، في البداية ليكون قادراً على تحقيق الاستقلال المادي ويعتمد على ذاته، وليلعب دوره الأساسي في المجتمع، ويسهم في بناء مستقبل المملكة، عن طريق استغلال مواهبه وإمكاناته في خدمة بلده، وأن يؤدي رسالته في الحياة.
وفي سياق متصل، تضمن مبادرة وظف حصول الأيتام المستفيدين منها على وظائف لائقة برواتب مجزية، تكون لهم معيناً على النهوض بالأعباء المترتبة عليهم، وتفتح لهم فرصة الانطلاق نحو مرحلة جديدة من حياتهم، تكون بمثابة تعويض لهم عن مرحلة سابقة عانوا خلالها من نقص في شروط الحياة الأساسية بسبب غياب أحد الأبوين أو كليهما.
اقرأ أيضاً: اجتماع دولي في نواكشوط والسعودية تدعو لتطبيق «إعلان جدة»
وجاءت مبادرة وظف على هيئة مبادرة سعودية ستشمل عدداً من فئات الأيتام، وهم الأيتام الذين لم يسبق لهم دخول سوق العمل في وقت سابق، والطلاب الذين ما زالوا على مقاعد الدراسة، ويبحثون عن عمل لتغطية نفقاتهم بالاعتماد على أنفسهم، والأيتام الموظفون برواتب متدنية من خلال العمل على تأمين وظائف جديدة لهم برواتب أعلى وخبرات أوسع، ويشمل التطبيق كافة أفرع مؤسسة إخاء لرعاية الأيتام في جميع مناطق المملكة.
ومن الجدير بالذكر أن اتحاد الغرف السعودية يقود منذ نوفمبر الماضي عملية تحول نوعية فيما يخص مستقبل أيتام المملكة، فليست مبادرة وظف وهي مبادرة سعودية واعدة سوى غيض من فيض نشاط متكامل يهدف إلى تمكين هذه الفئة المستضعفة من المجتمع السعودي، إذ أحدث الاتحاد اللجنة الوطنية للمسؤولية المجتمعية، والتي تلعب دوراً بارزاً في توجيه شركات القطاع الخاص بالمملكة نحو ممارسة دورهم الفاعل في مجال المسؤولية الاجتماعية والعمل على تقديم الدعم اللازم لكافة الفئات المحرومة والمستضعفة.
وفي الختام تجدر الإشارة إلى أن مؤسسة إخاء وهي المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام في السعودية، بدأت نشاطها منذ العام 2003، وجرى إحداثها بقرار مجلس وزراء حتى تنهض بوقائع الأيتام في المجتمع السعودي، بوصفهم فئة غاية في الأهمية، ويجب أن تحظى بإشراف خاص لاسيما بعد مغادرتها دور رعاية الأيتام، والمؤسسات الاجتماعية التابعة لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية.
وذلك من خلال التعامل معهم كحالات فردية والعمل على توفير الاستقرار والعيش الكريم لهم، من خلال تمكينهم من تحقيق الاستقلال والاعتماد على الذات، من خلال مجموعة من النظم المرنة التي تعمل على استقطاب الكفاءات المميزة وتقديم الدعم اللازم لدمجها في بيئة الأعمال السعودية.
اقرأ أيضاً: السعودية: الاعتداءات الإسرائيلية على سورية «انتهاك صارخ» للقانون الدولي