يعدّ مشروع مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة أحد المشاريع الطموحة في المملكة العربية السعودية، وهدفه الأساسي تعزيز التكنولوجيا المتقدمة في مجالي الطاقة الذرية والمتجددة.
تأسست مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة في عام 2010م، وتعد مهمتها الرئيسية المساهمة في التنمية المستدامة للمملكة، من خلال استخدام العلوم والبحوث والصناعات المرتبطة بالطاقة الذرية والمتجددة في الأغراض السلمية.
مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة
يترأس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة الدكتور خالد بن صالح السلطان منذ عام 1439 هـ، وهو حاصل على بكالوريوس وماجستير في هندسة النظم من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ودكتوراه في الهندسة الصناعية من جامعة ميتشغان – الولايات المتحدة الامريكية.
يوجد في المدينة قطاعات عديدة ابرزها قطاع الطاقة الذرية، وتهدف المدينة من خلاله إلى توطين التقنيات وتطويرها من خلال عدة مبادرات ومشاريع، أبرزها مشروع مركز الأبحاث المتضمن مفاعل أبحاث النووي متعدد الأغراض (MPRR).
إضافة إلى إدارة النفايات المشعة على المستوى الوطني، ودراسة إدخال تقنية المفاعلات النووية المعيارية الصغيرة – والجديدة نسبياً على المستوى العالمي – إلى المملكة.
أما قطاع الطاقة المتجددة فيهدف إلى تمكين التطور السريع للمملكة في تطبيقات الطاقة المتجددة من خلال البحوث والدراسات ذات العلاقة، ويعمل القطاع على العديد من المشاريع والأفكار، أهمها مركز إدارة الطاقة المتجددة، الذي يعمل على تكامل الطاقة المتجددة من خلال تطبيق أحدث أدوات تحليل البيانات والتنبؤ بالشراكة مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص.
ومن مشاريعه أيضاً هناك أطلس الموارد المتجددة، وهدفه تطوير تقنيات الطاقة المتجددة الجديدة من خلال البيانات الأرضية للموارد الشمسية، والبيانات الأرضية لموارد الرياح، والبيانات النموذجية عبر الأقمار الصناعية.
ويعدّ قطاع تطوير القدرات البشرية من القطاعات المهمة لتقدم قطاع الطاقة في المملكة العربية السعودية، إذ يتم إعداد القوى الوطنية العاملة وتأهيلها لتساهم في تحول الطاقة بالمملكة.
تقوم المدينة في هذا القطاع على تخطيط القوى العاملة وتنفيذ المشاريع من خلال مبادرات عديدة، وتركيز الجهود على تطوير القوى العاملة في مجال الطاقة من خلال ثلاثة فئات وهي طلاب الجامعات والتدريب المهني وتطوير المهارات المهنية.
وأخيراً نذكر قطاع تطوير المحتوى المحلي الذي يهدف إلى توطين تقنيات واعدة في مجال الطاقة المتجددة وتطويرها، ويركز على تنمية القدرات المحلية في إنتاج الطاقة المتجددة واستخدامها، ودعم الابتكار والتقدم التكنولوجي في هذا المجال.
اقرأ أيضًا: بمساحة بريطانيا وفرنسا معاً.. السعودية تطلق المسح الجغرافي لمشروعات الطاقة المتجددة
وتقوم مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة بمبادرات متنوعة متعلقة بالأبحاث وبالتعاون وعقد الشراكات مع الجامعات والمراكز العلمية المحلية والدولية، للاستفادة من الخبرات والتجارب.
وحققت المدينة عدداً من الإنجازات المتعلقة بقطاع الدراسات والأبحاث تتمثل في دعم الباحثين ضمن برنامج الزمالة البحثية، لإجراء أبحاث في مجالات الطاقة الذرية والمتجددة.
إلى جانب رصد التطورات في الطاقة المتجددة والذرية، ومجلة مرصد للطاقة، وتقارير تحليلية عن الطاقة ودراسات السوق.
إضافة إلى ذلك، عملت المدينة على دعم رواد الأعمال في مجال الطاقة المتجددة من خلال مركز الابتكار، مثل إطلاق مسار خاص بالطاقة المتجددة في حاضنة ومسرعة الأعمال بجامعة الملك عبدالعزيز.
اقرأ أيضًا: مستقبل مشاريع الطاقة المتجددة في السعودية: توقعات العام 2024
المبادرات والمهام
تقوم مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة بمبادرات ومهام عديدة، أهمها تطوير وتنفيذ الخطط وخارطة الطريق لتطوير القدرات البشرية في قطاع الطاقة بما يتوافق مع أهداف رؤية المملكة 2030.
وأيضاً إدارة الشراكات مع المؤسسات الوطنية والدولية، لتقديم المنح التعليمية والفرص التدريبية للشباب والشابات والمهنيين السعوديين.
ومن مهامها كذلك مراقبة فرص العمل، ومتابعتها في قطاع الطاقة في السوق السعودي، فضلاً عن تطوير برامج تعليمية وتدريبية بالشراكة مع المؤسسات التعليمية والتدريبية في المملكة وتقديمها في قطاع الطاقة.
وتعمل المدينة على دعم الابتكار والاستدامة وتعظيم النمو الاقتصادي طويل المدى في قطاع الطاقة على الصعيدين المحلي والعالمي من خلال العمل مع القطاع الخاص والجامعات ومراكز الأبحاث لبرهنة التقنيات في مجال الطاقة المتجددة وتطويرها.
وتوفر بيانات رصد مصادر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الحديثة والتاريخية، إضافة إلى البيانات النموذجية التي تعتمد على الأقمار الصناعية، من خلال أطلس الطاقة المتجددة.
يعد مشروع مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة خطوة مهمة في توجه المملكة نحو تنويع مصادر الطاقة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
يذكر أن المملكة تقدم مبادرات عديدة على الصعيد الداخلي، والتي تهدف إلى تفعيل وتعزيز دور الطاقة المتجددة في منظومة الطاقة وفي المنظومة الاقتصادية على حد سواء.
اقرأ أيضًا: أرامكو تفاجئ العالم بـ 7 اكتشافات جديدة للنفط والغاز: هل تغير هذه الاكتشافات خريطة الطاقة العالمية؟