أشاد مجلس الوزراء السعودي، برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، بنتائج المحادثات التي جرت بين كبار المسؤولين في السعودية ووفد الإدارة السورية الجديدة، وجدد الموقف السعودي الداعم لأمن هذا البلد واستقراره، مع التأكيد على مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب السوري الشقيق.
والخميس الماضي، استقبل وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، في مقر الوزارة بالرياض، وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال السورية، أسعد الشيباني، حيث ناقشا التطورات الراهنة في سوريا عقب سقوط نظام الأسد.
وتناول الجانبان سبل دعم الجهود الرامية لتحقيق مستقبل زاهر يسوده الأمن والاستقرار والرخاء لسوريا وشعبها الشقيق، كما تطرقا إلى عدد من القضايا المتعلقة بالحفاظ على مؤسسات الدولة السورية ومقدراتها، وإعادتها إلى مكانتها الطبيعية في العالمين العربي والإسلامي.
المملكة ملتزمة بدعم سوريا
وسيّرت المملكة العربية السعودية، الأربعاء الماضي 1 يناير، جسراً جوياً إلى مطار دمشق الدولي حاملاً مساعدات إنسانية من إمدادات طبية وغذائية وإيوائية “للتخفيف من الأوضاع الصعبة” على السوريين.
ووصلت الطائرة السعودية الإغاثية السابعة، أمس، إلى مطار دمشق الدولي ضمن الجسر الجوي السعودي الذي يسيّره مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لمساعدة الشعب السوري.
كما أعلن مركز الملك سلمان للإغاثة عن بدء تسيير جسر بري للمساعدات الإنسانية من الأراضي الأردنية إلى سوريا، لنقل معدات طبية ثقيلة لا يمكن شحنها جواً، تشمل هذه المعدات أجهزة طبية متطورة مثل أجهزة الرنين المغناطيسي، والأشعة السينية، وأجهزة التصوير المقطعي، بالإضافة إلى كميات من المساعدات الغذائية، والصحية، والإيوائية.
في السياق، أفادت وكالة “رويترز” أن قطر تعتزم المساعدة في تمويل زيادة رواتب وأجور القطاع العام الحكومي في سوريا، وذلك عقب الإعفاءات من العقوبات التي أصدرت الولايات المتحدة الأميركية.
ونقلت الوكالة عن مسؤول أميركي ودبلوماسي كبير قولهما إن قطر تخطط للمساعدة في تمويل زيادة ضخمة في أجور القطاع العام وعدت بها الحكومة السورية الجديدة في مساعدة حيوية للحكام الجدد في دمشق.
وذكرت “رويترز” أن دعم الإدارة السورية الجديدة أصبح ممكناً بفضل الإعفاء من العقوبات الأميركية الذي أصدرته واشنطن، أمس الإثنين، والذي يسمح بالتعامل مع المؤسسات الحاكمة في سوريا لمدة ستة أشهر.
وأوضح مسؤول عربي أن المحادثات بشأن تمويل قطر لرواتب الحكومة السورية جارية ولم يتم الانتهاء من شيء بعد، مضيفاً أن دولاً أخرى، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، قد تنضم إلى هذه الجهود.
وقال مسؤول سعودي للوكالة إن المملكة “ملتزمة بالعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين للمساعدة في دعم سوريا”، مضيفاً أن دعم السعودية الحالي “يركز على المساعدات الإنسانية بما في ذلك الغذاء والمأوى والإمدادات الطبية”.
إلى ذلك، تابع مجلس الوزراء السعودي تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والمساعي الدولية المبذولة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وشدّد على رفض المملكة وإدانتها الشديدة لجرائم سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني الشقيق، وانتهاكاتها المستمرة للقانون الدولي والإنساني.
كما استعرضت جلسة مجلس الوزراء، التقدم المحرز في تنفيذ البرامج والمبادرات والمشاريع التنموية الهادفة إلى الاستمرار في الارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين والزائرين، وتنويع القاعدة الاقتصادية ومصادر الدخل، بالإضافة إلى استثمار الإمكانات والطاقات والثروات المتوافرة.
واطلع مجلس الوزراء السعودي برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز على مجمل أعمال الدولة في الأيام الماضية، لا سيما المتصلة بمجالات التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة، والتنسيق في شأن الجهود المشتركة الرامية إلى مواجهة التحديات ومعالجتها، والإسهام في تحقيق التطلعات نحو مستقبل أفضل للمنطقة والعالم أجمع.
اقرأ أيضاً: السعودية تجدد إدانتها لجرائم الكيان بحق الفلسطينيين