في خطوة غير مسبوقة، أعلنت المملكة العربية السعودية عن تدشين مستشفى السلام الوقفي، ويعد هذا المستشفى أول وقف صحي في المملكة، كما تم إنشائها في المدينة المنورة بإشراف من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وبرعاية أمير المدينة المنورة الأمير سلمان بن سلطان بن عبد العزيز.
وتهدف هذه المبادرة، إلى تقديم الخدمات الصحية المتميزة لقطاعات عديدة في المملكة ولاسيما القطاع التنموي، ما يسهم في تعزيز جودة الحياة وتحقيق أهداف رؤية المملكة لعام 2030، وتقدم مستشفى السلام الوقفي الخدمات الصحية إلى جميع المواطنين السعوديين وزوار المدينة القادمين من أنحاء العالم المختلفة.
كما تقع هذه المستشفى على امتداد طريق السلام، بالقرب من المسجد النبوي الشريف بمساحة تقدر بنحو 11.000 متر مربع، كما تتميز مستشفى السلام الوقفي، بكونها أول مستشفى رقمي في المملكة تقدم الخدمات الإلكترونية المبتكرة في القطاع الصحي. وخلال تدشين المستشفى شارك نخبة من كبار الشخصيات في المملكة، من أبرزهم المستشار في الديوان الملكي الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد.
تجدر الإشارة، أن مستشفى السلام الوقفي تم إنشائها من خلال التبرعات التي قدمها إناس كثر وذلك في حفل إحسان الذي انعقد العام الماضي. وتمتلك هذه المستشفى طاقة تشغيلية تصل إلى 81 سريراً، منهم ما يقدر بنحو 27 سرير مجهزين لحالات الطوارئ، في حين تم وضع 26 سرير في العناية المركزة، وصولاً إلى ثمانية أسرة للمرضى الذين تعرضوا إلى التعب والإرهاق أثناء النهار.
وتعتبر مستشفى السلام الوقفي من المشاريع الإنسانية التي تساهم في تعزيز التطور والتنمية وتحقيق التنمية المستدامة، وتعكس الجهود المثمرة من الناس نحو الخير والعطاء، كما تعد من المشاريع الفريدة التي تساعد بطريقة كبيرة في تطوير القطاعات غير الربحية في المملكة.
كما كان اختيار المدينة المنورة لتكون أول حاضنة لمشروع الوقف الصحي، وإنشاء مستشفى السلام الوقفي نتيجة أهميتها الدينية والتاريخية لدى المسلمين، والمساهمة في تطوير الاقتصاد في المملكة نحو تحقيق التطور والابتكار، ورغبتها في تقديم الخدمات الصحية المتطورة لجميع زوار المسجد النبوي الشريف.
اقرأ أيضاً: باستخدام الروبوت الجراحي: استئصال ورم من رئة سبعيني بالسعودية
ولا تقتصر هذه المبادرة على المدينة المنورة فقط، بل تمتد لتشمل مكة المكرمة وذلك من خلال رغبة الناس في تقديم الدعم المطلوب لإنشاء وقف صحي في مكة المكرمة عن طريق وقف إحسان بمبلغ يصل إلى 50 مليون ريال، وتحقيق الخدمات الصحية المتكاملة لجميع حجاج بيت الله الحرام ولاسيما أثناء موسم الحج والعمرة.
ومن المتوقع أن يساعد مستشفى السلام الوقفي في تطوير جودة الرعاية الصحية المقدمة، وفتح إمكانية تدريب الكوادر الطبية الشابة واكسابهم المعارف والخبرات نحو تحقيق طموحاتهم المستقبلية، كما تساهم بطريقة كبيرة في تخفيف الضغوط على المستشفيات العامة في المملكة، وتوفير فرص عمل كثيرة للشباب السعودي.
كما يساهم هذا المستشفى، في تطوير الدراسات والأبحاث الطبية والوقائية واستثمار التكنولوجيا المتطورة والتقنيات المتقدمة في التوصل إلى أبحاث طبية لا مثيل لها، ومحاولة الوصول إلى علاجات مبتكرة لأمراض عديدة وتسطير اسمها في عالم النجاح والتطور.
لتكون بذلك مستشفى السلام الوقفي، مركز للتطور والابتكار وتعزيز مكانة المملكة على الصعيد الدولي، ودعم القطاعات الأخرى وصولاً إلى تحقيق التميز والإبداع، ولكن هذه المبادرة لم تكن لتتحقق من دون تعاون المجتمع السعودي وتضافره من أجل المصلحة العامة، وتقديم التمويل اللازم وإعداد مستشفى السلام الوقفي.
اقرأ أيضاً: الصحة السعودية: من حقوق المرضى معرفة فريق علاجهم الطبي
كما تجسد روح المبادرة والإلهام لدى المواطنين السعوديين على اختلاف فئاتهم وتجمعهم معاً نحو تطوير قطاعات المملكة والنهوض بها نحو النجاح والتقدم، كما تبرز الرؤية المشتركة لديهم، لدعم القطاع الصحي في المملكة وتجنب المشكلات التي قد تحدث خلال موسم الحج والعمرة.
وتسعى هذه المبادرة إلى الجمع بين التراث الإسلامي القديم والاحتياجات العصرية وتحقيق الأهداف التنموية وتعزيز رؤية المملكة والوصول إلى مستقبل ينبض بالتكامل والخدمات المتطورة ورفع قيم التعاون والمحبة لدى الأطفال وتوسيع نطاق أفكارهم.
ختاماً، يمثل إنشاء أول وقف صحي في المدينة المنورة، ثم تليها مكة المكرمة، خطوة هامة نحو الوصول إلى الرعاية الصحية المتكاملة، من خلال الخدمات المتطورة من مستشفى السلام الوقفي، كما أن هذه المشاريع لا تقتصر على كونها مشاريع تنموية، بل هي رؤية مستدامة تهدف إلى الارتقاء بالمملكة وتطوير الحلول المبتكرة.
اقرأ أيضاً: اكتشاف طبي ينبئ بالنوبة القلبية قبل حدوثها